قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان مجلس الوزراء وافق على تشكيل اللجنة الوطنية العليا للاحتفال بدولة الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2016 برئاسة سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف الشيخ سلمان أن رئاسة سمو الشيخ جابر المبارك للجنة تؤكد الدعم الكبير الذي يقدمه سموه للثقافة لابراز دور دولة الكويت الريادي الثقافي والحضاري في العالم الاسلامي والعربي، وتوضح حرص سموه على الدور الذي تلعبه الثقافة في تطور الشعوب والدول وإبراز الوجه الحضاري للثقافة الاسلامية.
وأكد أكاديميون أن الكويت لها باع طويل في مجال الثقافة، ولها العديد من الاصدارات الوطنية والثقافية التي تؤكد ريادتها ثقافيا، مثل كتاب عالم المعرفة ومجلة العربي، لافتين إلى العديد من الجوائز التي تقدمها الكويت سنويا في مجال الثقافة.
وقال الكاتب والاكاديمي في جامعة الكويت الدكتور صباح السويفان: فكرة عاصمة الثقافة الإسلامية التي تبنتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) منذ عام 2001، تمثل مرحلة مهمة في تقارب وجهات النظر الإسلامية، وذلك من خلال اختيار عاصمة إسلامية كل عام، من بين العواصم والمدن الإسلامية، ومن ثم توجيه الأنظار إليها، فلربما يساهم ذلك في تحقيق الأمل المنشود في توحيد الأفكار والأحلام في اتجاه إسلامي، وكشف المخاطر التي تواجه مختلف الدول الإسلامية، وهي مخاطر واحدة، ربما يكون الإرهاب هو أهمها، علاوة على الضعف الذي ينخر فيها ويجعلها، رغم تفوقها في العدد إلا أنها غير قادرة على تأكيد وجودها.
وطالب السويفان بضرورة إبراز دور الكويت الثقافي ومنجزاتها في كل روافد الثقافة العربية والإسلامية من نشر وتوثيق وتحقيق لكنوز التراث الإسلامي ودور مؤسسات الدولة المختلفة في إبراز الوجه الحضاري للثقافة الإسلامية بجوانبها الإنسانية التي تكرس قيم المحبة والسلام وقبول الآخر والانطلاق نحو آفاق رحبة في حوار مفتوح مع الحضارات والثقافات الأخرى.
ومن جانبه قال الأكاديمي والتربوي والكاتب الصحافي يعقوب الشراح إن الكويت رائدة في مجال الثقافة سواء على مستوى المنطقة العربية أو منطقة الخليج العربي، بل إنها كانت عاصمة الثقافة في إحدى السنوات، وهذا إن دل إنما يدل على الاهتمام الكويتي البارز بالثقافة، مشيرا إلى أن جهود الكويت الثقافية يشهد لها تاريخها التعليمي والثقافي منذ سنوات، وليس الآن فقط وقد جاء هذا الأمر نتيجة الجهود في الانتاج الثقافي البارز والمعروف على مستوى العالم العربي، وهذه الظواهر الثقافية في المجتمع الكويتي محصورة في منظمات داخل الدولة ومؤسسات مثل اليونسكو ووزارة التربية والمركز الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالإضافة إلى المكتبات الخاصة والتي لها باع طويل في المجال الثقافي.
وتابع الشراح: هناك العديد من المكتبات الموجودة في الكويت والتي لها باع طويل في مجال الثقافة مثل مكتبة البابطين التي تساهم بشكل فعال في العديد من المؤتمرات الثقافية في مختلف بلدان العالم، وقد عقد منذ فترة مؤتمر في اكسفورد وقد حضره لفيف من المثقفين في العالم فضلا عن الانتاج الثقافي الكويتي والصحافة الحرة والكل يعلم مجلة العربي وعالم المعرفة والتي تؤكد أن للثقافة الكويتية باعا كبيرا لذلك لا عجب من اختيار وزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي للكويت عضوا بالمجلس الاستشاري لتنفيذ استراتيجية العمل الثقافي، والذي يؤكد على الثقل الثقافي والحضاري والإنساني الضارب في جذور التاريخ الكويتي.
وأوضح الشراح أن الكويت لها باع طويل في التسامح وتعدد الأديان ومن ينظر إلى الكويت يجدها بالفعل بها العديد من الديانات والجميع يعيش في اطار التسامح، مؤكدا في الوقت ذاته اهمية إنشاء وزارة للثقافة والتي من شأنها تعزيز مكانة الكويت ثقافيا، مؤكدا أن نجاح الكويت في هذا المجال يعود بشكل أساس إلى التوجه الثقافي المتميز الذي تنتهجه الكويت وتطلعها الدائم إلى الانخراط في المشاريع الكفيلة بتعزيز اشعاع الثقافة العربية.
ومن جانبها أكدت الناشطة السياسية خالدة الخضر ضرورة أن تكون هناك وزارة مستقلة للثقافة في الكويت فعلى الرغم من أن للكويت باعا طويلا في مجال الثقافة إلا أنها تفتقد مثل هذا الأمر، مشيرة إلى أن تاريخ الثقافة في الكويت طويل جدا، ولقد كان للثقافة دور كبير في تطور الامة والحضارات في جميع بلاد العالم، مضيفة أن الكويت كانت من أولى دول المنطقة التي اهتمت بتطوير العلم والتعليم والتوسع بعالم الثقافة من اجل بروز اسماء كويتية تساعد على تنمية وتطوير البلاد وكل على حسب مجاله، سواء كان رياضة أو تاريخا أو فلكا أو غيرها.
واضافت الخضر ان الثقافة في الكويت تعتبر من أنشط ثقافات المنطقة لما لها من هامش الحرية المتاح له بشكل أوسع مما هو متاح بالنسبة لكثير من البلاد العربية الأخرى نسبيا، مشيرة إلى أن الكويت بذلت جهودا حثيثة في المجال الاعلامي على وجه التحديد انطلاقا من ادراكها العميق بأهميته المحورية في تقريب الرؤى ووجهات النظر العربية، وتعميق الوعي الثقافي العربي.
واضافت الخضر أن وعي الكويت بأهمية الاستثمار في الاعلام والسينما، على حد سواء، جعلها تساهم بشكل فعال في عدد من الانتاجات السينمائية العربية التي ساعدت في الارتقاء بحس الانتماء إلى دول العالمين العربي والاسلامي، مشيرة إلى أن الكويت مليئة بالمراكز الثقافية التي تعد داعمة للثقافة الكويتية، مثل مركز الشيخة سعاد الصباح ولوياك والبابطين وغيرها من المكتبات والمؤسسات التي تساهم في تعزيز الثقافة في الكويت، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الإصدارات التي تصدرها الكويت مثل مجلة العربي وعالم المعرفة التي ساهمت في رسم أيضا ملامح للثقافة الكويتية.
وأكدت الخضر ان ما ينقص الكويتي إنما هو إنشاء وزارة خاصة بالثقافة، مثل الدول الأخرى، مشيرة إلى ان مثل هذه الثقافة سوف تساهم في تعزيز الدور الثقافي للكويت بصورة أكبر من الحالية.