استنكر سياسيون كويتيون تفجير مسجد الإمام الصادق، مشيرين إلى أن العملية ليست لها أبعاد طائفية «محلية»، وطالبوا الأجهزة الأمنية باتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر لحماية البلاد من الفتن والمؤامرات التي تحاك ضدها، مشددين على أن اللحمة الوطنية هي السلاح الناجع والفعال الذي تتكسر عليه كل محاولات الفتنة وتمزيق المجتمع، وهنا نص الآراء:
قال أستاذ الاعلام والاكاديمي د. عايد المناع ان الهدف من الانفجار واضح وهو إشعال الفتنة الطائفية، مشيرا إلى ان قوى التطرف تسعى لتوسيع نطاق المعارك الإرهابية، لتشمل كل منطقة الشرق الأوسط خاصة، ومنطقة الخليج، لافتا إلى ان قوى الإرهاب تسعى لإيجاد حالة صراع مذهبي داخل الكويت، من خلال تأجيج الحالة الدينية.
وأضاف المناع ان الكويتيين قد أثبتوا، عبر التاريخ، قدرتهم على التعايش السلمي المذهبي أو الديني أو العرقي، مؤكدا في الوقت ذاته قدرتهم على التغلب على هذه المحنة، بعيدا عن الانسياق وراء المعارك الطائفية، مبينا ان الكويتيين لن يتخلوا عن قيمهم الأصيلة لمصلحة أي محاولات تشق الصف، وبين ان مجتمعات الخليج قادرة على المواجهة والتلاحم وقت الشدائد.
وقال أستاذ القانون د. فايز النشوان: عملية تفجير مسجد الإمام الصادق ليست لها أبعاد طائفية «محلية»، ومن يعتبرها كذلك إما غير ملم أو متكسب، إنها عملية إرهاب دولية «صرفة»، فلم يسبق للكويتيين اتحادهم بمثل هذه القوة والصلابة إلا وقت الغزو العراقي، وكأن هذه العملية الإجرامية البشعة استمرار لملحمة شهداء القرين، وتابع: عملية مسجد الإمام الصادق ليست جنائية محلية، إنما تصنف ضمن عمليات الإرهاب الدولي لوجود أطراف خارجية فيها، ولذلك فإن العالم تداعى لاستنكارها، وذكر انه لم تهز الكويتيين تفجيرات الثمانينيات ولا غزو التسعينات وكذلك اليوم سيكونون صفا واحدا، فلله در شهدائنا الأبرار، مبينا أن من قتل أبناءنا إنما كان يقصد قتلنا جميعا، فالكويت بلد صلب والكويتيون جسم واحد، لم ولن تفرقهم مذهبية ولا خلافات سياسية، فاللهم احفظ بلادي بحفظك.
وقالت المحامية والقانونية مريم البحري: ندين بشدة ما حصل، فالكويت كويت الامن والامان، والكويت سبق أن مرت بالعديد من المحن واهمها الغزو العراقي الذي اثبت للكل أن الكويتيين يد واحدة، وتغلبت عليها وردة فعل الشارع الكويتي خير دليل على ذلك، وأشارت البحر إلى أن نزول صاحب السمو أمير البلاد خير دليل على انكاره مثل هذه الجرائم الشنعاء، ولحزنه هو حزن شعب الكويت كلها، ولهذا فنحن نقول اللهم ارحم شهداء الكويت الابرار الذين استشهدوا على طهارة ومصلين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ومن جانبها أشارت المحامية والقانونية أميرة الرشيد إلى أن الكويت الآن في محنة ومصيبة حلت على بلدنا الآمن لبث روح النزاع والتفرقة بين أبناء الشعب الكويتي.
وقالت: إن حادث التفجير الذي حصل في مسجد الامام الصادق لا يمثل أي فئة من أهل الكويت، وانه لمن المحزن أن نرى مثل هذه الأفعال الدخيلة تحصل في بلادنا بلاد الأمن والسلام.
وتابعت: العمل الذي تم لا تقبله الانسانية ولا يقبله دين ولا ينتمي لأي طائفة، فجميعنا مسلمون في دولة الكويت هذا البلد الآمن تربينا جميعنا على ألا نفرق بين مذهب وطائفة، كما نشيد بوقفة صاحب السمو أمير البلاد الكبيرة مع أهالي الشهداء والمصابين في محنتهم، وحضوره مسجد الامام الصادق «في موقع التفجير» بنفسه، ووقوفه مع أبنائه لوسام على صدورنا ولوقف أي محاولات لتفكيك اللحمة الوطنية والتفريق بين طوائف مجتمعنا الكويتي، موضحة أن رسالة صاحب السمو كانت جلية لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة.
ومن جانبها قالت المحامية والقانونية آمنة ملا حسين: عظم الله أجورنا في مصابنا، مع بالغ الأسى والحزن أستنكر وبشدة هذا الفعل الإرهابي الجبان الذي هز بيتا من بيوت الله، مستهدفا دماء المسلمين، فهذا الفعل لم يراع حرمة بيوت الله، ولم يراع حرمة هذا الشهر الفضيل، ظنا منهم أنه سيشق صفوفنا، لكنهم نسوا وحدتنا وتلاحمنا في «بيت القرين» الذي لم يعرف أي طائفة ولا أي مذهب ينتمي له كل كويتي وقف فيه، ففي الغزو سنة 1990 تكاتف أهل الكويت وصدوا من أجل الحفاظ على تراب وطننا من كان هدفهم زرع الفتن والطائفية وهدفنا القادم محاربة هذا الفكر التكفيري الإرهابي الذي يحلل هدر دماء المسلمين.
وأكدت ملا حسين أن هذا الفعل الإجرامي الجبان اعتلته الخسة والنذالة وان الاسلام بريء من هذه الأفعال الجبانة، فديننا بني على السلام وربط الاوصال ويجب علينا كمواطنين كويتيين أن نكون على وعي تام بما يحدث من أحداث، وان بلادنا مستهدفة، فعلينا أن نترابط أكثر وأن نكون عونا للأجهزة الأمنية.
فأمن بلادنا لا ينصب على وزارة الداخلية فقط، ولكن واجبنا الوطني حماية بلادنا، وذلك عن طريق الإبلاغ لأي اشتباه إرهابي، فنحن الساعد الأيمن لوزارة الداخلية والامن وحماية الوطن مسؤولية الجميع، فمسؤوليتنا ككل هي الحفاظ على استقرار وحماية الكويت، واختتمت قائلة: نسأل الله أن يؤمننا في أوطاننا ويحفظ لنا أميرنا، اللهم انا استودعناك أرواحنا وأنفسنا وأهلنا وأحبابنا وبيوتنا ومساجدنا يا من لا تضيع عنده الودائع، اللهم احفظ بلادنا من حسد الحاسدين وعبث العابثين وكيد الكائدين.
وأدانت رئيسة قمة يوم المرأة العالمي م. بشاير العواد التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد الامام الصادق يوم الجمعة الماضي، موجهة رسالة إلى نساء الكويت: «يقع على عاتقكن تربية اجيال هذا الوطن، فاحرصن على توفير البيئة الصالحة الخصبة في المنزل، لتتغلغل جذور الوحدة الوطنية في نفوس أبنائكن المشبعة بمحبة الوطن ومبدأ نبذ الطائفية، كما تقع عليكن مسؤولية امن هذا الوطن، حيث تستهدف الحركات الإرهابية الشباب بين 15 و25 عاما؛ فعليكِ عزيزتي الام التنبه إلى أي شذوذ سلوكي لدى ابنائك، او تغيب غير اعتيادي لهم، فكوني حذرة وبقربهم»، داعية إلى أن يحفظ الله الكويت وشعبها من شرور الحاقدين، وأن يجعل تدمير المجرمين في تدبيرهم، وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان. وأن يرحم الشهداء، وأن يسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يتم الشفاء على المصابين ويضمد جروحهم.