توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأصدق التهاني للشعب المصري ولأعضاء مجلس النواب بمناسبة انعقاد الجلسة الأولى للمجلس، الذي تم تشكيله عقب إنجاز الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية المصرية.
وأكد أنه بعقد أولى جلسات البرلمان يكتمل البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية، تحقيقا لآمال وطموحات الشعب المصري في تأسيس دولته الحديثة التي تُعلي قيم الديموقراطية والعدالة من أجل استكمال مسيرة التنمية التي بدأت بعقول وسواعد أبناء الشعب المصري.
وأعرب الرئيس السيسي عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للمجلس في اضطلاعه بأعماله الرقابية والتشريعية واستئنافه لدوره الفاعل في المجتمع المصري.
وأكد السيسي أن مجلس النواب سيجد كل الدعم والمساندة من السلطة التنفيذية فيما هو مناط بها من مهام وواجبات، وفي إطار تام من الاحترام الكامل لمبدأ الفصل بين السلطات الذي نص عليه الدستور، بما يكفل لنواب البرلمان ممارسة مهامهم في حرية تامة تمكنهم من أداء واجباتهم إزاء الوطن والمواطنين على الوجه الأكمل.
كما أعرب الرئيس السيسي عن أهمية استئناف مصر نشاطها البرلماني على كل الأصعدة الإقليمية والدولية، بما يثري البُعد الشعبي في العلاقات الخارجية المصرية، وهو الأمر الذي تحرص مصر الجديدة على تعزيزه وتفعيله إيمانا بدور الشعب في عملية صنع واتخاذ القرار وصياغة مستقبل الوطن.
وجدد الرئيس تهنئته لأبناء مصر وهم يتابعون الجلسة الأولى لمجلس نواب الشعب، مؤكدا أن هذا المشهد يعكس حجم الإنجاز الذي حققته مصر بإرادة شعبها الذي تكاتف صفا واحدا من أجل مصلحة الوطن.
وشدد على أهمية استمرار وتعزيز التلاحم الوطني حفاظا على كيان ومؤسسات الدولة المصرية، وصونا لمقدرات شعبها، ودعما لجهود التنمية الشاملة.
من جانب آخر أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2016 عام الشباب المصري، كما أصدر الرئيس حزمة من القرارات والتكليفات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني وتمكينهم في جميع المجالات.
جاءت قرارات الرئيس، في كلمته، التي ألقاها خلال مشاركته في الاحتفال بيوم الشباب المصري في دار الأوبرا المصرية تحت شعار «بقوة شبابها .. تحيا مصر»، إيمانا من الدولة بأهمية الشباب في صياغة حاضر مصر وصناعة مستقبلها، حيث تضمنت الاحتفالية إطلاق عدد من المبادرات والتوجيهات لدعم الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا، من بينها عرض تطورات العمل الخاصة «بـالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة» بعد انتهاء مرحلة اختيار المتقدمين للالتحاق بالبرنامج، بالإضافة إلى مشروع «بنك المعرفة المصري» الذي سيبدأ في إتاحة المحتوى المعرفي لكبرى الموسوعات العلمية خلال يناير الجاري.
وقال الرئيس إنه كلف البنك المركزي بتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفي بتخصيص نسبة لا تقل عن 20 في المائة من إجمالي القروض خلال السنوات الأربع القادمة لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، بحيث يقوم القطاع المصرفي بضخ 200 مليار جنيه لتمويل نحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل للشباب.
كما وجه الرئيس بأن يكون سعر الفائدة على القروض المقدمة لتمويل المشروعات متناهية الصغر لا يزيد على 5 في المائة سنويا متناقصة على أن يتم تنفيذ هذا البرنامج من خلال منظومة مصرفية ممتدة على مستوى الجمهورية خاصة على محافظات الصعيد والمناطق النائية، معربا عن أمله في أن تقل نسبة الفائدة عن 5 في المائة.
وأشار الرئيس، خلال كلمته، إلى أنه وجه أيضا وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي للشباب خلال عام 2016 بإجمالي 20 مليار جنيه.
كما كلف القائمين على مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضي بالتملك للشباب، وذلك للاستفادة من برنامج التمويل الحكومي للشباب.
وأوضح الرئيس أنه أمر بتشكيل لجنة قومية متخصصة، تحت رعاية رئاسة الجمهورية، لتحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية على أن يتم الانتهاء منها خلال 3 أشهر وأن تراعي أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية وتحقق ترسيخا لمنظومة الأخلاق.
وأضاف أنه وجه بإطلاق دوري رياضي متكامل للمدارس والجامعات على مستوى الجمهورية يكون على أعلى مستوى من التنظيم، على أن يتم دراسة الحوافز والمكافآت التشجيعية لممارسي الرياضة بالمدارس والجامعات.
وأعلن الرئيس أنه تم رفع كفاءة 2700 مركز شباب على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن العام الجاري سيشهد رفع كفاءة باقي مراكز الشباب بالكامل والبالغ عددها 4 آلاف مركز.
كما وجه بإحياء دور قصور الثقافة وإقامة المسابقات الفنية بين شباب الجامعات والمدارس على المستوى القومي على أن يكون هناك حافز ثقافي للشباب.
وقال الرئيس إنه وجه المجالس التخصصية بالتعاون مع جميع أجهزة الدولة بإطلاق منتدى للحوار مع الشباب ليكون نواة فاعلة وقناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب على أن يبلور ناتج هذا الحوار صيغة مشتركة تتم مناقشتها في مؤتمر وطني للشباب يعقد في مدينة شرم الشيخ خلال سبتمبر المقبل.
وخلال كلمته قال الرئيس: «أوجه التحية لجميع من في القاعة خاصة الشباب المصري، فاليوم من أجمل أيام حياتي وأتمنى أن يرى كل المشاركين مصر بشبابها حتى يصبح شعار «بقوة شبابها.. تحيا مصر» واقعا حقيقيا.
وأشار إلى أن أي أب يحترم أولاده ويحبهم ويرغب في رؤيتهم أفضل منه، قائلا: «والله أتمنى أن يكون شباب مصر أكثر وعيا وتقدما ومهارة من شباب العالم لأنهم هم من سيتحملون مسؤولية الوطن.. فنحن الآن 90 مليون نسمة لابد أن يزيدوا ويعيشوا في أمان وسلام وهذا لن يحدث إلا بوجود شباب واع».
وكشف الرئيس عن أنه التقى مجموعة من الشباب صرحوا له خلال اللقاء بأنهم محبطون وكانوا يرغبون في الانضمام للبرلمان، مشيرا إلى أنه قال لهم إن تطور الأمم لا يحدث بين يوم وليلة ومصر تحتاج لوعي حقيقي وفهم للتحديات. وأضاف أنه أعطى لهم أمثلة لما تحقق على أرض الواقع من إنجازات تعد خطوة على طريق تجربة مصر التي ينبغي أن تنجح حتى لا يتم عرقلتها.
وأشار إلى أن هناك 200 عضو في البرلمان تحت سن 45 وأن نحو 60 عضوا تحت سن 35 عاما، فضلا عن وجود 89 سيدة وشابة تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن ذلك ليس أقصى ما نتمناه، مشيرا إلى هذا هو حال مصر ولابد من الوقوف بجانبها.
وقال الرئيس إن مجموعة الشباب صارحوه بأنه يتحدث برفق دائما في خطبه للشعب، مشيرا إلى أنه رد عليهم قائلا: لابد أن أفعل ذلك لأن الشعب المصري قد عانى كثيرا وحقه علينا أن أبقى رقيقا معهم.. والقوة ليست بالصوت العالي ولكن بالقرار والوقفة والرجولة والجدية والالتزام.. فظروف مصر صعبة ونسبة كبيرة من المصريين حالتهم صعبة وأحاول الرفق بهم.. ولكن ليس معنى هذا الكلام أن مصر يمكن أن تضيع أو أضيعها. وأردف قائلا: «أوعوا تفتكروا أن لين الكلام وحسن الخلق ضعف ولكنه قمة البأس».
وأشار الرئيس إلى أن مصر كانت على المحك خلال السنوات الثلاث الماضية وأن أهل الشر مازالوا يصرون حتى صباح أمس على الدمار والقتل والتخريب وليس البناء والتعمير في الوقت الذي يرغب فيه بقية الشعب في البناء والتعمير.
ووجه الرئيس في ختام الكلمة رسالة لشباب مصر قائلا: يا شباب مصر أمن مصر واستقرارها ومستقبلها ليس في رقبتي وحدي ولكن سنتحمل مسؤوليته جميعا فأنا لا أرغب في أن تكونوا معي ولكن مع مصر تخافون عليها وتحمونها، فهي أولى بالحماية والرعاية والفهم الحقيقي وقد مرت سنوات طويلة يرغب خلالها المصريون في التقدم للأمام ولن يحدث هذا إلا بالصبر والعمل والجلد وأن يكون لدينا أمل في الله وفي أنفسنا.
وأضاف الرئيس :«أنا سعيد بنماذج الشباب التي شاركت في احتفالية أمس لأنه يعافر وأرغب في أن نعافر ونهابر من أجل بلدنا حتى تأخذ مكانتها بشبابها وبكل المصريين».