• نوفمبر 24, 2024 - 9:45 مساءً

مشكلة التعثر الدراسي طلاب ضحايا لنظام القبول

عزا أكاديميون مشكلة التعثر الدراسي إلى عدة أسباب، منها نظام القبول الذي يتسبب في أحيان كثيرة في تعثر الطالب لأنه يدرس في كلية خارج رغبته. محملين بعض الطلاب مسؤولية التعثر الدراسي لأن مقررات الكليات ليست بتلك المقررات النظرية الصعبة التي تحتاج إلى حفظ كبير وبحث علمي عميق، بل أغلبية المقررات ذات طابع تطبيقي.
وأشار مدير إدارة البعثات في وزارة التعليم العالي محمد المعتوق إلى أن التعثر لا ينظر إليه كمشكلة كبيرة، مبينا أن التعثر مختلف ولكل تعثر أسباب معينة، فهناك طالب تعثر وفصل من البعثة، أو تعثر نتيجة حصوله على الإنذارات بسبب التسرب أو الانسحاب من البعثة بعد فترة اللغة، وهناك تعثر بعد فترة السنة الدراسية الأولى التي يلتحق بها الطالب، وعندما يستشعر بأن فترة السنة الثانية فيها صعوبة، يعود إلى البلاد ويلتحق بالجامعات الموجودة، وهي أكثر فترة تحدث فيها انسحابات من قبل الطلبة، وعادة يأتي ذلك نتيجة عدم حصول الطالب على معدل يؤهله للدخول للتخصص الذي يريده.
وأضاف: هناك تعثر يأتي بسبب التحاق الطلبة بنسب متدنية لتخصصات علمية، لاسيما أن هناك جامعات تشترط نسبا محددة للمواد العلمية، فيظل الطالب في فترة ما بعد اللغة لا تقبله الجامعة، وهناك مَن يلتحق بالتخصص العلمي نفسه ثم يتحصل على إنذارات وهذه فئة قليلة، وفي المقابل لدينا طلبة متفوقون في جامعات متميزة ومنهم من يلتحق ليكمل دراسة درجة الماجستير فور انتهائه من دراسة البكالوريوس.
من جانبه قال العميد المساعد للتوجيه الطلابي في كلية الدراسات التجارية الدكتور أحمد الحنيان: إن مشكلة التعثر الدراسي بلا شك تقع على الطالب فمقررات كليات الهيئة ليست بتلك المقررات النظرية الصعبة التي تحتاج إلى حفظ كبير وبحث علمي عميق؛ لأن غالبية المقررات ذات طابع تطبيقي قد تكون من المشاكل هو نظام القبول الذي يجبر الطالب في بعض الاحيان على تخصص لا يرغبه، او تخصص لا يتناسب مع امكاناته.
وأضاف ان ابرز الحلول لهذه المشكلة هو حملات توعوية وإرشادية لبيان الوضع الدراسي للطالب وطرق النجاح من خلال الفهم الكامل لطرق الدراسة وصحائف التخرج وكيفية اختيار المقررات وتنسيقها ووسائل تخطيها، وكذلك غرس مبادئ الالتزام بالدراسة، وحضور المحاضرات لعدم الحصول على الحرمان. مشيرا إلى ان الحرمان يؤثر تأثيرا كبيرا في درجة الطالب وعلى المعدل العام والتخصصي، بالإضافة إلى عمل وتخصيص محاضرات اضافية للتقوية تقوم بها الاقسام العلمية لتساهم في مساعدة الطلبة قبل الدخول للاختبارات.
وذكر الدكتور الحنيان ان دور المرشد العلمي مهم من خلال التواصل مع الطالب وعمل الجدول الدراسي بناء على صحائف التخرج ومتابعة ادائه واعطائه النصح بشكل متواصل، وهذا بلا شك يسهم مساهمة كبيرة في تجاوز اي تعثر دراسي وفي متابعة وقياس المعدل العام والمعدل التخصصي وفي اختيار المقررات طبقا لصعوبتها ولسهولتها، ولكن للأسف الاساتذة مغيبون عن ذلك، وهذا لا شك يفاقم المشكلة وظل الاعتماد على مكاتب الارشاد، وهذا غير كاف وللأسف مازال المرشد غير قادر على الاطلاع على سجل الطالب من خلال النظام الآلي.
وأشار إلى ان ابرز الاقتراحات للارتقاء بتحصيل الطالب دراسيا يكمن في تفعيل دور المرشد الاكاديمي والعودة إلى التواصل الدائم بين الدكتور وطلبته في الساعات المكتبية، وتوفير التقنيات التعليمية في كل قاعة دراسية من اجل ايصال المعلومة للطالب بشكل واضح وبشكل غير نمطي، بالاضافة إلى توفير الكتب الدراسية قبل بدء الدراسة في مكتبة الطالب، وجعل الطالب يحب المادة العلمية وتوفير كل الاحتياجات للطلبة في الحرم الجامعي ليكون مكانا جاذبا للطالب يساهم في وجود الطلبة بالكلية، وبالتالي المراجعة والدراسة وحضور المحاضرات، وأيضا تشجيع جهات العمل على الحضور للكلية من خلال مؤتمرات الفرص الوظيفية لتشجيع الطلبة على التعرف على الفرص الوظيفية وبالتالي تساهم في زرع الطموح، إلى جانب تفاعل اولياء الامور مع قضايا ابنائهم الطلبة، وضرورة مراجعة سجلاتهم الدراسية ودعمهم وتوجيههم، وفي حال التعثر من الضرورة التواصل مع الكلية.
بدوره رأى عضو هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية الدكتور نواف الظفيري ان مشكلة التعثر الدراسي للطالب الجامعي متشعبة ومتشابكة بسبب كثير من العوامل المؤدية او المسببة لها، فهناك عامل التعثر المتراكم كذلك عامل قدرات الطالب المعرفية والعقلية كما لا نغفل العوامل النفسية والانفعالية والاجتماعية والاسرية المرتبطة بالطالب، كما لا ننسى طبيعة وخصوصية التعليم الجامعي، كل هذه العوامل قد تكون هي المسببة لتعثر الطالب بصورة او باخرى.
وأضاف: اما بالنسبة للحلول فهي غير مستحيلة ومتوافرة وكثيرة ويمكن ايجادها بنتائج وتوصيات العشرات من الابحاث المحلية لهذه المشكلة، ولكن هذه التوصيات والنتائج محتاجة إلى التطبيق واتخاذ قرارات من المؤسسات التعليمية بذلك، مشيرا إلى ان ما يخص دور المرشد العلمي فهو دور كبير وعظيم بالعملية التعليمية الجامعية، ولكن للأسف غير مفعل بالصورة المناسبة، وقد يرجع السبب في ذلك لعدم وضوح هذا الدور والمهام والحقوق والواجبات للمرشد العلمي.
وأضاف: لتفعيل دور المرشد العلمي نحتاج إلى توضيح لهذه الحقوق والواجبات، كما نحتاج إلى تشجيع للمرشدين وهذا التشجيع قد يأخذ أكثر من صورة، فمثلا يمكن اعتبار الارشاد الاكاديمي من الوظائف الإشرافية، كما يمكن ان يكون هذا التشجيع من خلال تخفيض النصاب الدراسي للمرشد وأمور وحلول كثيرة كفيلة بتشجيع المرشد من شأنها تفعيل دوره بصورة واضحة، لافتا إلى ان الاقتراحات لارتقاء وتحسين التحصيل الدراسي للطالب الجامعي تفعيل وتطوير دور المكتبة الورقية والالكترونية ووجود مطابع لكل مؤسسة تعليمية.
من جهته دعا استاذ الخدمة الاجتماعية جميل المري الطالب المستجد إلى التفرقة بين حياته ودراسته لكي يستطيع ان يؤدي التحصيل العلمي بشكل جيد، موضحا انه على الطالب ان يدرك ان حياته في الجامعة تختلف عن الثانوية من حيث الاختلاط والسعة المكانية وحرية اختيار المحاضرات واوقات الفراغ والافتتاح وعدم وجود رقابة.
وأضاف: يجب على المستجد ان يكون مهيأ للعلاقات الجديدة مع زملائه لكي يستطيع ان يكسب اكبر قدر من الاصدقاء الصالحين الذين يرتقون معه. والنصيحة الاخرى محذرا الطلبة من الانذارات الدراسية التي قد تؤدي إلى السقوط، وكذلك اخذ النصيحة من زملائه الذين سبقوه والذين عدوا السنوات الاولى ومقبلين على التخرج وهم بسنة ثالثة او رابعة، وكذلك القياديين بالاضافة إلى الاداريين ولا بد للطالب المستجد ان يختار التخصص الذي يتمناه ويحبه وألا يختار حسب النسبة واذا لم تساعده نسبته على ما يريد يشد من مستواه ويأتي بدرجاته لكي يستطيع التحويل.
وقال المري: انه يجب على الطالب المستجد ان يلتزم بالحضور للمقررات لأنها ليست كما يزعم البعض فقط شرحا بل هي درجات على الحضور والمشاركة وتفيده بالتحصيل العلمي ولا يعتمد على من يقول ان الدروس الخصوصية كفيلة بل هي سلبية هذه الدروس موجها رسالة إلى اولياء الامور بترك ابنائهم يختارون تخصصاتهم بأنفسهم من دون ضغوط من الوالدين عليهم لأنها تولد انفجارات كون ان هذه الظاهرة موجودة بشكل واضح الضغوط على الطالب من قبل عائلته.

Read Previous

أشكناني لـ الخليج : الاستعانة بالمقاول العالمي ضرورة لضمان الجودة وسرعة التنفيذ

Read Next

نقابيون يطالبون باستقلال ميزانية «التطبيقي» لتطوير دورها الأكاديمي والوطني

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x