دول مجلس التعاون الخليجي مثال واضح لمنظومة تحمل على عاتقها أهدافا مشتركة، تعبر عن عمق العلاقات والروابط بين حكام وشعوب تلك الدول، إنها دول جسدت مثلا رائعا للتلاحم والتعاضد والتكاتف في الشدائد والمحن، ولعل التفافها في أغسطس 1990 حول الحق الكويتي يعد أكبر دليل على أنها دول تؤمن بأنها تتقاسم مصيرا وهدفا واحدا.
إن البيت الخليجي يعرف جيدا كيفية التعامل مع الأخطار والتهديدات مهما بلغت من قوة وجدية، فالبيت الخليجي حازم أمام كل ما يهدد استقراره ويمس أمنه، وقد كان ذلك ملحوظا في أكثر من مناسبة، ولعل تصدي دول مجلس التعاون الخليجي، في السنوات القليلة الفائتة، لانعكاسات ما يسمى بثورات الربيع العربي، ودحرهم أصحاب أجندات الفتن، كان خير مثال على أن المنظومة الخليجية صلبة ومتماسكة ولا يمكن لكائن من كان أن يخترقها ويمارس أجنداته المشبوهة فيها، فالقرارات الحاسمة والحازمة دائما ما تكون حاضرة في الوقت المناسب، لتبدأ معها عملية حماية وصيانة الاستقرار والأمن الخليجي.
ومن ناحية أخرى تبقى القراءة الصحيحة من قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتطورات الأحداث في المنطقة أحد أهم العوامل التي دعمت استقرار البيت الخليجي؛ ومثال ذلك الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة في مصر، والمتمثل في دعم استقرارها واقتصادها حتى تنهض من جديد، وتعود كما عرفناها دوما رائدة وسباقة في مختلف المجالات، فلا يختلف اثنان على أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة بأكملها، وذلك لمكانتها ودورها الحيوي الذي تقوم به هنا وهناك دعما للسلام والأمن والاستقرار.
سنظل نردد «خليجنا واحد» بكل فخر واعتزاز، لأننا شعوبا متآخية ومتلاحمة تقف خلف حكامها، مساندة لمواقفهم، وداعمة لقراراتهم الحكيمة إزاء كل خطر يتربص بهذه المنظومة ويهدد كيانها وسيادتها.