اطلقت وزارة الدولة لشؤون الشباب أولويتي الوقاية من المخدرات والوعي البيئي من 18 أكتوبر الماضي حتى 19 نوفمبر الجاري، وقد أكد إعلاميون وقانونيون أهمية دور وزارة الشباب في مكافحة المخدرات، من خلال الأنشطة الرياضية والتوعوية، مشيرين إلى أن الرياضة لها دور كبير في زرع الثقة بالنفس، والقضاء على وقت الفراغ الذي يعرض بعض الشباب لخطر المخدرات.
وقال الكاتب الصحافي طارق إدريس: ان مبادرة وزارة الشباب يجب أن تكون من خلال خطة متكاملة مع كل مؤسسات الدولة للبدء بهذه الحملة حتى تكون مؤسسات الدولة لمجاربة هذه الآفة في المجتمع، مشيرا إلى ان الرياضة لها دور كبير في زرع الثقة بالنفس، كما أن لها دورا في تقوية البدن والقضاء على وقت الفراغ وتكوين علاقات جيدة مع الآخرين، ودائما ما ارتبطت الثقافة بالرياضة، وهي المجال الذي توحدت فيه كل دول العالم وشعوبها في ممارستها والتنافس الشريف فيها، مشيرا إلى أن الرياضة لها دور كبير في إشغال الشباب وإبعادهم عن الانحرافات السلوكية، فقد ركزت كل المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة في مجالات المكافحة والوقاية والعلاج على الأثر الحقيقي للرياضة في الوقاية من المخدرات وفي تحصين الشباب من الانحرافات وتعاطي المخدرات وإشغال أوقات فراغهم فيما يفيدهم، ويعود على وطنهم ومجتمعهم بالنفع والفائدة.
وأوضح إدريس أن إطلاق وزارة الشباب أولويتي الوقاية من المخدرات والوعي البيئي اللتين تهدفان إلى إعداد جيل واع يعزز منظومة القيم المرتبطة بمقاومة قضية المخدرات والحفاظ على البيئة، تأتي لضمان تقديم أفضل النتائج الإيجابية المتكاملة بالتعاون مع المؤسسات المهتمة بالموضوع لتوعية الشباب في مواجهة المخدرات على المستوى المجتمعي والوطني والعالمي، مؤكدا أن دور وزارة الشباب لا بد أن يأتي متوازيا مع أدوار الداخلية والإعلام وكل مؤسسات المجتمع المدني، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الوقاية من المخدرات إلا من خلال التعاون التام بين كل المؤسسات.
وتابع إدريس: إن الاشتراك في النوادي الرياضية بمختلف ألعابها وأنشطتها يساعد حتما في تنمية حب ممارسة الرياضة في نفوس الأبناء من خلال تسليط الضوء على نماذج مشرقة مؤثرة من الرياضيين وبيان فوائد ممارسة الرياضة من الناحيتين الذهنية والبدنية، وأن الرياضة لها دور كبير في زرع الثقة بالنفس وقوة الشخصية وتكوين علاقات اجتماعية جيدة وإشغال أوقات الفراغ بما يفيد.
فيما قالت المحامية والقانونية دانة الرشيد ان المخدرات آفة تتسلل للأفراد وتنهش أبدانهم وأرواحهم، والإدمان مصاب جلل يهلك صاحبه وعملية التعافي منه وإن كانت ممكنة بالعلاج الطبي والنفسي، إلا انها غاية في الصعوبة، وهي خطر يهدد كل الفئات وعلى الأخص الشباب، وهم أنشط وأهم شرائح المجتمع، ونحن نعتمد على روح الشباب وطموحاتهم وأفكارهم الجديدة لبناء مجتمعاتنا والمخدرات تحرمنا هذه اللبنات وتحولهم لقنابل موقوتة تفتك بأقرانهم وبالمجتمع ككل.
وأضافت الرشيد أنه يجب على وزارة الشباب الاهتمام بهذه الفئة كونها معرضة أكثر من غيرها لخطر المخدرات، ولانهم في مرحلة عمرية أساسية لمعرفة ذواتهم وتنميتها، ودورهم يكون بإقامة ندوات توعوية في المدارس والجامعات وتطوير أساليب التوعية لتتناسب مع الجيل الجديد المختلف تماما عن الأجيال الماضية في خصائصه وطبيعته وسرعة تبادل المعلومات وسرعة التأثر، واذكر ان وزارة الدولة لشؤون الشباب تعاونت مع المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (غراس) بهدف تعزيز منظومة القيم المرتبطة بمقاومة المخدرات.
وبينت الرشيد أن دور مؤسسات المجتمع المدني يكمل بعضه البعض من خلال التعاون لغرس قيم ديننا الحنيف الذي يدعونا للسلوك القويم، وتشجيع الشباب واستغلال أوقات الفراغ بأعمال مفيدة كالرياضة أو رعاية مواهبهم الفنية وغيرها، لأن الفراغ وضعف الوازع الديني من وجهة نظري يجعل الشباب عرضة لأي إغراءات بتجربة هذه العقاقير وبالتالي إدمانها.
وأوضحت أن الإعلام لم يعد مقتصرا على أجهزة التلفاز، فالاعلام امتد ليشمل مناحي حياتنا بأكملها واهم ما على الاعلام عمله من جانب التوعية، هو تحديث الاساليب لتواكب تطور جيل الشباب بالتوعية عن طريق الرسائل النصية ووجود حسابات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستغلال فئة مشاهير التواصل الاجتماعي للقيام بدور توعوي نظرا لكون نسبة هائلة من الشباب تتابعهم وتهتم بكل تفاصيلهم، وللمحامين أيضا دور مهم بالتوعية من أخطار المخدرات كونها ترتبط بعدد من الجرائم (الجنايات) ولها عقوبات مغلظة.
ومن جانبها أشادت المحامية والقانونية مي الغانم بأهمية إطلاق وزارة الشباب أولويتي الوقاية من المخدرات والوعي البيئي لدى الشباب الكويتي، مشيرة إلى أن للرياضة تأثير على الأشخاص في البعد عن المخدرات، كما أن ممارسة الرياضة تجعل الشخص مهتما بصحته وتدعو إلى زرع الثقة بالنفس وقوة الشخصية مما يعزز من قوته في محاربة هذه الآفة، كما أنه يجب أن تكون من المتطلبات الأساسية للرياضة التركيز على فئة المراهقين وتوضيح أهمية الرياضة لهم مع الربط بالتحذير من آفة المخدرات، ولا بد من تعويدهم حب الرياضة وزرع الثقة بأنفسهم.
وشددت الغانم على ضرورة تداخل مبادرات التوعية والوقاية من المخدرات بجوانبها التعليمية، والتربوية والإعلامية جنبا إلى جنب، للاقتراب من مشاكل وهموم الشباب والمجتمع بصفة عامة بتوجيه خطاب إعلامي، وفق معطيات العصر وتطور أدواته الإعلامية لتلمس قضاياهم واهتماماتهم لتأسيس هوية ثقافية ومبادئ وطنية وسلوك إنساني سليم، برسالة إعلامية مبتكرة تواكب العصر، وبلغة سهلة الوصول والفهم إلى الكافة.
وبينت الغانم ان الادمان نتيجة اولية للاهمال فعندما يترك الطفل أو الابن لهمومه دون الوقوف إلى جانبه من قبل اهله يبدأ بالبحث عمن يسانده وقد يقع فريسة سهلة لاصدقاء السوء، مؤكدة ان سقوط الابناء والشباب في براثن المخدرات ليس فقط خسارة للاسرة بل والمجتمع والدولة ككل واستنزاف لثرواتها ومواردها.
وبينت أن الحل يكمن بإعطاء الشباب فرصة للمشاركة في أنشطة مختلفة في جميع الأندية، واستغلال هذا التجمع من الجهات التي تعنى بأمور الشباب من خلال احتوائهم وتوعيتهم بالمحاضرات والزيارات والمشاركة مع الجهات الحكومية والأهلية في تعريف أفراد المجتمع من أخطار المخدرات، إضافة إلى استغلال أماكن التجمعات الشبابية في التحذير من أدران المخدرات.