الخليج 
يجتمع ملايين المسلمين في مكان وزمان واحد، متوجهين إلى رب واحد وقبلة واحدة، ويتحول البيت الحرام إلى وطن أكبر للجميع.
وأكد علماء دين أن الحج فرصة لتوحيد كلمة المسلمين ونزع اسباب الفرقة بينهم.
وقال أستاذ الشريعة في جامعة الكويت د. بسام الشطي: الحج مدرسة وجامعة وفيه الكثير من الدروس والعبر، فالحج يغسل ذنوب المسلم اذا كانت حجته صحيحة، واذا أدى أركان الحج بلا فسق ولا رفث عاد ورجع كما ولدته أمه، وهذه رحمة من الله سبحانه وتعالى ان يغفر ذنوب من توجه اليه حاجا تائبا إلا حقوق العباد فإن لها شأنا آخر.
وأضاف ان الحج مدرسة تتوحد كلمة المسلمين، وحيث تتوحد أشكالهم وثيابهم وصفوفهم، فهم جميعا في صعيد واحد، يسمعون كلام الله ويأتمرون بأمره وينتهون عن نهيه وحرامه، فضلا عن ان اجتماع الحجاج في مكان واحد وبلباس واحد، هو تذكير بيوم القيامة، حيث ان الإنسان المسلم عندما يرى في الحج في صعيد واحد وبلباس واحد يتذكر يوم القيامة ويعلم علم اليقين انه سوف يحاسب عن أعماله فيسرع إلى التوبة والعمل الصالح.
وأكد الشطي ان الحج محطة للمسلم يتوب فيها من الذنوب ويرجع إلى الله، وهو ميثاق بين الله وعباده بأن يرجعوا إلى ديارهم مخلصين مؤمنين لا يقترفون معصية ولا يقعون في انحراف، بل يتوجهون إلى الله بقلب سليم وعمل نظيف وأخلاق عالية حتى يرضى الله عنهم، ويدخلهم جنات الفردوس مع الأنبياء والشهداء والصالحين.
وأشار إلى ان فريضة الحج صــورة مصغرة لوحـــدة الأمة، ففـــي فريضة الحج التطبيق الأمثل للوحدة والإيمان لديها ونحن في أمس الحاجة اليها لأن الأمة العربية تعيش في مرحلة من التفرق والتشتت، ومن ثم ينبغي علينا ان نغتنم هذه الفرصة لكي نبحث عن وسائل تجمع صفوف الأمة وتوحد المسلمين على كلمة سواء، وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والمصلحين وحكام المسلمين، فهؤلاء يقع عليهم الدور الأكبر في مهمة تجميع صفوف الأمة المتناثرة، وينبغي بذل كل ما في الوسع لتحقيق هذا الهدف المنشود.
ومن جانبه أكد الداعية يوسف السويلم انه يجب على كل مسلم ان يتحلى بأخلاقيات الحج والدروس المستفادة منه في توحيد الصفوف، ويجب ان يتعود عليها الحاج بعد عودته من رحلة الحج، ويجعلها منهاج حياة يحيا بها، ويتعامل بها مع غيره فالهدف من العبادات في الإسلام ليس العبادة فقط، وإنما ما بعد العبادة، لذا يجب ان يحرص المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على ان يكون الحج نقطة تحول في حياة الأمة، بحيث يعود المسلمون كما كانوا أمة واحدة.
ففي الحج يجتمع ملايين المسلمين في وقت واحد ومكان واحد ويؤدون شعائر واحدة، وهو الأمر الذي يربي في نفوس المسلمين أهمية التكاتف والتوحد وجمع الكلمة والصف، لكن نجد المسلمين يتناسون هذه القيم والمبادئ التي تكرسها فريضة الحج، حيث أصبح التفرق والتحزب هو السمة الأبرز لدول العالم الإسلامي، ولفت إلى انه لا سبيل للأمة الإسلامية للخروج من هذا النفق المظلم الذي تمر به الآن الا بالتوحد وجمع الكلمة وتكاتف الصفوف، وعلينا ونحن نعيش الآن في أشهر الحج ان نستفيد من دروس الحج في توحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم حتى يكونوا قوة واحدة تستطيع ان تواجه الصعوبات والعوائق التي تعترضهم.
