أكدت الحكومتان الكويتية والايطالية رغبتهما المشتركة في تطوير العلاقات الثنائية والتعاون في دعم الجهود السياسية في اطار الشرعية الدولية من أجل تعزيز الأمن والسلم العالميين, وشددتا على اهمية «تحقيق الشراكة الاستراتيجية في المجالات العسكرية والاقتصادية والاستثمارية». واتفقت الكويت وايطاليا – وفق بيان مشترك صدر عقب لقاء سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بالرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريللا ورئيس الوزراء ماتيو رينتسي – على عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون في أقرب وقت, سلم سمو الشيخ جابر المبارك الرئيس الايطالي رسالة خطية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تضمنت دعوته لزيارة البلاد في أقرب فرصة.
وأعرب الجانب الكويتي عن الشكر للحكومة الايطالية على ما أبدته في المحافل الاوروبية من حرص للإسراع بإعفاء مواطني الكويت من تأشيرة «الشنغن». في الشأن الاقليمي والدولي, اوضح البيان ان الجانبين «اتفقا على أهمية استمرار دعم المساعي الرامية الى تعزيز الأمن والسلام الدوليين», ودانا «كل الممارسات التي يقوم بها ما يسمى بتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية الاخرى التي أصبحت تستهدف الجميع دون استثناء», واتفقا على أهمية تضافر الجهود الدولية للتصدي لها ومحاربتها والقضاء عليها.
ودعا الجانبان الى مواصلة الجهود المبذولة من قبل جميع الأطراف للوصول الى حل نهائي للأزمة السورية على أساس اعلان «جنيف 1»، وبما يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري, كما بحثا كذلك أزمة اللاجئين وتداعياتها الاخيرة التي «تستلزم تضافر الجهود الدولية للحد من آثارها المتفاقمة».
واذ شدد الجانبان على ضرورة «اعادة الاستقرار والأمن لليمن واعادة اطلاق الحوار بين أطياف الشعب اليمني واستئناف العملية السياسية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2216 لمجلس الامن», رحبا بالاتفاق النهائي حول الملف النووي الايراني الذي وقع في فيينا, مؤكدين أهمية الالتزام به وضمان تنفيذه لطي صفحة هذا الملف بشكل نهائي.
وأقام رئيس الوزراء الايطالي مأدبة غداء رسمية على شرف سموه والوفد المرافق.
حضر الاجتماعين النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ونائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه، وسفير الكويت لدى الجمهورية الايطالية الشيخ علي الخالد.
وأقام رئيس الوزراء الايطالي مأدبة غداء رسمية على شرف سموه والوفد المرافق.
وأكد سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي خالد الجابر الصباح أن زيارة سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الثانية إلى ايطاليا خلال عام تعد امتدادا للنمو المطرد للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار السفير الخالد إلى ان سمو رئيس الوزراء والوفد المرافق التقى خلال الزيارة رئيس ايطاليا سيرجو ماتاريللا، ورئيس الوزراء ماتيو رينتسي، وأثنى على العلاقات الكويتية – الايطالية التي قال انها شهدت اكثر من نصف قرن من التبادل الديبلوماسي والتعاون والتضامن، واعتبر ان «ما لاقاه سمو رئيس مجلس الوزراء والوفد الرفيع المرافق من حفاوة طوال زيارته المكثفة عكس مكانة الكويت ودورها الريادي والايجابي في كل القضايا الدولية والانسانية والتنموية».
وأوضح أن لقاءات سموه في روما أتاحت استعراض أوجه التعاون المشترك والمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات بين البلدين، ومن ثم التأكيد على أهمية المضي قدما بعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون قريبا؛ تعزيزا للتعاون الاقتصادي والاستثماري والعسكري، بجانب التعاون السياسي التقليدي. ونوه السفير الخالد بمستوى التفاهم والتعاون القوي على صعيد السياسة الخارجية؛ اذ استعرض سموه مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك واتفق الجانبان على أهمية «استمرار دعم كل المساعي الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام الدوليين ومحاربة الارهاب والتطرف».
وقال: ان البعد الانساني ودور الكويت الريادي في هذا المجال كان حاضرا بقوة في لقاءات سموه خلال الزيارة التي تتزامن مع الذكرى الأولى لتكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد «قائدا للعمل الانساني»، وأعرب عن سعادته بالدفعة الجديدة والنتائج المهمة التي أسفرت عنها زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء في تعزيز العلاقات مع حكومة ايطاليا الصديقة التي نالت في هذه المناسبة شكر سموه وتقدير نائبه الأول وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على دعمها ورعايتها لطلب اعفاء مواطني الكويت من تأشيرة «شينغن» الأوروبية والحرص على الاسراع به.