غيّب الموت وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت سماحة آية الله السيد محمد باقر المهري عن عمر يناهز الـ 67 عاما.
تلقى الفقيد «رحمه الله» علومه في الحوزة العلمية في النجف الأشرف على أيدي كبار العلماء، وعمل بالتدريس في حوزة النجف الأشرف ومدينة قم، وتخرج على يديه العديد من طلاب العلم.
نبذة عن حياة الراحل
في الحوزة العلمية في النجف الأشرف تلقى العلم عند آية الله الشيخ مجتبى اللنكراني، وعند آية الله الشيخ صدرا البادكوبي، وكذلك عند آية الله الشيخ حسين الراستي الكاشاني وغيرهم من العلماء وأساتذة الحوزة العلمية.
وحضر البحث الخارج «الفقه والأصول» لدى كبار المجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر.
اشتغل بالتدريس في حوزة النجف الاشرف العلمية، وكذلك في مدينة قم والكويت، وتخرج على يديه عدد من الطلاب، وحملوا فيما بعد راية نشر الوعي الاسلامي، وقد اصبح وكيلا لمعظم المراجع في الكويت.
كان رحمه الله يفتخر دائما بلقبه «العالم الكويتي»، وكان من ضمن أقوى الشخصيات الشيعية تأثيرا في الكويت ضمن تصنيف لقناة «سي إن إن» ووصفته العديد من المواقع العالمية بعالم الدين الشيعي الكويتي الأهم.
أكد الراحل في لقاءات عديدة على العلاقات الوثيقة التي تربط الشعب الكويتي بأسرته الحاكمة، معتبرا إياها دليلا على وحدة الحاكم والشعب، مشيدا مرات عديدة بحكمة وحنكة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وطريقة قراءته الحكيمة لمجريات الأمور، ومثمنا جهود صاحب السمو في ملفات عديدة أدت لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة.
كما حرص الراحل، رحمه الله، على ضرورة التأكيد على الالتفاف الدائم تحت ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والسير خلف هذه القيادة الحكيمة وضرورة حب الوطن والولاء له، فنظام الحكم في الكويت وما يتمتع به الشعب الكويتي من الحريات في جميع المجالات خير الأنظمة وعلينا تقدير هذه النعمة وان نشكر الله سبحانه وتعالى على ما أولانا به من النعم والرفاهية والسعادة، ودعا الراحل إلى الوحدة ونبذ الخلافات والتمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف ونبذ الطائفية وعدم اثارتها وتقبل الرأي الآخر، فإن الكويت عند الراحل هي بلد الحريات والديموقراطية والمؤسسات الدستورية فالكويت عند الراحل رحمه الله ليست مجالا لهذه النزاعات الطائفية البغيضة، فمن يريد ان يعيش في هذا البلد الكريم عليه ان يلتزم بجميع قوانينه وان يلتزم الاخلاق والخلق الاسلامي وتطبيق الدستور بحذافيره.
العمامة السوداء
اعتلى الراحل المنبر للمرة الأولى بعمر 15 عاما، كان والده الكويتي عالم دين وباحثا ومجتهدا وكان مقيما في النجف الأشرف أيام عبدالكريم قاسم، تأثر بوالده كثيرا فحمل عمامته، وأصبح امتدادا له، كما تأثر بوالدته التي كانت كثيرة النصح، تعلمه الدعاء والقرآن والأمور الدينية فأخذ من صفاتها وسلوكياتها الكثير.
العمامة السوداء بالنسبة للراحل، رحمه الله، تدل على انه سيد من أبناء رسول الله وكان لا يرفعها الا عندما يصل إلى البيت، وأجاب في أحد لقاءاته الصحافية عام 2009 عن سؤال حول السادة قائلا: نحن سادة ومعنى سادة اننا من أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم على أقسام، فمنهم أبناء الامام الحسين فيسمونهم بالحسينيين، وآخرون من أبناء الإمام الحسن بن علي عليه السلام، ويسمونهم بالسادة الحسنيين، اما نحن فمن أولاد الامام السابع موسى بن جعفر عليه السلام ويسموننا بالموسوية، لذلك لقبي هو الموسوي وباعتبارنا من أبناء رسول الله والناس يحبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحبون آل بيته فإنهم يحترموننا، لقد ولدت في النجف الاشرف عام 1948، وكان والدي عالما ومجتهدا كويتيا، وكان مقيما في النجف الأشرف، وفي عام 1960 جاء والدي إلى الكويت مع المرحوم محمد التنديل وانقلبت السيارة بهما في مدينة القرنة بالقرب من البصرة فتوفيا رحمهما الله.
ويتابع المهري رحمه الله حديث ذكرياته قائلا: لقد تأثرت بوالدي كثيرا، فلقد كان عالم دين مجتهدا وبحاثا وكان يأتيه كبار العلماء والمجتهدون يتباحثون في الأبحاث العلمية سواء في مجال الأصول أو الفقه، كنت الابن الثاني في البيت.
رحم الله سماحة آية الله السيد محمد باقر المهري وأسكنه فسيح جناته.