رغم علاقات الصداقة وحسن الجوار التي تجمع بين الكويت وايران ، وزيارة سمو امير البلاد التاريخية إلى طهران في العام 2014 والتي ادت لدفع العلاقات الثنائية في جميع المجالات، فوجئت الكويتيون بإساءة بالغة من وكالة «فارس» للأنباء لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مما اثار موجة غضب لدى جميع اكويتيين بمختلف انتماءاتهم السياسية، وطالب نواب الامة إيران بتقديم اعتذار رسمي ومحاسبة الوكالة المسيئة على هذا التصرف المستهجن حيث لا يمكن الاستهانة بعلاقات الدول إلى هذا الحد، لاسيما ان كلمة سمو الأمير تجاه ايران في القمة العربية لم تحمل اساءة وانما هي تذكير بمبادئ التعاون وحسن الجوار.
وشدد عدد من نواب الأمة على ضرورة اتخاذ وزارة الخارجية إجراءات عاجلة ضد إساءة وكالة فارس لسمو أمير البلاد، مطالبين إيران بتقديم اعتذار رسمي إلى الكويت عما ذكرته وكالتها، مع إشادتهم في الوقت ذاته بجهود سمو الأمير في دعم الانسانية في العالم ومكافحة الإرهاب.
واستنكر نائب رئيس المجلس مبارك الخرينج التصريحات الاستفزازية واللامسؤولة الصادرة من وسائل الاعلام الايرانية تجاه مقام حضرة صاحب السمو الأمير وقائد مسيرتها ووالد الكويتيين جميعا، بعد كلمته في مؤتمر القمة العربية التي انعقدت أخيرا في موريتانيا.
واستهجن الخرينج التصريحات الانفعالية والرد الإعلامي المتسرع وغير الحصيف على كلمة سموه الجامعة المانعة التي حددت الطريق والمسار الصحيح لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، والتي اشارت إلى الدور الإيراني المشبوه في زعزعة الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأكد أن التصريحات والاستفزازات الإيرانية لن تؤدي إلى الاستقرار والتعاون المشترك، بل ستزيد حدة التوتر وزيادة الخلاف بين دول المنطقة، مشددا على «رفض واستنكار كل اهل الكويت والخليج للتصريحات التي تمس رموز الكويت وعلى رأسهم والدنا سمو الأمير وولي عهده وجميع مسؤولي الدولة، وكذلك رموز دول الخليج العربي ممثلين بقادتهم ومسؤوليهم».
واعتبر الخرينج ان «التصريحات اللامسؤولة من الاعلام الايراني تجاه سمو الأمير لا تخدم مبدأ حسن الجوار والتعاون المشترك بين دول المنطقة»، معتبرا أن «كلمة سمو الأمير تجاه ايران ما هي الا توجيه سليم وتذكير بحسن نية وتنبيه إلى اعمال وافعال تخالف مبادئ التعاون وحسن الجوار».
ودعا الخرينج إيران إلى العودة إلى رشدها والكف عن التعرض لدول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم التحريض وزرع الخلايا الارهابية في دول المنطقة، مع عدم التعرض للرموز الكويتية التي تعتبر خطا احمر لدى الشعب الكويتي لا يمكن قبول تخطيه.
وقال إن «ما صدر من هذه الوكالة يسيء لعلاقات الجوار بين الكويت وإيران، والتي يجب أن تكون وفق الأخوة الإسلامية، لا أن تعرضها وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية للتوتر عبر إساءتها إلى دولة الكويت المسالمة».
من جانبه قال النائب عبدالله المعيوف: «غير مستغرب أن يصدر هذا التصرف من وكالة انباء تمثل الحكومة الإيرانية، لا سيما بعد خطاب سمو الأمير في القمة الذي دعا من خلاله إيران إلى عدم التدخل في شؤون دول المنطقة».
وأضاف: «المطلب الذي طالب به سمو الأمير خلال كلمته هو مطلب دولي، خاصة بعد التحركات الإيرانية المستمرة في تغذية النزاعات في عدد من دول المنطقة من خلال الطرح الطائفي، وللأسف ان إيران تعتقد أنها تمثل كل شيعي في العالم، والحقيقة عكس ذلك وشيعة الخليج يمثلون دولهم فقط».
وتابع: « إيران دولة لا يمكن أن نأمنها، ولها أهداف فارسية لا تمثل الإسلام من بعيد ولا من قريب»، مشيرا إلى أن ما يحدث في إيران حاليا أنها تواجه مشاكل داخلية اجتماعية واقتصادية بسبب فشلها في تصدير ثورتها، وبالتالي تحاول نقل مشاكلها إلى دول الجوار.
وطالب النائب الدكتور منصور الظفيري وزارة الخارجية باتخاذ إجراءات عاجلة إزاء تطاول الوكالة على سمو الأمير، بعد خطابه في مؤتمر القمة العربية الـ27 في نواكشوط، مؤكدا ضرورة استدعاء السفير الإيراني في الكويت ومطالبته باعتذار رسمي من قبل حكومته، «لأننا لن نقبل المساس ألبتة برمز الكويت وقائد مسيرتها».
وقال الظفيري، في تصريح صحافي، إن «الكويتيين سنة وشيعة وبدوا وحضرا يلتفون خلف قيادة الشيخ صباح الأحمد ولا يقبلون التطاول عليه من كائن من كان»، داعيا الإعلام الإيراني إلى المهنية وعدم المساس بزعماء ورؤساء دول المنطقة.
وذكر أن «كلمة سمو الأمير الجامعة والشاملة والموجعة في القمة العربية كانت وراء المساس بشخصه»، موضحا أن سموه لم يذكر غير الحقيقة، اذ طالب ايران بأن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأن تتوقف عن دعم الارهاب الذي جلب الدمار للدول العربية.
ودعا الظفيري إلى إيجاد خطاب إعلامي يواجه الخطاب الإيراني الذي وصلت به العجرفة إلى التطاول على هرم السياسة الخليجية ورمز الكويت وقائد الانسانية الذي بسط أياديه البيضاء في جميع أنحاء العالم، مشددا على أن ايران مطالبة بالاعتذار، أو عليها أن تتحمل غضب الشعب الكويتي الذي يرفض المساس بأميره.
ورفض مراقب مجلس الأمة النائب عبدالله التميمي تلك الإساءة إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد، من وكالة أنباء فارس «شبه الرسمية»، مطالبا الحكومة الإيرانية بأن «تتقدم باعتذار رسمي لدولة الكويت أميرا وشعبا وحكومة عما صدر من هذه الوكالة تجاه قيادتنا، فنحن لن نقبل هذا المساس المسيء من تلك الوكالة تجاه أمير الإنسانية العالمية».
وطالب التميمي السلطات الإيرانية باتخاذ إجراءات صارمة ضد تلك الوكالة وأسرة تحريرها، كونها لا تمثل جهة إعلامية خاصة بل هي مقربة من الحكومة الإيرانية، جراء ما اقترفته تجاه المقام السامي لحضرة صاحب السمو الأمير من إساءة، «وإلا فإن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لوسائل الإعلام الرسمية للرد».
بدوره، قال النائب الدكتور يوسف الزلزلة إن «صاحب السمو الأمير سيظل «المنارة الإنسانية التي يستلهم منها العالم المعاني السامية للسلم والأمن، لذلك على السلطات الايرانية أن تحاسب مسؤولي وكالة فارس على ما كتب من تطاول على المقام السامي حتى تظل العلاقات بين البلدين علاقة صداقة وسلام»، معربا عن اعتقاده بأن «العقلاء في الحكومة الإيرانية يقدرون للأمير دوره الرائد في نشر مبادئ الأمن والسلام بين الدول».