انتهت لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها وزارة الصحة بخصوص ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي عن ادوية غير اصلية تصرف لمرضى السرطان بمركز الكويت لمكافحة السرطان.
واكد رئيس قسم امراض سرطان الدم بمركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور سالم الشمري في بيان صحافي بأن اللجنة قامت ببحث ملفات الادوية التي تم الاشارة اليها في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد الاطلاع عليها تبين انها ادوية «اصلية» 100 في المائة، وغير «مقلدة» كما يشاع، مشيرا إلى انها معتمدة من قبل وزارة الصحة، وتم شراؤها عن طريق اللجنة الخليجية للشراء الموحد للادوية والمستلزمات الطبية التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج بما يعني ان جميع دول الخليج لديها الادوية ذاتها.
وافاد بأن هذه الادوية تم تصنيعها من قبل شركات معروفة ومعتمدة من قبل اللجنة الخليجية للشراء الموحد سابقة الذكر، وهي تحمل المركب الاصلي للدواء، منوها بأن تصنيعها من قبل جهات اخرى يأتي نتيجة انتهاء الحقوق الفكرية للشركة الام، والذي يمنح الحق لاي شركة اخرى بصناعتها بعد الرقابة عليها وفق اطر قانونية.
وقال: ان اللجنة الخليجية للشراء الموحد للادوية والمستلزمات الطبية التابعة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج لديها شروط لاعتماد الشركات، والتي من ضمنها اعتماد الشركة المصنعة للدواء او للمواد الكيماوية او المصنعة للقاحات والأمصال بان تكون مقيدة ومعتمدة في دولتين او ثلاث على اقل تقدير، كما يحق لكل شركة مصنعة للدواء وتنطبق عليها الشروط ان تقدم عروضها للجنة الشراء الموحد عن طريق القنوات الرسمية وتتم الاجراءات المتبعة في اللجنة على ثلاث مراحل اولاها مرحلة التحضير والدراسة للمناقصة ثم فتح المظاريف ثم مرحلة الترسية للمناقصات.
وجدد د. الشمري تأكيده أن ادوية السرطان الموجودة بمركز الكويت لمكافحة السرطان هي ادوية «اصلية» بناء على نتائج لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها وزارة الصحة، نافيا وجود اي ادوية «مقلدة» او ما شابه، داعيا الى تحري الدقة في نقل المعلومات تجنبا لزرع الذعر في قلوب المرضى.
ومن جانبه أكد عضو اللجنة واستشاري أورام رئيس وحدة سرطان الثدي في مركز الشيخة بدرية بمركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور فيصل التركيت سلامة الدواء الذي أثيرت في شأنه الضجة الأخيرة، رافضا الزج بمرضى السرطان من أجل مصالح وأهداف سياسية.
وطالب التركيت عقب اجتماع اللجنة بعدم الالتفات للمعلومات المغلوطة التي تروج عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي والاستمرار في تناول الدواء، مؤكدا أن تلك الأخبار المغلوطة من شأنها أن تشكل خطورة على صحة المرضى.
وأوضح التركيت أن الأدوية كافة في كل دول العالم تحمل اسمين علمي وتجاري، وأن الأدوية الـ «generic» مادتها الفعالة هي مادة الدواء الأصلي نفسها وليس هناك ما يسمى بالدواء غير الأصلي أو المقلّد.
وأكد التركيت أن دواء الأناستروزول «Anastrozole»، والذي يحمل الاسم التجاري أريميدكس «Arimidex» معتمد من وكالة الأدوية الأوروبية وهيئة الدواء والغذاء الأميركية، ويستخدم في الدول الأوروبية والأميركية، فضلا عن اعتماده وتسجيله خليجيا، واستيراده عن طريق الشراء الموحد لدول الخليج وفحصه من قبل لجنة الرقابة الدوائية.
ولفت التركيت إلى أنه يعالج بعض أهله بهذا الدواء، ولو كان لديه أدنى شك بعدم أمان الدواء لما عالجهم به، مبينا أنه راجع ملفات المرضى الذين يستخدمون الدواء بعد تغيير المصنع، ووجد النتائج ذاتها دون مضاعفات بعد استخراج 27 ملفا بطريقة عشوائية من قاعدة ملفات المرضى التي تزيد على 2100 مريض.
من جانبه، أكد استشاري الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور رائد السويط، أن ما أثير عن بعض الأدوية المستخدمة في مركز الكويت لمكافحة السرطان هو معلومات عارية تماما عن الصحة، مؤكدا أن الأدوية التي أثير حولها اللغط هي أدوية سليمة ومعتمدة من منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء والغذاء الأميركية ووكالة الأدوية الأوروبية، ومرت عبر الشراء الموحد لدول الخليج وفحصت من قبل لجنة الرقابة الدوائية.
وأشار السويط أن هناك آليات للشراء تمر بإجراءات متعارف عليها، وتخضع لمعايير واشتراطات عدة، وهناك زيارات خليجية تمت للمصانع المنتجة لتلك الأدوية.