الخليج 
مع الأسف الشديد إننا في الكويت دخلنا، بكل جدارة، في نفق التأويلات والتفسيرات والتشكيك في كل صغيرة وكبيرة، حتى النوايا نفسها دخلت ضمن هذا الإطار المهدِّد لأهم ما نحتاج إليه في هذه المرحلة، وهو الثقة التي تؤسس بدورها ارضية صلبة تبنى عليها كل عوامل تقدم ونماء واستقرار الأوطان، فالصراع في الكويت اصبح روتينا في مختلف قطاعات الدولة، فضلا عن تلك الصراعات المولودة من رحم الطائفية والقبلية والفئوية التي باتت وسيلة لتحقيق الأهداف، وجسرا للوصول إلى الطموحات، ولا يخفى على أحد اليوم ان العزف على وتر هذه الأمراض الاجتماعية اصبح يشكل عاملا مهما لحشد القواعد وتسجيل البطولات والمواقف التي لا تعدو بدورها أكثر من تكسب لا يمت إلى مصلحة كويتنا الغالية بأي صلة، مع الأسف ان تلك الصراعات وفرت للجدل والثرثرة مساحة شاسعة طغت على مساحة ومكان الإنجاز والبناء والعطاء.
نتفق على أن تلك الصراعات لم توجد من العدم، وإنما هناك اطراف تعمل على تغذيتها وتحريك المياه الراكدة فيها بين الحين والاخر، ومن يتابع ما يدور على ساحة «تويتر» يجد من السموم المغذية لتلك الصراعات ما هو كفيل بتدمير أمم وحضارات! نعلم ان «تويتر» هو وسيلة تواصل اجتماعية عالمية، ولكن يبقى ذلك الكم الهائل من الاتهامات التي تطرح من خلاله امرا يثير الاستغراب والدهشة.
هناك سوء فهم عام في مبدأ الحريات، ونقولها بكل صراحة: ان البعض عندنا يعاني من عدم ادراك معنى كلمة «حرية»، الأمر الذي انعكس سلبا على الثقافة العامة والأخلاقيات عند مختلف فئات المجتمع، خصوصا الشباب، فقد تجاوزت «الحرية» في الآونة الاخيرة كل الحدود، واستُغلت أسوأ استغلال، حتى اصبحت متنفسا لدى البعض لبث احقاده الشخصية وأجنداته التدميرية.
إننا نؤيد بشدة كل القوانين التي تجرم سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فذلك من شأنه الحفاظ على تماسك ابناء المجتمع وحمايتهم من اصحاب النفوس الضعيفة الذين لا عمل لديهم غير اطلاق وابل الاتهامات والتشكيك في ذمم وولاءات البشر، ما هذه الحرية التي تفرق ولا تجمع، والتي يصر البعض على التشبث بها؟ ماذا سنجني من وراء حرية تشيع الفوضى غير مزيد من الفرقة والكراهية والبغضاء؟
