شاركت سلطنة عُمان في فعاليات مهرجان الأردن للإعلام العربي الذي استضافته العاصمة عمّان، وترأس الوفد العُماني الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام.
وقال معالي الدكتور وزير الإعلام في كلمته في افتتاح الليلة العُمانية إن الإعلام في السلطنة يتميز بكونه إعلاما هادفا ومسؤولا، يقوم على المصداقية والموضوعية والحيادية، ويواكب العالمية.
وأكد على دور الإعلام ورسالته الثقافية والحضارية والإنسانية، قائلا إنه آن الأوان لإعلامنا العربي أن يحمل مشاعل الأمل ويصنع حلمنا العربي، وأشاد معاليه بالعلاقات العُمانية الأردنية التي تضرب جذورها في التاريخ، مشيرا إلى أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى مثل هذه العلاقات المرتكزة على الاحترام والأخوة والفهم المشترك.
وقال الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام إن العلاقات الوثيقة بين البلدين تتعدى الجانب الرسمي لتشمل الشعبين الشقيقين، حتى ليشعر العُماني عندما يزور الأردن أنه كمن ينتقل من بيته إلى بيته الآخر.
وحلت السلطنة ضيف شرف على المهرجان، الذي وجّه الدعوة لأكثر من 700 شخصية من الإعلاميين والفنانين العرب إلى جانب وفود رسمية ترأسها وزراء إعلام ومديرون عامون لمؤسسات رسمية ورؤساء مجالس إدارات لمؤسسات إعلامية وصحفية ومسئولو شركات إنتاج إعلامي. وتخلل المهرجان ليلة عُمانية تتضمن فعاليات للتراث العُماني وعرض أفلام وثائقية وتقديم فقرات موسيقية على آلة العود إلى جانب فعاليات أخرى.
وافتتح الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام يرافقه الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني بالعاصمة الأردنية عمّان الجناح العُماني الذي اقيم على هامش مهرجان الأردن للإعلام العربي الثالث اشتمل على معروضات قدمت صورة شاملة عن تاريخ السلطنة وحضارتها وثقافتها عبر العصور.
وضمّ الجناح معارض للتصوير الضوئي والوثائق الوطنية العُمانية والفضّيات والمشغولات اليدوية والأزياء النسائية التقليدية والكتب والإصدارات والسعفيات ودُشّن بمناسبة اختيار السلطنة ضيفَ شرف في المهرجان.
وتواجدت في أرجاء المعرض الذي نُظّم بالتعاون مع جمعية التصوير الضوئي صور تمثل صحراء الربع الخالي (عبري) وفلج وادي العربيين وآثار وادي العين (قريات) والجبل الأخضر (نزوى) وجبل شمس (الحمراء) وقرية «وكان» وقلعة نخل (نخل) وقرية بلد سيت وحصن الحزم (الرستاق)، بالإضافة إلى الصور الفائزة بكأس العالم في بينالي «الفياب» للشباب وفي مسابقات دولية للتصوير الضوئي وللصورة الرقمية في دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية والجبل الأسود والهند.
وقد التُقطت الصور المشاركة بعدسات الفوتوغرافيين سالم الوردي وماجد العامري وهيثم الفارسي والمهند الرويضي وحبيب الزدجالي وحمد البوسعيدي وولاء الهذيلية وهند الحجرية ولؤي الجابري وجهينة الهاشمية وعبدالله الرزيقي وأحمد الحضرمي وإبراهيم البوسعيدي وأحمد الشكيلي وخميس المحاربي وأحمد البوسعيدي وأحمد الطوقي وسالم العادي.
وتضمن معرض الوثائق الوطنية الذي نُظّم بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية نماذج تؤرّخ لحضور السلطنة في الفضاء العالمي ودورها المؤثّر عبر التاريخ.
ومن أبرز الوثائق المعروضة رسالة شكر من السلطان العثماني إلى إمام مسقط أحمد بن سعيد حول المساعدة العسكرية والجهود التي قام بها من أجل حماية البصرة (1777م) واتفاقية فرنسا وبريطانيا حول الاعتراف بنفوذ سلطان مسقط (1902م) وصورة لقلعة بهلا (1911م) وصورة لحصن الرستاق (1911) ومجموعة صور تبرز تكريم جلالة السلطان المعظم «أيده الله» لأفراد القوة الأردنية بمناسبة انتهاء مهمتهم في السلطنة في العام 1975.
أما معرض الفضّيات والمشغولات اليدوية فقد احتوى على سيوف وخناجر ومجموع متنوعة من الحليّ والمصوغات النسائية كالأقراط والعقود والأساور تكشف مهارة واحترافا لدى صانعيها.
وضمّ معرض الكتب كوكبة من إصدارات وزارة الإعلام وجهات أخرى حول حضارة السلطنة وتاريخها ونهضتها المباركة وتطور الإعلام فيها. وتوسطت الموسوعة العُمانية هذه الإصدارات وتواجدت بينها كتبٌ قيمة من بينها «عُمان في التاريخ» و«مسيرة الخير» و«سلطنة وسلطان.. أمة وقائد» وكتب لمبدعين عُمانيين في القصة والشعر والرواية.
وأبدى الجمهور إعجابه بالصور التي أبدعها الفوتوغرافيون العُمانيون الذين حققوا حضورا عربيا وعالميا وقدموا من خلالها مشاهد بديعة من تضاريس السلطنة والتنوع البيئي فيها من بحر وجبال ووديان وسهول وصحراء.
وأقيمت في العاصمة الأردنية عمّان «ليلة عُمانية» ضمن الفعاليات المصاحبة لمشاركة السلطنة كضيف شرف في مهرجان الأردن للإعلام العربي الثالث بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام الذي يرأس وفد السلطنة المشارك في المهرجان.
بعد ذلك كرّم الدكتور وزير الإعلام عددا من الشخصيات الإعلامية البارزة في الأردن، وهي: مدير هيئة الإعلام الدكتور أمجد القاضي، ومدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون محمد الطراونة، ومدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فيصل الشبول، وصالح ارتيمة، والمهندس محمد العجلوني، ونقيب الصحفيين طارق المومني، ومحمد العضايلة، وسلطان الحطاب.
وألقت الشاعرة الأردنية عائشة الحطاب قصيدة بعنوان «عسل الشموع عُماني» عبّرت عن فيض المشاعر الطيبة التي يكنّها الأردنيون للسلطنة، قيادة وشعبا.
وخاطبت الشاعرة عُمان التاريخ والحضارة والإنسان، بقولها:
«رَحُبَتْ بي اللُغةُ الحَرونُ وَضَمَّنِي/ طَلٌّ يُغازِلُ أَحرُفي وَبَيانِي وَقَرَأتُ اسمَكِ في الأعالي ماطِراً / قَبَساً مِنَ الياقُوتِ والمُرجانِ
فصرختُ في الأكوانِ أنتِ مَدينَتِي / فتخايلت بالزَّهرِ والألوانِ قُزَحِيَّةُ النَّفَحاتِ طِيبَتُها الهَوَى / وأقامَ سُؤدُدُها على كِيوانِ وَكَأَنَّ أفلاجَ السَّنا رَوَّتْ دَمِي / وَمَضَى بِساطُ الرِّيحِ في وِجدانِي».
وقدم الفنان سالم بن علي المقرشي عزفا منفردا على العود، وأدى بصوته أغنية شعبية، وأغنية «يا حلوة يا جارة» للفنان سالم راشد الصوري.
تلا ذلك فقرة فنية تراثية أدتها فرقة الأجيال للفنون التقليدية، لاقت استحسان الجمهور وتفاعله.
وكان المهرجان قد شهد مشاركة وفود من السعودية، والكويت، ودولة الإمارات، وقطر، ولبنان، ومصر، وتونس، والمغرب، والجزائر، وليبيا، والسودان، واليمن، العراق، وفلسطين، إلى جانب الأردن والسلطنة.
وأقيم خلال المهرجان معرض شاركت فيه المدن الإعلامية والمحطات الفضائية والإذاعية وشركات الإنتاج والتقنيات، إضافة إلى ندوات ومحاضرات تناولت محاور منها: الإعلام الاقتصادي، والإعلام والتنمية المستدامة، وأثر تكنولوجيا الاتصال على المحتوى الإعلامي، والدراما العربية، وأخلاقيات الإعلام الإلكتروني، وتفاعل وسائل الإعلام مع قضايا الإرهاب، والقدس في الإعلام العربي، والإعلام والنهضة العربية.
وتُختتم فعاليات المهرجان الذي تنظمه هيئة الإعلام بالأردن، بحفل تُعلن فيه نتائج مسابقة القدس الشريف، والمسابقات الإذاعية، والمسابقات التلفزيونية.