أعلنت وزارة الداخلية بدء لجنة إعداد القواعد للعفو الأميري للعام 2016 أعمالها في فحص ملفات نزلاء المؤسسات الإصلاحية للنظر في مدى انطباق القواعد عليها، تنفيذا لرغبة سمو أمير البلاد وتوجيهات القيادة العليا لوزارة الداخلية.
وقال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام اللواء خالد الديين: إن تلك المكرمة الأميرية تترجم البعد الإنساني للقيادة الحكيمة التي تسعى إلى وضع الأولوية للجوانب الإنسانية بهدف التخفيف عن معاناة النزلاء ومنحهم الفرصة للعودة إلى جادة الصواب.
وثمنت فعاليات التقتهم «الخليج» هذه المكرمة الاميرية، مؤكدين انها ليست غريبة على قائد العمل الإنساني، ويجسد مشاعره النبيلة تجاه المواطنين، وحرصه على إدخال البهجة والسعادة على الأسر.
وقال نائب رئيس الجامعة الناشط السياسي د. أحمد سامي المنيس إن قيام سمو الأمير بعفو عن السجناء دليل على إنسانية سمو الأمير وتفهمه الحقيقي لحقيقة الأوضاع التي تعيشها عائلة السجناء، ومشاعره النبيلة تجاه أهله من أبناء الكويت والمواطنين، وهذا الأمر ينسجم مع التوجه الإنساني لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومن خلال إبراز الكويت كمركز إنساني وسمو الأمير قائد للعمل الإنساني.
وتابع المنيس أن هذا العمل يظل في تقديري مبادرة إنسانية من صاحب السمو، بل يؤكد أن إنسانية صاحب السمو لا تقف عند الداخل أو الخارج، فإنسانيته تجدها أينما شعرت أن المواقف تحتاج إلى هذا الأمر، فسموه متى ما رأى أنه من الصالح ومصلحة الكويت وأهلها العفو عن فلان أو فلان فلن ينتظر لحظة وإلا وسيعفو عنهم، مبينا أن ما قام به صاحب السمو من الإفراج عن السجناء إنما هو امتداد لمواقفه الإنسانية، فكما رأينا قيام صاحب السمو بتنظيم مؤتمر المانحين الأول والثاني والثالث للتخفيف من معاناة الشعب السوري وقيام سموه في أكثر من مناسبة بتخفيف الأعباء عن الدول المحتاجة من قبل الصندوق الكويتي للتنمية، وكما رأينا تبرعاته للدول الإسلامية، بل لدول العالم، فقام سموه بالعفو عن هؤلاء السجناء.
وأضاف المنيس أن ما قام به صاحب السمو من الإفراج عن الموقوفين ليؤكد إنسانية صاحب السمو الأمير، والتي ترسمت في العديد من المواقف، ومنها هذا الموقف، وهذا الأمر ينسجم مع التوجه الإنساني لصاحب السمو أمير الكويت وقائد العمل الإنساني، واذا اردنا العودة للماضي والتاريخ ، فسنجد ان العطاء الإنساني الكويتي هو سلسلة متصلة منذ القدم فلا يمكن ان ننسى المشاريع التي قامت بها حكومات الكويت وأهل الكويت تجاه دول الخليج ودول المنطقة قبل ظهور النفط وبعده، واستمر هذا العطاء والدعم عبر اشكال متعددة حكومية وشعبية وجمعيات نفع عام، تعمل جميعها باسم الكويت، في رسالة سامية لا تفرق بين الشعوب بسبب اللون او الجنس او العقيدة؛ خدمة للبشرية جمعاء.
فيما قالت الأستاذة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. سهام القبندي إن سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يبقى دائما متابعا من قرب ما يحتاج إليه أهل الكويت ويتلمس حاجات المواطنين واحتياجاتهم، وتأتي هذه القرارات والتي تتمثل في الافراج عن الموقوفين وفقا للمرسوم الأميري، مشيرة إلى أن المبادرة السامية بالافراج عن السجناء تعتبر مشعلا في سماء الإنسانية، ومؤكدة التزام الكويت بالمواثيق والاعراف الدولية، وحرصها على مبادئ حقوق الإنسان، مبينة أن مثل هذه القرارات من شأنها المحافظة على قوام الاسرة الكويتية وتماسكها وتماسك المجتمع، بحيث يخرج الفرد ويقوم بدوره ويمارس حياته الطبيعية التي كان يعيشها قبل دخوله السجن.
وأكدت القبندي أن قيام صاحب السمو أمير البلاد بهذا الأمر هو اتجاه لتخفيف المعاناة عن المواطنين في الكويت، ويأتي في إطار المواقف الإنسانية التي يتميز بها صاحب السمو أمير الكويت، بل هي امتداد طبيعي للمواقف المختلفة التي قام بها سمو الأمير انطلاقا من مؤتمر المانحين الأول والثاني والثالث التي أقيمت في الكويت لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، مشيرة إلى أن سموه يتقن لغة الإنسانية بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدين فأينما تحل الكوارث والأزمات يهب سمو الأمير الإنسان ليلبي نداء الواجب الإنساني رافعا شعار عطاء غير محدود لكل محتاج، ولا ينتظر شكرا أو رد الجميل، دائما سمو الأمير الإنسان يحتم عليه ضميره الإنساني مساعدة اخيه الإنسان.
فيما قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي د. عبدالحميد الصراف إن العفو الأميري مبادرة كريمة من صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فهو يريد أن يفرج عن هموم المساجين لكي يخرجوا مرة أخرى إلى المجتمع، ويكفل حريتهم لكي يبدأوا حياتهم من جديد في المجتمع ملتزمين بالقانون والدستور لكي تتهيأ لهم حياة طبيعية.
وأوضح الصراف أن قيام صاحب السمو بالإفراح عن هؤلاء هو بمثابة فرحة وسعادة لأسر وأهالي هؤلاء الموقوفين؛ لأن السجن في حقيقة الأمر مؤلم، ولذلك شعر أمير الإنسانية بمدى معاناة هؤلاء وقام بالإفراج عنهم في مبادرة إنسانية طيبة كعادة سموه في المبادرات الإنسانية على المستوى المحلي والمستوى الخارجي؛ فأيادي سموه البيضاء لا تقف في الداخل أو الخارج، فسموه دائم الدعم للاجئين في كل مكان، ودائم الدعم للقضية الفلسطينية، ودائم الدعم للدول العربية التي تحتاج إلى وقوف الكويت إلى جوارها، فقد رأينا انعقاد مؤتمر المانحين في الكويت، وكيف تم تكريم ومنح سمو الأمير لقبا مستحقا وهو قائد الإنسانية، وهذا الأمر يصب في رصيد السياسة الخارجية الكويتية الذي أنشأها سموه حينما كان وزير للخارجية.