انقسمت مواقف النواب من مبادرة التوافق الوطني التي تتبناها عدد من القوى السياسية، منها قوى قاطعت انتخابات مجلس الأمة بسبب تغيير النظام الانتخابي إلى الصوت الواحد.
وقال النائب عبدالله المعيوف: توافق مع من ومصالحة مع من؟ وتابع: لا توجد مشكلة ولا أزمة حتى نقدم تنازلات للمبطلين الذين أساءوا إلى البلد وإلى أنفسهم، وعلى المقاطعين ان يعترفوا بأخطائهم ويعتذروا للشعب عن إشاعتهم الفوضى في الكويت وتهديد أمنها واستقرارها.
وتابع المعيوف: المصالحة والتوافق الوطني طريقها واحد وهو مجلس الأمة لأنه مؤسسة من الشعب، وهذا هو الطريق الذي يجب على الجميع ان يسلكه وهو طريق مجلس الامة ونرفض اي دعوة لمصالحة أو توافق وطني مشروط أو املاءات فهي دعوة مرفوضة.
وقال النائب سلطان اللغيصم: على أي شيء المصالحة، وعلى أي شيء الحوار الوطني؟ لا يوجد شيء أساسا نختصم فيه لنحاول الوصول إلى حوار وطني ومصالحة. الحمد لله نحن – الشعب الكويتي – دائما متكاتفون ومتوادون ومتحابون، فأنا لا أرى أي خلاف في أي شيء حتى نقوم بعمل مؤتمر وطني أو مصالحة وطنية أو غير ذلك مما نسمع عنه.
وتابع: في رأيي الشخصي أنه لا داعٍ لهذا كله الذي يتحدثون عنه، فمؤسسات الدولة موجودة، ونحن دولة مؤسسات، وهناك أحكام قضائية صدرت بدستورية مرسوم الصوت الواحد ويجب أن تحترم. وأنا نزلت الانتخابات بناء على تحصين المحكمة الدستورية للصوت الواحد. فنحن نحترم الدستور ودائما ننادي باحترام الدستور، واحتراما للدستور نزلت. والصوت الواحد الآن محصن ولا أرى أي داعٍ لعمل مؤتمر مصالحة وطنية لأننا والحمد لله ليس بيننا خلاف لنعمل هذه المصالحة الوطنية.
بينما اعتبر النائب عبدالرحمن الجيران ان كل المؤشرات والمعطيات، سواء كانت داخلية ومنها طبيعة المجتمع الكويتي وأصالته، أو كانت إقليمية وعالمية، تؤيد الاتجاه العام نحو المصالحة والمصارحة وتغليب مشروع الدولة على المشاريع الأخرى في مقابل كم هائل من التحديات التي تواجه العالم ومنها تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية.
وتابع: فهذه التحديات أنهكت قدرات الدول الكبرى لأنها أصبحت بمثابة حرب استنزاف دائمة الأمر الذي نتج عنه انكماش كبير في سياسات الدول الكبرى تجاه القضايا العالمية وتقوقع الاهتمام نحو الداخل على حساب الاهتمام نحو الخارج، فهذه المعطيات لا تناسبها مطلقا حالة الانقسام والتشرذم التي نعيشها في الكويت وان كانت الآن بصورة أصبحت ضئيلة وغير ذات تأثير فضلا عن فقدان الرؤية الإستراتيجية الواضحة وسقوط كل الشعارات والمشاريع المطروحة، والأسباب لهذا كثيرة وليس هنا مجالها.
وشدد الجيران على ان الأهم هو حاجة البلاد لجميع العقول والسواعد الوطنية المخلصة لتمتد وتساهم في مشاريع التنمية، وليس هناك رابح وخاسر بالمعنى الحقيقي والحرفي لهذا المصطلح، فالجميع ينشد الاستقرار والجميع متفق على محاربة الفساد والكل يعرف أهمية التنمية المجتمعية وفي تقديري ليس هناك مانع يمنع من المشاركة في البناء، كما انه من المؤكد ان قبة عبدالله السالم ليست المكان الوحيد لهذه المشاركة، وان كانت هي الأبرز إعلاميا واجتماعيا، وعلى اي حال الخطأ وارد من الجميع ولا يوجد معصوم غير الرسول صلى الله عليه وسلم، والاعتراف بالخطأ فضيلة، كما أن العفو عند المقدرة رأس الفضائل.
وزاد: الكويت أمانة بيد الجميع ولها حق علينا، كما أن الأجيال القادمة لها الحق علينا، كما ان الامانة والموضوعة والإخلاص تتطلب سعة الصدر وتحمل ما قد يطرأ لمعالجة إعادة دمج وتأهيل جميع الشرائح لجهة تطبيق القانون وتحمل المسؤولية والمشاركة في المستقبل، بعيدا عن المزايدات والمشاحنات التي تميزت بها المرحلة الماضية، والتي بات من المؤكد الاعتراف بخطأ العيش في أسارها كل هذا الوقت.
واضاف الجيران أن المجلس المبطل الثاني وهذا المجلس قد قطع ثلاثة أرباع الطريق أمام كويت المستقبل في سن القوانين والتشريعات اللازمة للتنمية ومحاربة الفساد وفي تقديري لم يتبق سوى إعلان المصالحة والاندماج والمشاركة في حمل الراية والتقدم نحو المستقبل وفتح صفحة جديدة عنوانها الثقة ووحدة الصف والمحافظة على النظام العام وعلى الدولة.