هل تعد وسائل التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟ هل العلة تكمن فيها أم في البعض الذي يسيء استخدامها؟ مواضيع لا حصر لها تطرح على صفحاتها، ومع شديد الأسف معظمها تضرب على وتر الطائفية والفئوية وتصفية الحسابات الشخصية، فالجيد والمفيد من الطرح ضائع وسط هذا الكم الهائل من الأمراض الاجتماعية التي تؤكد قطعا على وجود خلل في نفوس البعض الخاضعة لنظرية «خالف تعرف»!
لم يقتصر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على جانب دون الاخر، فبالاضافة إلى الأحاديث المتعلقة بأمور السياسة هناك تسويق لبعض الافكار والآراء والاجتهادات في مختلف المجالات، ويسبق هذا وذاك تسويق المنتجات والسلع، ومع كل الأسف يأتي البعض ليقدم النصائح والإرشادات، وفي بعض الأحيان الفتاوى في تخصص ليس له صلة به، لا من قريب أو من بعيد، وهنا بيت الداء وأساس المشكلة، فعلى سبيل المثال عندما يقوم شخص ما بإبداء رأي أو معلومة طبية، أو حتى يقوم ببيع منتج طبي، وهو شخص غير مؤهل لممارسة المجال الطبي فمن الوارد، والوارد جدا، ان تصل نتيجة هذا الجهل والاستهتار إلى الوفاة!
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عندنا أصبح أمرا يدعو إلى القلق، فمن غير المعقول هذه الاعداد الهائلة من الحسابات الوهمية المتخصصة في التشهير بفلان والتشكيك في علان، ومن غير المعقول أيضا ازدياد هذا النفَس الطائفي الغريب على مجتمعنا المتحاب والمتسامح، من هنا يأتي تجريم سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؛ حماية وصيانة لأفراد المجتمع من ضعاف النفوس الذين ارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات وعرائس يتم توجيهها بالريموت كنترول؛ لتنال من هذا وذاك!