كشف آمر هيئة التعليم العسكري بوزارة الدفاع اللواء أنور المزيدي عن استعداد الجيش لاستقبال المجندين، في حال تم تطبيق قانون التجنيد الإلزامي، واشار إلى أن هناك تعليمات من القيادة العسكرية بضرورة الاستعداد في اي لحظة لاصدار قرار البدء في استقبال المجندين في قانون الخدمة الوطنية.
«الخليج» ناقشت قانون التجنيد الالزامي مع عدد من الاكاديميين فاكدوا اهميته في صقل الشباب وتنمية روح المسؤولية لديهم.
وأبدى استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والكاتب الصحافي د. شملان العيسى تأييده التام لقانون التجنيد الالزامي ووصفه الخطوة التي تقوم بها وزارة الدفاع بالرائدة والمطلوبة، مشيرا إلى أنه اصبح من الضروريات الهامة ليشعر الشباب بروح المسؤولية تجاه وطنهم، فالدولة التي عودت المواطنين على التكاسل يجب ان تعيد ترتيب اولوياتها، من خلال إشراكهم في الدفاع عن اوطانهم، مبينا أن التجنيد الالزامي واجب وطني وضرورة للشباب الكويتي لأننا نعيش في منطقة ملتهبة وساخنة. وتساءل: إن لم يتدرب شبابنا للدفاع عن ارضهم ووطنهم فمن يتدرب إذن؟ وكيفية استخدام السلاح أو كيفية استثمار الطاقة البشرية في الجيش؟ متابعا: الكويت لن يدافع عنها إلا أهلها وشبابها، مستغربا من ترسيخ مبدأ اننا دولة مرفهة لا حاجة للتجنيد بها. وبرغم ان سويسرا هي الدولة الوحيدة التي ليس لديها جيش لكن لديها في نفس الوقت تجنيد إلزامي يقوم فيها المواطن السويسري بتأدية خدمته العسكرية.
وأضاف العيسى ان التجنيد الالزامي متعدد المزايا، اضافة إلى كونه فائدة للوطن فهو ايضا فائدة للشباب انفسهم؛ لأنه يعلمهم الاعتماد على النفس والانضباط والخلق القويم، مشيرا إلى افتقاد الشباب اليوم مسألة القتال، مؤكدا أن المواجهات بين الدول أصبحت تدار بطرق تكنولوجية حديثة، فهناك طائرات دون طيار يتم التحكم بها من بعد، وهناك صواريخ يتم التحكم بها من بعد، فلم تعد الحروب فقط مجرد جندي يحمل سلاحه على الرغم من عدم تقليلنا من هذا الدور، ولكن في نفس الوقت دخول الاسلحة عالم التكنولوجيا جعلنا نحتاج إلى أن يتعلم شبابنا كيفية إدارة المعركة.
ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. إبراهيم الهدبان: القانون أقر، وفي النهاية ليس أمامنا إلا أن نمتثل للقانون، فالبعض يرى أنه في ظل الظروف التي تمر بها دول مجلس التعاون الخليجي كان لزاما علينا أن نقوم بهذه الخطوة لحماية أراضينا، فليس من المنطق ان نعتمد على غيرنا في حمايتنا، فالكويت بلد صغير وبها خيرات كثيرة وعلى أبنائها حمايتها، مشيرا إلى أن التجنيد الإلزامي هو نوع من الاستثمار في الشباب، ولكن في المقابل أرى أنه كان يجب أن يتم دراسة الامر بشكل أفضل مما هو عليه الآن، وكان يجب التأني قبل إقرار قانون التجنيد الإلزامي.
وأكد الهدبان أنه لا يؤيد إقرار التجنيد الإلزامي على جميع الشباب، بل كان يجب أن يترك الباب مفتوحا لمن يريد أن يتطوع وأن نكتفي بدورات تدريبية لطلاب وطالبات الجامعات والهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وغيرهم من طلبة الكويت خارج إطار التجنيد الإلزامي، مشير إلى أن مسألة هروب البعض بأعذار من التجنيد الإلزامي سوف تنتشر في فترة من الفترات، فكما أن الطلاب يقدمون الأعذار لعدم حضورهم الاختبارات، فمن الممكن أن يقدموا أعذارا طبية أيضا لعدم دخولهم في التجنيد الإلزامي، وفي النهاية كنت أتمنى أن تتم دراسة الأمر أكثر من ذلك.
وقال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون ان التجنيد الالزامي سيعلم الشباب أهمية ودور تحمل المسؤولية في سن مبكرة، فإعطاء شاب عمره 18 سنة سلاحا أو تدريبه على قيادة دبابة يعلمه المسؤولية، كما يخلق منه على الاقل قائدا جيدا للسيارة في المستقبل، موضحا ان التجنيد الالزامي مطلب ضروري لتحمل المسؤولية، لأن لدينا شبابا يريدون ان يعملوا ولا يوجد امامنا سوى التجنيد ليعملوا بالفعل كإحدى الطرق لتلبية طموحهم ورغباتهم وسد النقص في القوات المسلحة ورفع مستوى قدرات الدولة العسكرية والادارية والبشرية.
وأوضح البارون: الكويت بلد صغير وغني في الوقت نفسه ما يجعله مطمعا من الدول الاخرى ويستطيعون فرض ارادتهم، سواء كان اقتصاديا أو سياسيا، لكن عندما تكون فقيرا وقويا تستطيع ان تصمد إلى ان يأتي اعوانك وحلفاؤك لنصرتك، لذا فالتجنيد احد مصادر دعم قدرات الدولة لكي تصمد على الاقل لفترة محددة حتى يأتي العون، مشيرا إلى أن بعض الشباب الكويتي لن يتأثر بمسألة إلزامية التجنيد، بل وسيرحب، وفي المقابل ستكون هناك قلة تحاول التعذر بشتى الطرق حتى لا تلحق بالتجنيد.
وبين البارون أن الدواء ربما يكون طعمه مرا، لكن فيه شفاء، وسواء تقبلوا القانون أو لا فعلى من يقوم بالتخطيط في الكويت ان يضع في اعتباره وجود كوادر دفاعية عن البلد، لا ان نبحث عنهم ان حدثت حرب لا قدر الله، وليس شرطا استخدام المجندين فقط في العمليات العسكرية، بل في عمليات الاغاثة ومواجهة الكوارث والانقاذ وحماية مواقع النفط واطفاء الحرائق الكبرى والاسعاف الطبي، ويكسب الشاب مهارات اخرى ليست عسكرية فقط، بل مهارات اسعافات أو اطفاء أو ما شابه.
وعن محاولة بعد الشباب التعذر بأعذار مرضية من اجل عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية، قال البارون: ان هذا الأمر من الممكن أن يحدث شأنه شأن كل دول العالم، ففي دول العالم تجد الواسطة والمحسوبية تتحكم في الالتحاق بالجيش، بل تجد أن البعض يأتي بشهادات مرضية محاولا ادعاء مرض ما للحصول على إعفاء من تلك الخدمة، مؤكدا أن التجنيد الإلزامي في نهاية المطاف سيكون طريق الشباب الكويتي لتحمل مسؤولية الدفاع عن وطنهم الكويت.
ومن ناحيته تساءل النائب في المجلس المبطل مبارك النجادة: هل مشكلة الشباب الكويتي سيحلها التجنيد الالزامي وهل سيجعل هذا التجنيد المواطن افضل من الناحية الوطنية والانضباط واحترام القانون؟، مستطردا أشك في ذلك. وقال النجادة ان لدي تجربة مع التجنيد الالزامي بعد ان تخرجت في دورة لصيانة الطائرات من قبل مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لمدة عامين ونصف العام، وعندما دخلت التجنيد عامي 1994 و1995 وجدت نفسي أتقاضى راتبا برغم ان وضعي كان اشبه بأنني في اجازة مفتوحة، ولم استفد مما درسته ولم اطبقه لأن الخريجين في الكويتية يكون تجنيدهم بالقواعد الجوية، ولم يكن مسموحا لنا بالعمل في صيانة طائراتها لأنها مرتبطة بعقود صيانة، كما ان الطائرات بصفة عامة لا يمكن العمل فيها إلا من خلال كورسات معينة وخلال عامين ونصف العام في التجنيد نسيت معظم ما درست.