كشف استبيان جديد أجراه بيت. كوم، بالتعاون مع منظمة «YouGov» يحمل عنوان «أهم المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2015»، عن أن نصف سكان مدينة الكويت سعداء بشكل كبير أو إلى حد ما للعيش في المدينة. وأرجع أكاديميون مختصون في علم لنفس والاجتماع هذه النسبة إلى تمتع الكويتيين بالمستوى المادي الجيد والاستقرار الامني.
وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. خالد الشلال: أتفق مع هذا الاستبيان وذلك لتوافر أغلب مقومات الحياة التي يريدها المواطن الكويتي خلال حياته اليومية، بينما قد لا تتوافر لأناس في دول أخرى، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المميزات التي يتميز بها المواطن الكويتي عن أقرانه في الدول العربية أو دول مجلس التعاون الخليجي، فالرواتب التي يتقاضاها المواطن الكويتي هي الأعلى، كما ان شعور المواطن بالأمن هي نعمة لا تعادلها نعمة، بعد أن مر على الشعب الكويتي العديد من الأزمات كالغزو العراقي الغاشم والاغتيالات وغيرها من تلك الأمور التي كانت تجعل المواطن يعيش في قلق، مشيرا إلى أن المواطن الكويتي اذا خرج إلى أي دولة أخرى يشعر بالفعل بالأمان في بلاده، ويؤكد أن الأمن الكويتي أفضل من الأمن في كثير من الدول.
وأوضح الشلال أن هناك العديد من الأمور التي تجعل المواطن أيضا يشعر بالطمأنينة وبالسعادة، وعلى رأسها مسألة الاستقرار الوظيفي التي يشعر به المواطن الكويتي، فالاستقرار الوظيفي هو سبب رئيسي في الاستقرار النفسي للمواطن، وفي النهاية نحن نتعامل مع بشر، فهناك أمور تفرحهم وتسعدهم، وهناك أمور أخرى قد تجعلهم أقل سعادة، لكن في الأعم يشعر المواطن الكويتي دائما باستقرار في حياته لتوافر مقومات الحياة من دون معاناة، كالتعليم والصحة وغيرهما من الأمور التي لا تكلف المواطن الكويتي شيئا.
وبين الشلال أن الحديث عن وجود بطالة في الكويت أمر غير صحيح، فالبطالة التي لدينا غير حقيقية، فالمواطن تأتي له وظيفة مثلا في وزارة الصحة أو وزارة التربية أو أي مؤسسة من المؤسسات، لكن تلك المؤسسة هو لا يرى نفسه فيها فيرفض الوظيفة، وبالتالي هو من رفض الوظيفة التي جاءت إليه والحكومة لم تقصر في هذا الجانب، مشيرا إلى أن الخطاب الحكومي في بعض الأحيان أو خطاب الصحف في أحيان أخرى هو ما يجعل النسبة الباقية غير سعيدة أو لنقل بأنها أقل سعادة من هؤلاء.
ومن جانبه قال أستاذ علم النفس د. حسن الموسوي: السعادة في أي أمر من الامور هي سعادة وقتية وليست سعادة دائمة، قد يكون المواطن سعيدا لأمر ما لكن استمرار السعادة على نفس النهج أو نفس الطريقة على طول الدوام أمر غير متوافر وهذا لا ينفي وجود حالات من الاكتئاب لدينا أو حالة من عدم الرضا لدى البعض، وقد يكون هذا الأمر ناتجا عن عدم الرضا بالأوضاع السياسية أو الاقتصادية او الاجتماعية أو غير ذلك من الأوضاع، بالإضافة إلى عدم شعور الفرد بالمسؤولية والإنجاز. وأوضح الموسوي أنه ووفقا لهذا الاستبيان فإن 50 في المائة من الكويتيين سعداء، وهذا يعود بنا إلى أسباب تلك السعادة التي قد تكمن في الاستقرار الوظيفي الذي يشعر به المواطن، وبالتالي استقرار الدخل لدى الفرد، بالإضافة إلى الرعاية الصحية والتعليمية التي تقدمها دولة الكويت إلى المواطن من المهد، وهذه الأمور وغيرها غير متوافرة لدى أناس ودول أخرى.
وتابع الموسوي: يجب على المواطن أن يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وبالتالي يقوم بتطوير نفسه، مشيرا إلى أن المواطن الكويتي أيضا يشعر بالأمن الاجتماعي الذي قد لا يشعر به أناس آخرون، وهو ما يجعل المواطن الكويتي أكثر سعادة من غيره.
ومن ناحيته قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون: هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذا الاستبيان وعلى رأسها أن الدخل الذي يتقاضاه المواطن الكويتي يهيئ له معيشة طيبة، بالإضافة إلى أن لديه وظيفة ثابتة ومردودا ماليا جيدا، بالإضافة إلى أن الزوجة تعمل والحكومة تعطي المرأة التي لا تعمل راتبا، وكذلك لدينا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تقدم معونات إلى المحتاجين، بالإضافة إلى بيت الزكاة والجمعيات الخيرية التي تساهم في الاستقرار المجتمعي من خلال المساعدات التي تقدم للمحتاجين، بالإضافة إلى الاستقرار والثبات الأمني والحكومة ساهرة على راحة المواطن وإسعاده، بالإضافة إلى أن أكثر من 50 في المائة من الكويتيين مطمئنون على مستقبل أبنائهم ولا يوجد لديهم أي نوع من التوتر والقلق.
وتابع البارون: بلا شك شعب الكويت كأي شعب فيه السعيد وغير السعيد والأقل سعادة، وقد يكون هذا لديه مشكلة اقتصادية وذاك لديه مشكلة اجتماعية والآخر مشكلة في المحاكم أو النيابة، أو مشكلة هنا أو هناك، مما يشعره حينها بالاكتئاب، أو يشعر بأنه غير سعيد، ولكن في نهاية المطاف نجد أن المواطن الكويتي أفضل من غيره في كثير من الأمور فالاستقرار الوظيفي موجود، بالإضافة إلى أن المواطن الكويتي تعرض عليه الوظيفة بعد تخرجه وقد يرفضها، بالإضافة إلى أن الخدمات الصحية والتعليمية التي يحصل عليها المواطن يحصل عليها من دون مقابل، لذلك هو يشعر بالاستقرار النفسي الذي من شأنه إظهار النتائج بهذا الشكل.
وأكد البارون أن أغلب المواطنين الكويتيين راضون، بل إن الأكثرية راضون عن أحوالهم، ولكن ما يحدث غصة في نفوسهم هو الأخبار التي تخرج من هنا وهنا، وتقول إن هناك سرقات قام بها هذا الشخص أو ذاك، وتلك السرقات تقدر بملايين حينها يشعر المواطن الكويتي بأنه غير سعيد.