أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الشعب المصري تحرك لمواجهة وتغيير أفكار متشددة، وأنه سينجح في تغيير هذه الأفكار. وقال الرئيس في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لما بعد عام 2015 إن مصر شاركت بفاعلية في صياغة خطة التنمية، وإن الحق في التنمية وتوفير الحياة الكريمة كان نصب أعين الشعب المصري عندما قام بثورته.
وأكد أن مصر عملت بجدية من أجل تحسين بيئة الاستثمار وتعزيز رأس المال البشري، لافتا إلى أن اطلاق مبادرة التنمية المستدامة جاء متزامنا مع المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته مصر خلال شهر مارس الماضي بمدينة شرم الشيخ، والذي جاء نجاحه دليلا على اجماع المجتمع الدولي على أن استقرار مصر ينعكس مباشرة على استقرار المنطقة، كما جاء افتتاح قناة السويس الجديدة الشهر الماضي والانتهاء منها في عام واحد ليؤكد قدرة المصريين وإرادتهم في النجاح، بالاضافة إلى ما تسهم به في تعزيز قدرات الاقتصاد كمشروع تنموي ضخم.
وشدد على ضرورة التعامل مع الظواهر التي تهدد التنمية، وعلى رأسها الإرهاب الذي لا تعاني منه مصر فقط، ولكن يعاني منه العالم أجمع، مؤكدا أن الشعب المصري يواجه أكبر فكر إرهابي ومتطرف، ويتصدى بقوة لكل من يعبث بتطلعاته نحو حياة أفضل.
وخلال لقائه يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد الرئيس، اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من خبراتها وبرامجها، وأشار إلى اعتزام مصر بناء المحطة النووية في الضبعة لتوليد الكهرباء، طبقا لأعلى المعايير الدولية للأمن والأمان النووي، وذلك في إطار توجه الدولة نحو تنويع مصادرها من الطاقة.
كما أكد الرئيس موقف مصر إزاء ضرورة مواصلة الجهود لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وإخضاع المنشآت النووية لجميع دول المنطقة لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبه أبدى المدير العام للوكالة الذرية حرصه على تقديم جميع أشكال الدعم الفني لمصر، ومشاركتها جهودها في استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن السيسي ترأس، عقب مشاركته في قمة التنمية المستدامة، الاجتماع التنسيقي للرؤساء الافارقة المعنيين بتغير المناخ، مشيرا إلى أنه تم خلاله بحث الموقف الافريقي من الاتفاقية المقرر التوافق عليها في مؤتمر المعاهدة الدولية لتغير المناخ المقرر انعقاده بباريس نهاية العام.
وأوضح أن الرئيس عقد أيضا سلسلة من اللقاءات الثنائية تضمنت لقاء مع رئيس وزراء الهند ورئيس وزراء ايرلندا ورئيسة كرواتيا ورئيس مالي.
وحول الدور الذي سيقوم به الرئيس السيسي، خلال زيارته لنيويورك، لحث المجتمع الدولي للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصي، قال السفير علاء يوسف إن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية على أجندة السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث تطورات القضية الفلسطينية والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في المسجد الأقصي.
وكان الرئيس قد استهل اليوم الأول لزيارته إلى نيويورك بعقد لقاء مع البروفيسور كلاوس شواب، المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، وأكد أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والمنتدى خلال المرحلة المقبلة لضمان نجاح الاجتماع الاقليمي للمنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي سيُعقد بشرم الشيخ في مايو المقبل.
ومن جانبه، أوضح كلاوس أن تقرير التنافسية الدولية الذي يصدره المنتدى سنويا والذي سيتم نشره في الثلاثين من سبتمبر الجاري، سيشهد تقدما لتصنيف مصر من حيث معدلات التنافسية.
ومن ناحية أخرى قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنه يرفض تقسيم سورية بعد الحرب الأهلية، وإن الجيش المصري سيكون مترابطا لهزيمة الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية.
وأضاف في حوار مع وكالة «أسوشيتد برس»: «تأكدوا أننا حريصون دائما على حل القضايا والمشاكل، وخاصة تلك التي تتعلق بالصحافيين والإعلاميين».
وأكد السيسي، الذي أصدر عفوا رئاسيا عن 100 سجين قبل أيام بينهم صحافيين من قناة الجزيرة الإنجليزية، إنه مستعد لإصدار عفو رئاسي جديد عن الصحافيين الآخرين الذين حوكموا وأُدينوا غيابيا، وفق الصلاحيات التي يُخولها له الدستور وبما يضمن احترام استقلال سلطة القضاء في مصر.
وبسؤاله عن سورية قال السيسي إنه يرفض تقسيمها بعد الحرب، مُضيفا: «نحن حريصون جدا على أن تبقى سورية دولة واحدة، لا أن تُقسّم إلى دويلات أصغر».
وحذر السيسي من أن انهيار سورية يعني وصول الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أيدي الإرهابيين، الذين سيعملون على أن يمتد الخطر إلى جيرانها، لتشكل تهديدا لكامل دول المنطقة الأخرى.
وأشار السيسي في حديثه إلى ضرورة تجديد الجهود لحلّ القضية الفلسطينية، وتوسيع عملية السلام بين مصر وإسرائيل، لتشمل المزيد من الدول العربية.
وعن حل القضية الفلسطينية، أوضح أنه سيُغير وجه المنطقة ويُحدث تحسنا كبيرا في الأوضاع، قائلا: «أنا متفائل، وأقول هناك فرصة كبيرة» لذلك.
وتحدث الرئيس السيسي عن الأمن القومي المصري في ظل تزايد عدد الدول التي تتجه نحو التحول إلى دول فاشلة، قائلا: «بنظرة على الخريطة وتحديد البلدان التي تعاني من الفشل، ندرك تزايد الجماعات المتطرفة، ومشكلة اللاجئين إلى أوروبا، وبوضع كل ذلك في الاعتبار، يُمكننا الشعور بمدى صعوبة وتعقيد هذا التحدي».
وتعرض الرئيس المصري إلى العلاقات المصرية الأميركية واصفا إياها بالمستقرة، فقال: «كان العامان الماضيان، بمثابة اختبار حقيقي لقوة وتحمل العلاقات مع الولايات المتحدة».
وبسؤاله عن الإخوان المسلمين، قال الرئيس المصري إن الحكومة المصرية: «ليست طرفا في المشكلة مع الإخوان المسلمين، فالمشكلة الحقيقية بين الشعب المصري والإخوان»، خاصة بعد أن خلفت الجماعة «انطباعا سيئا للغاية عند المصريين لدرجة جعلتهم غير قادرين على الصفح والنسيان».
وفي معرض حديثه عن الجيش المصري قال الرئيس السيسي إن الجيش «كان دائما من عوامل الاستقرار» في مصر، ويتحتم اليوم دعمه أكثر وهو الذي يواجه «حربا شرسة ضد الإرهاب والتطرف»، مشيرا إلى أن «زيادة القدرة العسكرية للجيش المصري تعني تحقيق توازن استراتيجي للمنطقة».