• نوفمبر 23, 2024 - 8:24 صباحًا

للحق كلمة

للحق كلمة لا يستطيع أعتى الطغاة الصمود أمامها، ومواجهة السلاح الكامن فيها، سلاح قوة المنطق، وليس منطق القوة الذي سار عليه فاتخذه سيفا يسفك به دماء الأبرياء، ويعيث في الأرض فسادا وهو جالس في برجه العاجي، وقد نسي أن سيفه هذا مجرد سيف خشبي صنعته يد النفاق والرياء، وهو في أي حال من الأحوال ليس بإمكانه صد ضربات سيوف الحق التي لا تشهر إلا دفاعا عن مبادئ وقيم يريد الطغاة طمسها وصرف الناس عن التمسك بها، فدولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، قول نطق به الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، حمل في طياته معنى رائعا هو أنه مهما طالت ظلمة الليل وعتمته فإن خيوط الفجر قادمة لا محالة؛ لتمهد بزوغ شمس الصباح فتعود الأنوار لتعيد الأفاعي إلى جحورها. ولأجل إحقاق الحق، وإعلاء كلمته، وترسيخ القيم والمبادئ التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف كان خروج الإمام الحسين بن على، رضي الله عنهما، وهذا ما أكده الإمام الحسين بقوله لأخيه محمد بن الحنفية: «إني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»، فخرج رضي الله عنه حتى وصل إلى ارض كربلاء وحدث ما حدث فيها من مآس وآلام يعجز القلم عن وصفها، كما فيها من الدروس والعبر والمبادئ والقيم التي تذكر إلى يومنا هذا، كأن المصيبة حدثت بالأمس القريب، فهذا هو النصر الحقيقي، وذلك هو المعنى المقصود بانتصار الدم على السيف.
وكما هو ملاحظ اليوم ان آفة الارهاب تتوغل هنا وهناك، ولا أحد مستثنى من إخطارها، فخير ما نواجه به تلك الآفة والفتن القابعة بداخلها هو التمسك بكل قوة بتعاليم الإسلام التي تحث على التلاحم والتكاتف والتآخي، فبذلك وحده تبنى الأسوار العالية التي تقطع الطريق على الفتنة وتحول بينها وبين الشعوب، وما مدرسة الإمام الحسين إلا امتداد لما جاء به سيد الخلق محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) في آخر الرسالات السماوية، فما خاب من تمسك بها وسار على نهجها.

Read Previous

مورجان فريمان يصور «قصة الإله» في مصر

Read Next

أفراح العوضي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x