• نوفمبر 25, 2024 - 12:47 صباحًا

د.علي الخضري: على الآباء تهيئة الأبناء للعام الدراسي بأسلوب تشويقي

مع بدء العد التنازلي للعام الدراسي الجديد تبدأ المشكلات والمسؤولية الملقاة على عاتق الأسرة تكثر بشكل سلبي يصعب معها إيجاد حلول ناجعة في كيفية التعامل مع الأطفال وتهيئتهم بشكل سليم، وبلا شك يلعب الجانب النفسي دورا مهما ورئيسا مثلما يؤكد ذلك الاسشاري النفسي والارشاد التربوي الدكتور علي الخضري في حواره التالي، بحسب مجلة «الدانة»:

] نحن على مشارف بدء العام الدراسي…كيف ترى مسؤولية الأسرة في تهيئة الأبناء لاستقبال العام الدراسي بصورة إيجابية؟
ـ لا شك هي مسؤولية مهمة جدا تتشاطر مع مسؤولية المعلمين كذلك، لكن تبقى مسؤولية الأسرة مهمة جدا وعلماء النفس يشددون دوما على ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي للطفل من خلال تعزيز الثقة في نفسه في مرحلة مبكرة من العمر مما ينعكس إيجابا على شخصيته ويصبح مستمعا جيدا لما يمليه عليه ولي أمره، ما يجب أن يفعله أولياء الأمور هو البدء في الاستعداد المبكر للدراسة قبلها بفترة زمنية جيدة لا تقل عن أسبوعين ويتم ذلك بشكل تدريجي ومدروس وبإسلوب تشويقي ومحبب.
] ذكرت بشكل تدريجي.. كيف ذلك؟ وما الغاية ايضا؟
ـ قبل شرح مفهوم التدريج يجب الأخذ في عين الاعتبار بأن الطفل وعامة الأبناء يشعرون بسعادة في حال تلقوا المديح وعبارات الإطراء وهذه لها مفعول السحر وتجعل الطفل أكثر قابلية للاستماع للطرف الثاني وتساعده على تنفيذ الخطوات المطلوبة منه، الخطوة الأولى التي يجب أن تبدأ بها الأسرة هي الخروج من أجواء العطلة الصيفية وما تسببت به من عدم الإنتظام في النوم حيث أن غالبية الأبناء يسهرون على الأجهزة الذكية وينامون خلال الفترة النهارية إذن الخطوة الأولى يجب التخلص من نظام الفوضى في النوم، الخطوة الثانية غرس مفاهيم حب الدراسة المدرسة عن طريق اتباع أساليب ممنهجة وسلسة غير معقدة تساعد الطفل على انتظار الدراسة بفارغ الصبر، هذه مسؤولية تقع بشكل مباشر على الأسرة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اصطحاب الطفل إلى المكتبة وإتاحة الفرصة أمامه للتبضع وشراء المستلزمات المكتبية ومشاركته في البحث والرأي، هنا يشعر الطفل بإستغلالية مطلقة ويبدأ فعليا بالبحث عما يريده ويرغب به ويعجبه، طبعا ذلك لا يعني إلغاء دور ولي الأمر أو عدم تدخله في اختيار المستلزمات المناسبة لكن يجب أن يتم ذلك بطريقة محببة، أما الطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية يفضل إعطاءه مبلغا جيدا وإفساح المجال لإختيار مستلزماته المكتبية، الخطوة الثالثة خطوة تشجيعية في تقديم الوعود له بالمكافأة والثواب، ما نخلص له هو اتباع أسلوب الترغيب في الدراسة.
] لكن غالبية الأطفال يبدأون بالبكاء في أول يوم دراسة؟
ـ ذلك يتعلق بالحاجز النفسي وغالبيتهم من مرحلة الروضة، وهنا يجب على ولي الأمر أن يكون برفقة الطفل في الأيام الأولى بحسب شروط وطبيعة المدارس، وهناك أساليب أخرى في تقديم هدية للطفل وإقناعه بأنها مقدمة من المعلم أو المعلمة، ذلك له أثر إيجابي مع مرور الأيام وينتزع الأثر النفسي.
] عفوا دكتور غالبية أولياء الأمور ربما يتعذرون في تنفيذ ما ذكرته؟
ـ من أجل إيجاد معالجة لمشكلاتنا يجب أن يترجم ذلك إلى أفعال، لا يمكن أن تحل المشكلة من نفسها، نعم لدينا التزامات ومتطلبات الحياة تفرض علينا التنازل عن أمور كثيرة من أجل أطفالنا، ودعنا نضرب مثالا بسيطا في حال تم دعوة سين من الناس إلى حفل زفاف صديق مقرب جدا ماذا سيفعل؟ بلا شك سوف يقوم بتأجيل التزاماته من أجل مشاركة صديقه فرحته، أيضا في حال لا سمح الله تعرض أحد أطفاله إلى حادث ألا يضطر الأب إلى تأجيل كل التزاماته، إذن على الأب أن يخصص ساعة فقط يكون فيها قريبا من أسرته وأطفاله، يجلس معهم، يناقشهم، يداعبهم، ويجعلهم قريبين منه بشكل أكبر.
] لكن بعض أولياء الأمور يرون أن التعامل مع جيل الآيباد صعب جدا؟
ـ فعلا يجب أن تكون رقابة من قبل الأسرة عن طريق معرفة ما يشاهدونه في ألعاب الغيمز وأيضا تصفح النت، ولا مانع من وضع كاميرات مراقبة في المنزل لمتابعة الأبناء خاصة هناك الكثيرين من الأبناء يعيشون بحالة انطوائية بسبب هذه الأجهزة الذكية، النصيحة يجب أن لا تكون عن طريق التوبيخ أو التعنيف بل اتباع أسلوب تربوي جيد.
] وهل تعتقد أن كافة أولياء الأمور لديهم الاستعداد للاستماع إلى محاضرة من هذا النوع؟
ـ للأسف غالبية الأسر يلجأون إلى أهل الاختصاص بعد وقوع الفأس بالرأس، وأدعو أولياء الأمور للمشاركة في الدورات التدريبية والارشادات من ذوي الإختصص واكتساب خبرة في كيفية التعامل مع الطفل… وأنصح بإخضاع الطفل في السادسة إلى اختبار ذكاء لمعرفة تطور ونمو عقله… وعلى فكرة من الأخطاء الشائعة التعامل مع الأطفال بلا مبالاة علما أن الطفل في الثالثة من عمره يحتفظ بالمعلومة ويطبقها بشكل كبير.
بلا شك المعلم يتحمل أمانة قبل أن تكون مسؤولية، وعليه واجبات مثما له حقوق، في حال وجد تقاعسا من قبل المعلم أو المعلمة يمكن التقدم بشكوى رسمية إلى الجهات المعنية لأن ذلك سينعكس سلبا على تعامل الطفل مع المعلم وندخل في مشكلات منها صعوبة التعلم وغيرها، ومن خلال إشرافي في مركزتبيين ألتقي الكثير من الحالات والنماذج اليومية لأطفال يعانون من آثار نفسية بسبب بعض المعلمين.
قبل أن نختم معك دكتور علي وددت أن تحدثنا عن مسؤوليتك كمشرف في مدرسة السلوك التوحدي في وزارة التربية إدارة مدارس التربية الخاصة.
نقوم بتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية والتعليمية للأطفال والمراهقين والتوحد وذوي الإحتياجات الخاصة.
اضطراب التوحد: تشخيص التوحد توجيه وإرشاد ـ برامج علاجية وتعليمية للتوحد وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية للتوحديين.
الجانب التعليمي: صعوبات التعلم بطء التعلم- ارشاد نفسي- اختبار قدرات: ذكاء، ذاكرة، إداك وغيرها.
الجانب النفسي والسلوكي: النشاط الزائد تشتت الإنتباه ـ القلق ـ الاكتئاب ـ تعديل السلوك عدم الثقة وغيرها.
] نصيحة أخيرة؟.
ـ أطفالنا فلذات أكبادنا ويجب علينا أن نعي مسؤولياتنا تجاههم من أجل نشأة جيل ناضج، وأتوجه بكلامي إلى الأسرة التي يجب أن تضع في عين الاعتبار المسؤولية الحقيقية الملقاة على عاتقها تجاه أبنائها.

Read Previous

«البنزين» أشعل أسعار القرطاسية

Read Next

حجاج الكويت: السعودية وفرت أفضل الأجواء لضيوف الرحمن

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x