• نوفمبر 23, 2024 - 8:30 صباحًا

السفير آل حنزاب: العلاقات بين الكويت وقطر أصلها ثابت وفرعها في السماء

«علاقة دولة قطر بدولة الكويت الشقيقة راسخة الجذور، اصلها ثابت وفرعها في السماء»… بهذه العبارة اكد سفير قطر لدى الكويت حمد بن علي آل حنزاب، تطور العلاقات بين البدين وحرص وتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير قطر، وشقيقه صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، مما جعلها تبلغ شأنا عظيما من الانسجام والتوافق والاتفاق يعززها شعور بالمحبة والاخوة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين.
جاء ذلك في كلمة السفير القطري بمناسبة اليوم الوطني لبلاده جاء فيها:
«في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تهل ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر، ذكرى تولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد.
ويسعدني، ونحن نستذكر بكل الفخر هذه المناسبة العظيمة، أن ارفع اسمى واصدق التبريكات لقائد المسيرة الميمونة والنهضة الشاملة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وإلى حضرة صاحب السمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله»، وإلى المقامات الرفيعة في قيادة الدولة وللحكومة الرشيدة ولشعب دولة قطر الوفي والداعم والمؤازر لقيادته السامية في مسيرة العطاء والنماء والبناء.
إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بتاريخ حافل بالأمجاد والتضحيات التي بذلها الآباء المؤسسون والقادة الذين سجلوا اسماءهم في صفحات التاريخ بمداد من نور حتى بلغت مسيرة العطاء ما نحن فيه اليوم من رفاهية ورخاء وامن واستقرار، ونحن بهذا نستذكر تلك المآثر الخالدة بكل الامتنان والعرفان ونرفعها لأجيالنا الحاضرة واجيال المستقبل لتكون دافعا لهم لمواصلة المسيرة نحو آفاق جديدة من النهضة والتطور.
كما يسعدنا في هذه المناسبة الوطنية أن نستعرض جهود الدولة ممثلة بقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة ومؤسساتها وشعبها المعطاء في كل المناحي وهو ما اسهم بفعالية فيما وصلت له بلادنا العزيزة من تقدم.
إن دولة قطر بفضل الله وتوفيقه قد اصبحت خلال عقدين من الزمن من افضل الدول في معدلات النمو ليس فقط لما حباها الله به من ثروات وانما أيضا بسبب استغلال وتوظيف تلك الثروات توظيفا سليما بفكر ثاقب ورؤية مستقبلية واضحة لبناء مستقبل واعد اساسه الإنسان والتنمية.
لقد اهتمت دولة قطر ببناء الإنسان لانه عماد المستقبل، فالدول لا تبنى إلا بأبنائها من خلال عقل يدير وفكر يدبر ورؤية مستنيرة تستوعب التطلعات ولذلك كان التعليم في اولويات اهتمامات الدولة، سواء التعليم العام بمختلف مراحله ومؤسساته أو الاهتمام بالأسرة وبنائها على أسس سليمة وقويمة تربويا واخلاقيا وتم تتويج ذلك بالاهتمام بالتعليم العالي وتجويد الاداء وتنمية القدرات وتحسين المخرجات وافتتاح فروع لأفضل الجامعات بالعالم التي اصبحت تقدم نتاجا طيبا له اسهاماته المقدرة في دفع عجلة التقدم، بالإضافة لكونها اصبحت تستقطب الدارسين من مختلف دول مجلس التعاون والوطن العربي والعالم اجمع.
ولا يبنى البلد والانسان دون اقتصاد قوي وقد حققت دولة قطر اعلى مؤشر للتنمية البشرية بين شقيقاتها دول الخليج بحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2013 وتعمل باستمرار للحفاظ على ذلك الموقع المتقدم.
وصاحب ذلك نمو اقتصادي متين خلال العقدين الماضيين وقد حقق الاقتصاد لعام 2014 نموا في الناتج المحلي بلغ 6.3 في المائة وهو انجاز ضخم في ظل معطيات الاقتصاد الدولي والركود الذي اصاب معظم اقتصادات العالم، فيما بلغ الفائض في الميزان التجاري 52 في المائة من الناتج المحلي وتأتي دولة قطر في صدارة دول العالم من حيث دخل الفرد، وهو ما يعني أن المواطن القطري يتمتع بمعدل مرتفع فيما تقدمه الدولة من خدمات في التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها.
كما حافظت دولة قطر على تصنيف ائتماني عال بفضل استثماراتها الخارجية وعلى مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية الدولية، وهو ما يعني متانة الاقتصاد القطري القادر على الصمود امام الهزات الاقتصادية.
وبذلك تكون الدولة قد حققت طفرة مهمة وناجحة في بناء الإنسان والتنمية وعلى تلك الاسس تم وضع الخطة الاستراتيجية للمدى الطويل لتحقيق الاهداف التنموية من خلال برنامج «رؤية قطر 2030»، بحيث تتلخص في بناء الوطن والمواطن، فيما تحقق الكثير على المدى القريب في برنامج «استراتيجية التنمية الوطنية 2011 – 2016»، الذي شارف على نهايته بنجاح.
وتولي دولة قطر اهتماما خاصا للنهوض بالقطاع الخاص وإشراكه في التنمية وتشجعه وتدفعه لمشاركة حقيقية في برامج التنمية والبناء، خصوصا في مجال الصناعات الصغيرة.
ومن ناحية أخرى، نجحت الدولة في الاستثمار الخارجي عبر «جهاز قطر للاستثمار»، وقد حققت نتائج ضخمة جنبت دولة قطر آثار انخفاض النفط وتسعى لاستقطاب المستثمرين للداخل عبر سن القوانين الجاذبة للاستثمار والخالية من التعقيدات، والتي تقدم حوافز وتسهيلات واعفاءات وضمانات لحرية حركة الأموال، وتبقى تلك الحوافز دافعا لتحول دولة قطر لتكون احدى وجهات الاستثمار الخليجي والاجنبي الناجح، ومما يساعد على ذلك اجواء الامن والامان على النفس والمال بتوفيق من الله، بالإضافة للمجهودات التي تبذلها الدولة لتنويع مصادر الدخل.
ان دولة قطر ورغم ما حققته من نجاحات تظل تسعى للأفضل ولا تحد طموحاتها حدود وهي الان امام تحد ضخم، حيث تدور عجلة البناء لإنشاء البنية التحتية لاستضافة كأس العالم 2022، وقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك، وهي تحتفل بالذكرى الخامسة لفوزها بملف استضافة مناسبة البطولة العالمية بعد منافسة شرسة مع اكبر دول العالم، وهي على قدر التحدي لإقامة بطولة تاريخية بصورة تشرفها وتشرف اشقاءها في الخليج خاصة والعالم العربي والاسلامي عامة لتقف شاهدا امام العالم كله على أننا امة خلاقة ومقتدرة ولا تقل عن الشعوب الاخرى اداء وانجازا بمشيئة الله.
إن النجاح في الداخل لابد له من أن ينعكس في تعاملات الدولة في الخارج وعلى سياساتها وقد دأبت دولة قطر على اتخاذ سياسات معتدلة تلتزم فيها بالمواثيق والمعاهدات الدولية، مما مكنها من لعب دور فعال في كل قضايا المنطقة والعالم ولذلك كانت مواقفها ثابتة، من حيث تأييد حقوق الشعوب المظلومة والمقهورة التي تسلطت عليها انظمة قاسية لم تجد بدا من أن تنتفض وتثور ضدها دون أن تجد تلك الثورات السلمية اذنا صاغية أو قلوبا واعية لتستوعب مستجدات العصر التي رفعت من سقف مطالب الشعوب في الحياة الكريمة ورفض الحكم المتسلط فاستخدمت تلك الانظمة القوة ضد المسالمين، مما حولها لبؤر اقتتال وساحات سفك للدماء وساهمت، بذلك في تنامي الارهاب الذي اصبح خطره يهدد المنطقة والعالم بأسره واصبحت محاربته هما دوليا مشتركا وقد دعا سمو الامير المفدى في قمة دول مجلس التعاون بالرياض للتصدي لظاهرة الارهاب مع ضرورة التفريق بين الارهاب وحق الشعوب في المطالبة بحقوقها المشروعة. وكان تأييد دولة قطر للربيع العربي دعما للشعوب المنتفضة لتحقيق مطالبها العادلة في الحرية والديموقراطية والعيش الكريم ولكن بعض الانظمة حولتها لصراع دموي، وهي على ثقة بانه لا حل في نهاية المطاف إلا بالحوار وترى أن تعنت بعض الانظمة سيقود للمزيد من الدمار وازهاق الارواح وتدعو دائما لإعمال صوت العقل لحل النزاعات.
وقد ظلت دولة قطر تؤكد على ثوابتها من حيث الالتزام بالحلول السلمية لقضايا النزاعات وفي مقدمتها حل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين المركزية على اساس القرارات الدولية، وكف يد اسرائيل عن قمع الشعب الفلسطيني والاعتداء على مقدسات الأمة الاسلامية.
كما ان لدولة قطر علاقات مميزة بمحيطها العربي وتساهم بفاعلية في ملفات التسويات السلمية وتقود الديبلوماسية القطرية جهود المصالحة وتتعاون لإطلاق سراح الاسرى والمحتجزين وتخفيف المعاناة الانسانية في العديد من بؤر التوتر للتوصل لحلول تحقن الدماء وتعيد الامن والاستقرار بهدف اعادة عجلة النماء للدوران ولا تألو الدولة جهدا في تقديم المساعدات الانسانية لضحايا الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية سواء في العالم العربي أو غيره من بقاع العالم وقد تحققت الكثير من الانجازات المهمة في هذا الاطار.
وتأتي علاقات دولة قطر بأشقائها في الخليج والدول العربية والاصدقاء في العالم في صلب اهتماماتها، كما تأتي دول الخليج في صدارة تلك الاهتمامات وليس ادل على ذلك مما قال سمو الامير المفدى، حفظه الله في خطابه السامي امام مجلس الشورى «يظل مجلس التعاون لدول الخليج العربية البيت الاقليمي الاول ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدوله الشقيقة كافة وتعميق اواصر الاخوة بيننا في مقدمة اولويات سياساتنا الخارجية».
ولذلك فقد ظلت دولة قطر تحرص على تنمية وتطوير وتعزيز تلك العلاقة الاخوية التي انعكست في ذلك الانسجام في مواقف دول الخليج العربية وتطابق وجهات نظرها وتعاونها التام في الملفات الاقليمية والدولية، مما جعلها قوة لا يستهان بها ومركزا لا يمكن تجاوزه في دوائر صنع القرار الاقليمي والدولي.
اما علاقة دولة قطر بدولة الكويت الشقيقة فهي راسخة الجذور، اصلها ثابت وفرعها في السماء، حيث تطورت بحمد الله وتوفيقه وحرص وتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى وشقيقه حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، «حفظهما الله» مما جعلها تبلغ شأنا عظيما من الانسجام والتوافق والاتفاق يعززها شعور بالمحبة والاخوة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين.
ولعل غاية ما يسعدنا ان نرى البلدين وقد حققا طفرات واسعة في النمو والتطور في ظل قيادتهما الحكيمة فنجاح دولة قطر ونموها يمثل نجاحا ونماء لدولة الكويت وسعادة شعب الكويت ورفاهيته تسعد شعب قطر، كما ان امنهما واستقرارهما هم مشترك، وذلك ما جعل المواقف والرؤى متطابقة في الشدة والرخاء فما يمس الكويت يمس قطر، وذلك شعور متبادل، ونحن نقدر عاليا لدولة الكويت اسهاماتها في حل النزاعات الاقليمية وجهودها لتقريب وجهات النظر ومشاركاتها في تخفيف معاناة المتضررين من الحروب من خلال المساعدات الانسانية السخية حتى نالت تقديرا امميا لجهودها بمنح حضرة صاحب السمو لقب قائد انساني وتسمية الكويت مركزا انسانيا، وذلك فخر لنا جميعا. ان ما نجده من تعاون ومحبة صادقة في دولة الكويت يساهم في اضفاء روح الاخوة ويساعد على انجاز مهمتنا الهادفة لتطوير العلاقات وتوحيد المواقف على اكمل وجه ويسعدني ان اتقدم بخالص الشكر واسمى التقدير للكويت العزيزة اميرا وحكومة وشعبا على ما نلقاه من ترحاب وتعاون واهتمام وسنفعل كل ما بوسعنا لتكون علاقات البلدين راسخة وممتازة ومميزة كما ظلت عبر التاريخ.
ولا يسعني الا ان اتقدم بوافر الشكر والامتنان للصحافة الكويتية واجهزة اعلامها المسؤولة ومؤسساتها التي تؤدي دورا ايجابيا وبناء في دفع علاقات البلدين والشعبين الشقيقين نحو مزيد من التطور وتحرص على نشر ما يجمع لا ما يفرق وتسلط الضوء على انجازات دولة قطر ومراحل تقدمها بروح الاخاء والاشادة بما يخلق اثرا طيبا لدى اشقائهم في قطر وسنبذل كل ما في وسعنا في التعاون للوصول ببلدينا الى مستوى العلاقات التي ترضي طموح الشعبين الشقيقين.
حفظ الله بلادنا وقادتنا من كل مكروه وادام علينا نعمة الأمن والامان.
وكل عام وأنتم بخير».

Read Previous

عقد مؤتمر دولي للرؤية المستقبلية عام 2018 «عُمان 2040» .. يناقش الأولويات الوطنية

Read Next

الرئيس السيسي: مصر أكملت خارطة الطريق

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x