فُجعت الكويت يوم الجمعة الماضي بحادث أليم ومصاب جلل لم تشهد له مثيلا منذ ايام الاحتلال الغادر… عمل إرهابي غادر استهدف مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر، فأودى بحياة ستة وعشرين من الأبرياء وهم سجد في بيت من بيوت الله، لقد أرادت يد الإرهاب حينها، من خلال هذا الجرم، إثارة فتنة طائفية لا تترك في البلاد حجرا فوق حجر، ولكنهم اصطدموا بشعب متلاحم متآخ متعاضد لا يهزه فكر الجهل والضلال، ولا يحرك فيه ساكنا نهج الطائفية والفئوية البغيض.
إن صورة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في قلب الحدث بعد نصف ساعة من الانفجار ما هي إلا تأكيد على ان علاقة الحاكم بالمحكومين في الكويت هي علاقة أب بأبنائه، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فحينما رأينا سموه وهو يشق طريقه بين المتجمهرين متفقدا الحادث، لم نر إلا أبا ارتاع وفزع على ما اصاب أبناءه، صورة انسانية خالصة لم يشهد العالم لها مثيلا، تقر بأن هذا الرجل هو والد الجميع، وهو بحق قائد العمل الانساني عن كل جدارة واستحقاق.
كم هو رائع ذلك المشهد المهيب الذي جسده ابناء الكويت، بمختلف اطيافهم، في مقبرة الصليبخات اثناء تشييع شهداء الوطن، انهم بهذا التلاحم الوطني، وبتلك الروح الاخوية الصادقة، بعثوا بأبلغ رد على اولئك «القوارض»، تمثل برسالة خطت كلماتها روح الاسرة الواحدة والمواطنة والمصير الواحد، فقد أخطأتم العنوان يا مثيري الفتن وموقظيها عندما طرقتم باب الكويت، فأهل الكويت، بجميع فئاتهم وطوائفهم، إخوة يجمعهم حب وطن، وحب حاكم أبى إلا ان يكون أبا قبل ان يكون قائدا، قد نختلف، وقد يصل صوت خلافاتنا إلى اقصى الدنيا، ولكن وكما نقولها بالكويتي الفصيح «اذا طقت حجايجها» تموت الخلافات ويحيا فينا وطن اسمه الكويت.
رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلون، كما نسأل المولى عز وجل الشفاء العاجل لإخواننا الجرحى والمصابين انه سميع مجيب.