• نوفمبر 27, 2024 - 5:31 صباحًا

الكويت تمضي في الطريق الصحيح

كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والتي نقلها عن سموه الكاتب الصحافي الكبير عبداللطيف الدعيج، ونشرتها جريدة «القبس» قبل أيام، كافية لإشاعة الطمأنينة والتفاؤل لدى كل الكويتيين، فقد أكدت لهم أن الكويت تمضي في الطريق الصحيح، على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولا شك أنه في ظل التداعيات المترتبة على تراجع أسعار النفط، والتراجعات التي تشهدها أسواق المال والحركة الاقتصادية بشكل عام في العالم كله، يصبح المواطن في حاجة ماسة إلى من يبث فيه روح التفاؤل، ويحول بينه وبين التأثر ببعض التحليلات التي تبالغ في تقديراتها السلبية، وتكرس لنزعة التشاؤم بشأن المستقبل… ومن هنا جاءت أهمية ما أكده سمو الأمير من أنه «لا موجب للقلق، فالكويت لاتزال دولة أمن وأمان، وكل الأولويات الأساسية متوافرة، ولدينا كثير من المشاريع التنموية التي ستنجز وسترى النور قريبا».
ومن المؤكد أن هذا القول السامي يلمسه كل مواطن ومقيم على أرض الكويت، فالإحساس بالأمن ربما يفوق أي دولة أخرى في العالم، وذلك في ظل مجتمع متآلف مترابط، يتمتع بأقصى درجات التقارب والتكاتف، وتشكل وحدته الوطنية علامة فارقة في تاريخه… ساعد على ذلك ما أشار إليه سمو الأمير أيضا من أن «كل الأولويات الأساسية متوافرة»، فالمستوى المعيشي للمواطن الكويتي من أعلى المستويات في العالم كله، وتلبية احتياجاته الأساسية، من مسكن وغذاء وتعليم وصحة وغيرها من الخدمات، تتم بصورة جيدة إلى حد كبير، حتى المطلب الإسكاني الذي شهد بعض التعثر في فترات سابقة، بات الآن يشق طريقه بقوة نحو الحل، بإقامة العديد من المدن الإسكانية التي تضم من الخدمات ما يغري الكثيرين بالإقامة فيها.
ومن الرائع أيضا أن صاحب السمو، وهو يذكر المشاريع الجديدة التي ستجز قريبا، كان حريصا – وهو يتحدث إلى كاتب مهتم بالشأن الثقافي – أن يشير سموه إلى مشاريع ثقافية كبيرة يتم إنجازها حاليا، كدار الأوبرا، وكذلك المراكز الثقافية كمركزي عبدالله السالم وجابر الأحمد، فضلا عن بناء مدينة ترفيهية حديثة… وبالطبع كعهدنا الدائم بتركيز سموه بشكل كبير على الاهتمام بالشباب، جاءت الإشارة إلى الاهتمام بالانسان الكويتي، وخاصة الشباب، وتطوير برامج التعليم والعلوم.
وفي الحديث عن الشأن الخارجي ما يرسخ لدينا الاقتناع بأن النهج الذي اختطته الكويت لنفسها في علاقاتها الدولية هو نهج ثابت لا يتغير ولا يتبدل، ويقوم أساسا على التواصل الودي مع كل دول العالم، باستثناء إسرائيل، ويمد يد التعاون والتقارب إلى الجميع، ويدعو إلى تسوية النزاعات بالطرق السلمية، والسعي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم كله.
وما يميز السياسة الكويتية الخارجية أيضا هو التوازن الذي تحرص عليه قيادتها دائما، مع تمسكها بالثوابت الجوهرية، ومن بينها علاقتنا بالدول الشقيقة، وفي الصدارة منها المملكة العربية السعودية، التي أكد سموه أن ما يمس المملكة الشقيقة يمسنا، لكن سموه يرفض في الوقت نفسه أن تهتز علاقات الكويت بدولة صديقة كإيران، التي تقوم رؤيته تجاهها على أن «لديه اقتناعا بأن القيادة الايرانية ستتفهم المصالح الكويتية والخليجية، وستحافظ على امن المنطقة بقدر محافظتها على مصالحها الخاصة، ولهذا فهو مطمئن لسلامة الاوضاع».
هو إذن «التوازن» الذي أشرنا إليه، و«الحكمة» في توجيه في دفة السياسة الخارجية الكويتية، ورفض «استعداء» الآخرين، أو النفخ في رماد خلافات صغيرة، لتشتعل نارا تحرق الجميع، بل على العكس تعمل الكويت دائما على تجنيب المنطقة أي توترات أو قلاقل، وتحرص على تصفية أي خلافات قائمة، ليسود الأمن والاستقرار، وينعم الجميع بمناخ يتيح لهم المضي قدما في خطط التنمية والاستقرار.
إنها ملامح لوطن آمن مستقر، داخليا وخارجيا، رسمها صاحب السمو الأمير بكلماته، وأشاع من خلالها السكينة والطمأنينة في نفوسنا جميعا، بشأن حاضر الكويت ومستقبلها.

Read Previous

صاحب السمو: لا شيء يدعو إلى القلق .. وإيران ستحافظ على أمن المنطقة

Read Next

«البنزين» يُشعل الخلاف النيابي على إجراءات الدعم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x