• نوفمبر 24, 2024 - 10:48 صباحًا

الرئيس السيسي: ما دام الشعب والجيش كتلة واحدة فلن يستطيع أي طرف أن يكسر الإرادة المصرية

تحتفل مصر بعد غد الخميس بذكرى مرور 43 عاما على انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي احتل أرض الفيروز لمدة 6 سنوات منذ نكسة يونيو 1967، وتمكن أبناء مصر الشرفاء بمساهمة من اشقائهم في الدول العربية من استعادة الكرامة المصرية، والقضاء على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وفي احتفال الذكرى 42، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن متانة وقوة العلاقات بين الشعب المصري والقوات المسلحة كانت أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تحقيق النصر في حرب أكتوبر العظيمة، حيث التف الجميع حول هدف واحد هو استعادة الأرض والكرامة، منوها بأن الدرس المستفاد هو الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين الشعب والقوات المسلحة في إطار من الحرص والاحترام المتبادل، وما دام الشعب والجيش كتلة واحدة فلن يستطيع أي طرف أن يكسر الإرادة المصرية، مؤكدا أن جيش مصر الوطني الشريف المحب لوطنه لن يقف يوما ضد الإرادة الشعبية الحرة وإنما سيسعى نحو تحقيقها وسيواصل مسيرة عطائه للوطن.
وأوضح أن من الدروس المستفادة هو أهمية اتخاذ القرارات، لاسيما المصرية في الوقت المناسب، حيث واجهت القيادة السياسية المصرية آنذاك ضغوطا مجتمعية لاتخاذ قرار الحرب سريعا، إلا أنها كانت حكيمة وحريصة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب ليحقق الأهداف المرجوة.
وجدد الرئيس توجيه التحية والتقدير لأرواح شهداء مصر الأبرار في كافة الحروب التي خاضتها مصر ومن كافة فئات المجتمع سواء من القوات المسلحة أو جهاز الشركة أو من قطاعات الدولة، منوها إلى شهداء مصر الذين يبذلون أرواحهم حفاظا على مصر وصونا لمقدرات شعبها من خطر التطرف والإرهاب.
وأوضح أن الجيش المصري استطاع بناء نفسه اقتصاديا، حيث ظل رجال القوات المسلحة يتقاضون نصف رواتبهم لمدة عشرين عاما ليتمكنوا من توفير الموارد الاقتصادية للقوات المسلحة المصرية، فلقد كانت مصر وستظل دوما نصب أعينهم.
وأكد الرئيس السيسي أنه من الأهمية أن نستقرئ جميعا أحوال بعض دول المنطقة التي تواجه صعوبات جمة، أثرت سلبا على حياة شعوبها، مؤكدا أن مصر بوعي شعبها لن تسمح أبدا بحدوث ذلك على أراضيها، ولن يتمكن أحد من المساس بها، مؤكدا على أهمية العمل معا من أجل البناء والتعمير.
وتعد حرب أكتوبر هي الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، إذ استطاع المصريون بمهارة قلب موازين القوى العالمية، في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان احتلتهما إسرائيل في 1967.
وكانت الخطة تعتمد على مفاجأة اسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأميركية، من أجل استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي.
وقامت القوات السورية بالهجوم على تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وعمق شبه جزيرة سيناء.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من الجيشين المصري والسوري على القوات الإسرائيلية، وتحققت الهدف من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.
وبدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد، استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وبعدها بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية ارض بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني من اقوى عمليات التمهيد النيراني في التاريخ.
وبدأت بعدها عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس، لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقية للقناة.
وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة اتمت المدفعية القصفة الأولى لمدة 15 دقيقة، وفي توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولى من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية.
ومع تدفق موجات العبور بفاصل 15 دقيقة لكل موجة وحتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري.
ومع عبور موجات المشاة كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في الساتر الترابى لخط بارليف، وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزالها وتركيبها في خلال من 6-9 ساعات.
وفي خلال الظلام أتمت عملية العبور حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
ونجحت مصر وسورية في تحقيق النصر، حيث تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان وسيناء، وأجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية ومصر، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، والقنيطرة في سورية.
وفي نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي وتمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب استراتيجية.
وعلى الفور اضطرت أميركا للدخول في الحرب بشكل مباشر، في محاولة منها لإنقاذ حليفتها الصغرى من انهيار تام لجيشها، إذ تدخلت في اليوم الرابع عن طريق تشكيل جسري جوي لنقل الجنود والسلاح ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
وتحقق هذا الإنجاز بأقل خسائر ممكنة، فقد بلغت خسائر القوات المصرية 5 طائرات، 20 دبابة، 280 شهيد ويمثل ذلك 2 ونصف في المائة من الطائرات و2 في المائة في الدبابات و3 في المائة في الرجال وهي خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التي اشتركت في القتال.
فيما بلغت خسائر العدو 25 طائرة و 120 دبابة وعدة مئات من القتلى مع خسارة المعارك التي خاضها وسقط خط بارليف الذي كان يمثل الأمن والمناعة لإسرائيل، وهزيمة الجيش الإسرائيلي الذي رددوا عنه أنه غير قابل للهزيمة.
ولعبت الدبلوماسية دورا كبيرا في إنهاء الحرب، حيث توسط وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية بين سورية وإسرائيل وبدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في «كامب ديفيد» 1979.
وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسورية وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية وتم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، ومهدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978م وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.

بيان العبور
بثت الإذاعة المصرية بيانا عن القيادة العامة للقوات المسلحة، في تمام الساعة السابعة من يوم السادس من أكتوبر 1973، والذي تزامن مع اللحظات الأولى لبدء قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس. «هنا القاهرة، إليكم أيها المواطنون، البيان رقم 7 الذي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة بتاريخ السادس من أكتوبر سنة 1973.. بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول المواجهة، وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة، وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح، كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد قامت بضرب الأهداف العامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء، وأصابتها إصابات مباشرة.. هنا القاهرة».

10 أسرار عن حرب أكتوبر
ما زالت حرب أكتوبر 1973 تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار التي لا نعلمها بعد، وكل عام يُخرج الجانبان المصري والإسرائيلي من خزائنهما الجديد والجديد، فمصر من أجل توثيق الفخر بالانتصار العظيم وإسرائيل من أجل التبرير للهزيمة.
1 – الوفد السوري الذي نسق مع مصر الهجوم على إسرائيل جاء إلى الإسكندرية على متن باخرة روسية بجوازات سفر مصرية ودخلوا على أنهم سياح.
2 – بينما كان الإسرائيليون يتقدمون لتسجيل أسمائهم على لوائح التجنيد في الساعة الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر 1973 صدموا بفتح النيران على القوات الإسرائيلية.
3 – وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان كان يؤيد حتمية عودة سيناء إلى مصر قبل الحرب.
4 – رفض آريئيل شارون تنفيذ الأوامر العسكرية أثناء حرب أكتوبر وأغلق الاتصال مع الجنرال شموئيل جونين وقال له: «دعني وشأني لا يمكنني فعل شىء».
5 – كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغ 24 عاما أثناء الحرب، وكان عائدا من الولايات المتحدة حيث يدرس، وانضم لفرقة «سيريت ميتكال» التي كانت على خط النار مع مصر، بينما كان يبلغ وزير الدفاع موشيه يعالون حينها 23 عاما، وكان جندي احتياط ولا يحب الحياة العسكرية.
6 – الرقيب محمد حسين محمود سعد كان أول شهيد على جبهة سيناء خلال حرب أكتوبر طبقا لبلاغات الوحدات القتالية على الجبهة.
7 – الملازم أول معتز الشرقاوي هو من قتل الجنرال يشايهو جافيتش قائد المنطقة الجنوبية في سيناء.
8 – بعد هزيمة الجيش السوري في الجولان بدأ في حرب استنزاف مع الجانب الإسرائيلي لمدة 80 يوما لتنتهي في 31 مارس 1974.
9 – أثناء شهادة اللواء يسرائيل طال نائب رئيس الأركان العامة الإسرائيلية، عن حرب أكتوبر قال إنه لولا ارتكاب سورية خطأ بدائيا في المسرح البري للحرب لكانت إسرائيل خسرت مرتفعات الجولان بأكملها، وإن عدم إرسال سورية كتيبة مشاه للسيطرة على الأرض التي استعادتها كان الخطيئة الأكبر في معركتها ضد إسرائيل.
10 – اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان على قادة الجيش الإسرائيلي ترك الجرحى والاستسلام والانسحاب على بعد 30 كيلومترا من القناة.

الدماء الكويتية ساهمت في تسطير النصر التاريخي

كان للكويت دور كبير في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل لا يمكن أن ينكرها أحد في أحداث أكتوبر 1973.
قررت الكويت المشاركة في أكتوبر بإرسال كتيبة مشاة كويتية إلى الجبهة المصرية أسوة بما أرسلته إلى الجبهة السورية «قوة الجهراء»، كما قررت أيضا إرسال عدد من طائرات الهوكر هنتر وإجمالي ما تملكه الكويت من طائرات الهوكر هنتر هو 8 طائرات أرسل منها إلى مصر 5 طائرات، إضافة إلى طائرتي نقل من طراز سي ـ130 هيركوليز تحمل الذخيرة وقطع الغيار.
كما واصلت السلطات الكويتية إرسال المساعدات العسكرية إلى القاهرة ذلك بإمدادها بالطائرات الحربية مساء يوم 23 أكتوبر التي استقرت في قاعدة قويسنا التي كانت أنوارها مطفأة لظروف الحرب وحال وصول الطائرات الكويتية أضيء المدرج لثوان محددة لنزول الطائرات.
وفي 15 أكتوبر كانت ملحمة الجيش الكويتي علي الأراضي المصرية حيث توغلت القوات الإسرائيلية في سيناء واشتدد القصف الإسرائيلي وأغارت الطائرات الإسرائيلية علي موقع القوات الكويتية المرابطة واستشهد73 عسكري كويتيا.
ولم تكتف الكويت بمشاركة قواتها العسكرية في المعركة، بل أعلنت الحكومة الكويتية أن أي تدخل من أية قوة عالمية ضد العرب في حربهم مع إسرائيل هو بمثابة هجوم عليها. وأرسلت فريقا طبيا إلى كل من مصر وسورية، وتم وضع المستشفيات الكويتية في حالة طوارئ استعدادا لاستقبال أي من الجرحي المصريين أوالسوريين.


شهداء الكويت في أكتوبر
ولم يقتصر مشاركة الكويت للمعركة المصيرية والعربية على المساعدات العسكرية فحسب، وإنما امتدت لتشمل المشاركات بالجنود البواسل الذين ساهموا في صناعة نصر أكتوبر العظيم من خلال ملحمة أداها لواء كامل من الجيش الكويتي هو لواء «اليرموك»، الذي استشهد من رجاله البواسل24 شهيدا من الكويت امتزجت دماؤهم بدماء الجنود المصريين في المعركة، كما شارك الجنود الكويتيون في قصف خط بارليف، كما أن مشاركة القوات الكويتية العسكرية لم تكن فقط في حرب أكتوبر وانما كان قد سبق لها المشاركة في حرب يونيو.

Read Previous

محمد بن راشد: الإمارات منذ البداية مغرمة بالمستقبل

Read Next

أفراح النصف وبودي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x