اجتاز قانون خفض سن الحدث إلى 16 عاما المداولة الاولى في مجلس الامة، وسط تأكيدات على اهمية القانون في الحد من الجريمة.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد قد اكد أن «الإنسان في سن 18 عاما يستطيع أن يفتح بيتا»، مشيرا إلى أنه «يسعى إلى تخفيض سن الانتخاب مستقبلا إلى 18 عاما»، وكشف الخالد عن أن «معظم جرائم المخدرات يقع فيها أحداث أعمارهم لم تتجاوز الـ 17 عاما»، مبينا أن «أحد أولياء الأمور قدم إلى وزارة الداخلية يرجو أن تمنع الوزارة ابنه من السفر للانضمام إلى داعش لأن لديه معلومات بأن ابنه سيسافر للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، واخبرناه أن يكتب إلينا كتابا رسميا بذلك».
وفي هذا الصدد أكد اساتذة علم نفس واجتماع لـ «الخليج» أن إحصائيات منظمة الصحة تبين ان هناك 200 مليون مدمن للمخدرات منهم 15 في المائة تحت سن الـ 15 عاما، مما يؤكد أن فئة الشباب هي الفئة الرئيسية المستهدفة من المخدرات ولا عجب في ذلك فالشباب هم رجال المستقبل ومروجو المخدرات يريدون تدميرهم.
في البداية أكد أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. خضر البارون صحة ما ذكره وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، والذي أكد أن أغلب الذين يتعاطون المخدرات هم من فئة الشباب، مشيرا إلى أن فئة الشباب تتسم بالحيوية والإيجابية والبحث عن مفاهيم جديدة للشخصية، فكثير ما يتعاطى الشباب المخدرات عن طريق التجربة، فهم يريدون تجربة هذا الأمر، وهذا بالطبع يمثل خطرا كبيرا على كثير من الشباب.
وتابع البارون: إن شخصية الشباب في سن أقل من 18 سنة لم تتكون بعد؛ لذلك يحاول الشباب أن يجرب بعض الأمور في إطار تكوين شخصيته، لذلك تجد أن بعض المدخنين يقومون بالتدخين ويعتبرون هذا الأمر استكمالا لشبابهم وقوتهم فهو لا يعتبر نفسه أنه قد بلغ إلا بعد أن يقوم بالتدخين، أو أن يشرب هذه المادة أو تلك.
وبين البارون أن البعد عن التعاليم الدينية ووقت الفراغ الذي يعاني منه بعض الشباب هي من عوامل حب بعض الشباب لاستطلاع بعض الأمور أو تجربة بعض الامور التي من الممكن أن تنحدر بهم إلى الإدمان، كذلك في تلك الفترة تكون الأسرة غير ملمة بالكامل بما يفعله الشباب، فهو في خارج البيت إما في مدرسته أو جامعته، لذلك لا يكون هذا الشاب مراقبا طوال الوقت كما أن الشباب يحب «الوناسة» في هذه المرحلة، لذلك لا بد من استقطاب الشباب إلى عمل مفيد بدلا من استقطابه في أمور من الممكن أن تسبب له عجزا.
وأكد البارون أن هناك حاجة ملحة إلى تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة المختلفة، وذلك للقضاء على الإدمان، ولا بد من غرس القيم الجيدة لدى الشباب، وشغل اوقات فراغهم بما يفيدهم وتشجيعهم على النشاط الحرفي والرياضي، كما أنه يجب أن يقوم الوالدن بتقوية الوازع الديني لدى الشباب، كما أن وزارة الداخلية عليها دور كبير في ملاحقة مروجي المخدرات الذين يهدفون إلى تدمير فئة الشباب ورجال المستقبل، كما يجب أن يكون هناك استغلال لطاقات الشباب بطريقة ايجابية يمكن من خلالها شغل أوقات الشباب في امور مفيدة.
وقال أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د. جميل المري إحصائيات منظمة الصحة تبين ان هناك 200 مليون مدمن للمخدرات، منهم 15 في المائة تحت سن الـ 15 عاما، مما يؤكد أن فئة الشباب هي الفئة الرئيسية المستهدفة من المخدرات، ولا عجب في ذلك فالشباب هم رجال المستقبل ومروجو المخدرات يريدون تدميرهم، مؤكدا ان المصيبة ان هذه الفئة العمرية هم عمود المستقبل وصناعه، وان هناك أعداء يحاولون كسر مستقبل الدول والمجتمعات عبر الاتجار في هذه السموم، لذلك تجد أنهم يسعون إلى استهداف الشباب.
وأكد المري ان قضية ادمان المخدرات هي قضية مجتمعية ويجب تحرك المجتمع بأكمله للقضاء على هذا الخطر الذي يداهم شبابنا، مبينا ان هنالك ثلاثة مسارات يجب التحرك، وهي المسار الوقائي عبر تحرك إعلامي ومجتمعي تجاه هذه القضية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، سواء أكانت مقروءة أو مسموعة، مستشهدا بحملات غراس وأثرها الإيجابي على نفوس المراهقين والشباب، وأنها ساهمت في حل مجموعة من القضايا، منها قضية التدخين لدى المراهقين، موضحا ان كل مدمن يكون مدخنا وليس كل مدخن يكون مدمنا، فهناك كثير من الشباب يدخنون ولكنهم لا يتعاطون المخدرات.
وبين المري أن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء تعاطي المخدرات ثلاثة وتتمثل تلك الأسباب في أسباب ذاتية، فكلما زاد الوعي الديني لدى الشخص تقل لديه الرغبة في التعاطي، فأغلبية المتعاطين للمخدرات لديهم قلة في الوازع الديني، لذا فهناك أهميه وحاجة ملحة إلى تنمية الوازع الديني لدى الشباب، مبينا ان أغلبيتهم ليس لديهم معنى للحياة، وقلما يعلم الواحد منهم الأسس المترتبة على قلة الوعي الديني، وما يود عمله أو يعمله فيرى انهم لا يؤثرون ولا يثقون في انفسهم مما يلجأ للمخدرات لإعطاء نفسه وهم الثقة المصطنعة، واعتقادهم أن المخدرات لا تدخل في باب المحرمات وانها ليست مهلكة للجسد، موضحا ان بعضهم يعتقد أنها تجلب السعادة، وهذا غير صحيح، فسعادته لمدة ساعة وبعدها تذهب ويبدأ الألم والحسرة، والبعض الآخر يتعاطى المخدرات من باب التجربة.
بدوره أشار الأمين العام للاتحاد العربي للوقاية من المخدرات الدكتور خالد الصالح إلى ارتفاع نسب التعاطي بين الشباب بشكل كبير في الدول العربية، لافتا إلى أن تلك النسبة تتخطى الـ 4 في المائة محليا، وحذر الصالح من أن تعاطي المخدرات يعرض صاحبه للعديد من الأمراض، ولعل أبرزها أمراض نقص المناعة وسرطان الجلد وورم الدماغ والليمفوما، ولفت إلى أن الاتحاد يتعاون مع وزارة التربية من خلال عقد ورش عمل بهدف تدريب الاخصائيين التربويين على كيفية الكشف المبكر عن التعاطي في المدارس قبل الوصول إلى مرحلة الإدمان والتعامل معها ومعالجتها، وأفاد بأن هناك تدريبات سنوية بالتعاون مع وزارتي التربية والأوقاف والشؤون الإسلامية كون الأخيرة معنية بدور مهم يتعلق بالنواحي الدينية والروحية وتوعية الأسر.