تشمر وزارة الداخلية عن سواعد الجد لمواجهة مافيا المخدرات، خاصة بعد ان اطلع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على أحدث طريقة لتهريب مليون و170 ألف حبة مخدرة في أجهزة تبريد عبر ميناء الشويخ، تمت معاينتها في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وهي عبارة عن مؤثرات عقلية (الكبتاغون) مخبأة داخل أجهزة لسحب الرطوبة وآتية من بيروت عن طريق البحر مشحونة في «كونتينر».
من جانبه، أعلن وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد أن الكويت مستهدفة من مافيا تجار المخدرات، وان الأجهزة الأمنية تتصدى بكل الحزم لهذه الظاهرة.
بدوره أكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي ان استراتيجية إدارة مكافحة المخدرات لا تكتفي بمتابعة مهربي ومروجي المخدرات داخل البلاد، بل اصبحت تعتمد على مطاردتهم في الخارج ومتابعة المصادر التي تقوم بالتهريب قبل ادخال المخدرات إلى البلاد، وذلك بالتنسيق مع المكاتب الخارجية التابعة لمكافحة المخدرات والانتربول الدولي وأجهزة مكافحة المخدرات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبين أن هذا التوجه نجح في إحباط العديد من محاولات التهريب من مصادرها، مشيرا إلى استمرار الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في هذا النهج للقضاء على هذه الآفة التي تدمر المجتمع وتستهدف الشباب.
وأعلن العوضي عن توجه لتدشين 7 مكاتب في عدد من الدول الآسيوية والعربية والخليجية لمتابعة قضية المخدرات، لاسيما في ظل استهداف دولة الكويت بهذه السموم المخدرة.
وكشف اللواء العوضي عن أن دولة الكويت تتجه إلى ملاحقة من يهربون هذه المواد المخدرة دوليا ومحليا، وذلك من خلال التنسيق مع الانتربول الدولي لضبطهم، ومن ثم محاكمتهم في الكويت، باعتبارهم يهدمون بتجارتهم تلك شباب الوطن، ملمحا إلى ان هذا الإجراء سيتزامن مع رفع دعاوى قضائية على هؤلاء المهربين، حتى إن كانوا خارج البلاد، بحيث إذا ما ضُبطوا من قبل الانتربول يقدمون مباشرة إلى القضاء الكويتي.
وقال اللواء العوضي ان جدول المخدرات يتم تحديثه دوريا كل 6 اشهر، مشيرا إلى ان الكيميكال ستدرج على جدول المخدرات في دورته الجديدة، لافتا في الوقت ذاته إلى ان هذا المخدر حظر دخوله إلى البلاد قبل فترة بعد ثبوت تعاطيه من قبل البعض وانتشاره.
وأشار إلى ان الوزارة بصدد إنشاء مكاتب للمكافحة على المراكز الحدودية البرية والبحرية لمكافحة هذه الآفة، خاصة انها اصبحت مؤرقة، وتلقى اهتماما ودعما من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد.
واعتبر اللواء العوضي ان ما يقال عن ان القضاء على المخدرات نهائيا أمر ممكن، مشيرا إلى ان هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث يمكن وبتضافر الجهود الحد من انتشار المخدرات، وليس القضاء عليه.
ولفت اللواء العوضي إلى ان برنامج خفض الطلب على المخدرات سيطبّق خلال الفترة المقبلة، بحيث لا يستطيع من يحوز مواد مخدرة ويريد ترويجها أن يحقق ما يتمناه.
وأكد ان الاضطرابات التي تشهدها المنطقة ساهمت وبلا ادنى شك في انتشار المواد المخدرة، كاشفا عن وجود تنسيق وتعاون في قضية المخدرات خليجيا، بحيث يسمح لأي ضباط من اي دولة خليجية بالانتقال إلى دولة اخرى، وكشف عملية التهريب والتعاون مع ضباط الدولة الأخرى، وان ذلك يأتي في اطار التنسيق الخليجي المشترك.
من ناحيته قال المدير العام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالإنابة العقيد وليد الدريعي إن هذه الضبطية تأتي في إطار سلسلة من الضبطيات التي قامت بها الإدارة في الفترة الأخيرة التي أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من مادتي الحشيش والهيروين المخدرتين، فضلا عن الحبوب والمؤثرات العقلية بكل أنواعها.
من ناحيته قال رئيس جمعية رعاية السجناء مساعد مندني نسأل الله أن يحفظ الأمة الإسلامية بجميع مواقعها ولغاتها من هذا الداء والخطر الكبير الذي حصد الكثير من شبابنا وشاباتنا، وهذا الداء قبل أن يكون محرما فهو هلاك للطاقة الشبابية الإسلامية.
وأشار إلى أهمية أن تتضافر الجهود الحكومية والاجتماعية لمواجهة هذا الخطر الذي يحيط بشبابنا وشباب الأمة الإسلامية، لافتا إلى أن وزارتي الإعلام والأوقاف ومؤسسات الدولة الإعلامية المختلفة عليهم دور كبير في مكافحة هذا الوباء، وتوعية شباب الأمة بهذا الداء الذي يقتل زهرة شبابنا.
ولفت إلى أن هذه السموم موجودة في جميع دول العالم، والكويت ليست البلد الوحيد المستهدف بهذا الداء، فشباب العالم مستهدف بالمخدرات، فهي تجارة وراءها مافيا تسعى إلى جمع الأموال، من خلال حصد الأرواح.
بدوره قال استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور جميل المري: فئة الطلبة في المدارس هي الفئة المستهدفة من تلك التجارة القاتلة، بداية من طلبة الابتدائي حتى شباب الجامعة.
وقال: المخدرات كانت مرتفعة الأسعار، أما الآن فأسعارها أصبحت في متناول الأطفال فيمكن للطفل أن يشتريها بدينار ودينارين، إضافة إلى المقاهي الشعبية التي يتجمع فيها الشباب، لذلك خطورة انتشار المخدرات في العالم أصبحت أقوى من الماضي، ومواجهتها لا بد أن تكون أقوى.
وأشار المري إلى أن وزير التربية الحالي خريج خدمة اجتماعية وعليه أن يفعل دور مكاتب الخدمة الاجتماعية في المدارس لتوعية النشء بهذا الخطر القاتل الذي يحيط بهم من كل مكان.
وشدد على أهمية إيجاد برامج إبداعية لجذب الشباب إليها وتوعيتهم بمخاطر هذه الآفة، لافتا إلى أن وزارة الداخلية تقوم بإرسال رسائل نصية تحذر من المخدرات، وعلى الرغم من أنه مجهود يشكرون عليه، لكن عليهم أن يطوروا من انفسهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة لمخاطبة الشباب، فالرسائل النصية لن تؤتي ثمارها، ولن يكون لها فائدة على الإطلاق.
وقال: للأسرة دور كبير في هذا الأمر، وللمدرسة ولوسائل الإعلام المختلفة، ومن المفترض أن تقوم وزارة الإعلام بنشر فلاشات مصورة عن مخاطر المخدرات، وتكون فلاشات سريعة يستوعبها الأجيال الحالية، لافتا إلى أن العاملين في الطب النفسي يعانون الأمرين من عدم وجود الكفاءات الكويتية العاملة في هذا المجال.
وبين أن الشبو أصبح منتشرا بطريقة غريبة لرخص ثمنه، والخطر يحيط بأبنائنا من كل مكان، وأنا كمختص أرى أن ما تقوم به الإدارة العامة للمخدرات على المستوى الإعلامي أدنى من الطموح، فالأمر يحتاج إلى حملة مستمرة لا تنقطع لتحصين أبنائنا وبناتنا من هذا الخطر القاتل.
وقال: لا بد من استغلال وسائل الاتصال المختلفة في توعية الشباب من خلال رسائل توعوية متطورة لتحذيريهم من اصدقاء السوء، ومن هذه المخدرات القاتلة، بعيدا عن الرسائل النصية الغير إبداعية التي لا يلقي لها أحد أي انتباه.
ودعا إلى أهمية استغلال تجمعات الشباب مثل أوقات المباريات التي يتجمع أمامها الآلاف، بعرض فلاشات مصورة خلال فواصل المباريات، أو من خلال استغلال أحد اللاعبين أو الفنانين أو رجال الإعلام المحبوبين لدى الشباب أو المغنيين، فلا بد أن تتضافر الجهود من أجل مكافحة انتشار المخدرات بين أبنائنا.
وحذر من أصدقاء السوء، مشيرا إلى أن البداية تأتي بفكرة تجربة المخدرة، وتبدأ بعد ذلك المصيبة، حيث يدمن عليها الطفل، وأحيانا لا يدري أن ما يتناوله أو يتعاطاه مخدرا، إلى أن تقع قدماه في الفخ، ويصبح مدمنا، وعندها نرى جرائم أخرى تنتشر في المجتمع مثل جرائم القتل، وهتك العرض والاغتصاب، والاعتداء على المحارم، وغيرها من جرائم لا يقبل بها المجتمع وحرمها ديننا الإسلامي القويم.
وأشار إلى أنه في اليابان المرحلة الابتدائية لا يوجد فيها رسوب ونجاح، بل يتم تعليم الأطفال فيها السلوك القويم وأين نحن من ذلك، أين الأسر، وأين المدرسة، في ظل انتشار المخدرات بين الأطفال وبين الشباب في كل مكان؟
وقال: أنا لدي العديد من البرامج الناجحة المجربة على أرض الواقع والتي ثبت نجاحها فعليا، والتي ترتكز على السلوك القويم، وهذه البرامج تعالج كثيرا من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الكويتي اليوم، ولدي الكثير من المشاريع الميدانية والعملية، إلا أن جامعة الكويت نفسها رفضت تلك المشاريع، والآن أصبحنا نجد الظواهر السلبية في كل مكان، أصبحنا نجد عبدة الشيطان والمثليين والجنوس… وأين نحن من هؤلاء المنتشرين في كل مكان؟!