• نوفمبر 25, 2024 - 3:29 مساءً

كويت الإنسانية تفزع لتخفيف معاناة الأشقاء في حلب

شهد الأسبوع الماضي فزعة كويتية من اجل انقاذ الأوضاع الإنسانية للحاصرين في حلب وتخفيف معاناة الاشقاء السوريين، وسارت الجهود السياسية جنبا إلى جنب مع الجهود الاغاثية.
ودعت الكويت المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية في وقف نزيف الدم وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب السورية في ضوء الأوضاع المأساوية فيها.
وقال مصدر مسؤول في وزاره الخارجية في بيان ان الكويت التي تتابع بقلق وألم بالغين تطورات الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأشقاء السوريون في مدينة حلب تدعو المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية في وقف نزيف الدم وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
وأضاف: ان الكويت تدعو المجتمع الدولي إلى التجاوب مع الجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر وجمهورية تركيا لعقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الوضع في سورية.
وذكر ان الكويت والتزاما بمسؤولياتها العربية والإسلامية فقد دعت إلى عقد دورة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كما دعت منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية للمنظمة على المستوى الوزاري لبحث الوضع في سورية في ضوء تطورات الأوضاع المأساوية في مدينة حلب.
وقال: انه استكمالا لمساعي الكويت في هذا الشأن فقد أجرى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اتصالات مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ومع عدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية لبحث الدعوة التي قدمتها الكويت وحثهم على الاستجابة معها.
وأكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبدالرحمن البكر ان دعم الشعب السوري وتخفيف معاناته يأتيان في مقدمة اولويات دولة الكويت.
جاء ذلك في تصريح للسفير البكر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث الوضع المأساوي في مدينة حلب شمالي سورية.
واكد الاستمرار في دعم الشعب في سورية الذي يعاني من التشرد والقتل والمآسي في وقت المجتمع الدولي غير قادر فيه على القيام بعمل سريع ينهي هذه المعاناة، لافتا إلى ان دولة الكويت عقدت ثلاثة مؤتمرات للمانحين وشاركت في المؤتمر الرابع في لندن لدعم الشعب السوري.
وأوضح ان ما قدمته دولة الكويت بهذا الخصوص يبلغ حوالي 1.6 مليار دولار إلى جانب مساعدات «لا يستهان بها على المستوى الاهلي والشعبي الكويتي تجاه اشقائنا في سورية».
واشار السفير البكر إلى أن التطورات الجارية في سوريا لها «صفة استعجالية» ولهذا جرى عقد الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين بناء على دعوة قطر على ان يليه اجتماع طارئ على المستوى الوزاري للبحث في هذه القضية بناء على طلب دولة الكويت.
وقال: «إن الوضع على الارض يتغير كل يوم»، مضيفا أن الاجتماع الطارئ للمندوبين توصل إلى قرار يتضمن ادانة شديدة لما تتعرض له مدينة حلب والمعاناة التي يعانيها سكانها.
وأوضح أن القرار يتضمن العديد من الفقرات التي منها مطالبة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن بالتحرك والقيام بمسؤولياته منوها بدعم وتأييد التحرك الذي تقوم به كل من الامارات والسعودية ودولة قطر لعقد جلسة طارئة للجمعية العامة لبحث مسألة سورية عامة وحلب خاصة.
واشار إلى ان القرار الذي في طور الاعداد سيصدر في وقت لاحق، مبينا أن لدى وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ الاثنين المقبل «النظرة الاشمل».
وأكد السفير البكر اهمية عقد الاجتماع الوزاري في اعقاب اجتماع المندوبين الدائمين، مشددا على أن واجب الجميع مساندة الشعب السوري فيما تقوم كل دولة عربية بكل ما تقدر عليه «وهذا أمر مسلم به».
وبناء على طلي الكويت وجهت منظمة التعاون الإسلامي، دعوة إلى الدول الأعضاء لحضور اجتماع طارئ للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب، التي تتعرض لحملة ابادة كاملة من قبل الأعداء الروس والايرانيين اضافة لبقايا قوات الأسد.
وقالت المنظمة، في بيان، إنها «تلقت طلبا من دولة الكويت، رئيس الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة، لعقد هذا اجتماع في مقر الأمانة العامة بمدينة جدة السعودية».

جهود اغاثية
اغاثيا، وقعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي اتفاقية تعاون مع الهلال الأحمر القطري لتوزيع المساعدات الإغاثية على النازحين السوريين من مدينة حلب التي تعاني أوضاعا مأساوية.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية أنور الحساوي في تصريح إن «الجمعية تولي مجالات التعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية اهتماما كبيرا لاسيما الهلال الأحمر القطري، لما له من إسهامات إنسانية في إغاثة المنكوبين في حلب»، مضيفا إن «هذه الاتفاقية تأتي ضمن المشاريع الإنسانية للجمعية واستمرارا للرسالة التنموية الإنسانية الكويتية وتهدف إلى إيصال المساعدات للنازحين السوريين بصفة عاجلة».
وأكد أن «للجمعية أكثر من تعاون مشترك مع المنظمات الإنسانية والجمعيات الوطنية الخليجية لإغاثة المنكوبين»، مشددا على أن «الجمعية ليس لديها أي تعاون مع الهلال الأحمر السوري في إدخال المساعدات للنازحين السوريين من مدينة حلب».
وأشار إلى أن «الاتفاقية مع الهلال الأحمر القطري تنص على توزيع سلات المواد الغذائية على المتضررين في مدينة حلب»، موضحا أن «الهلال القطري سبق وأن أدخل مساعدات إغاثية ووزعها على المتضررين هناك».
وأوضح «أهمية الاتفاقية التي تلبي الحاجات الملحة للنازحين السوريين من مدينة حلب وتساهم في التخفيف عنهم في الفترة الراهنة التي يعانون فيها أوضاعا إنسانية مأساوية».
وشدد على أهمية الدعم المشترك «لإخواننا النازحين السوريين»، مبينا أن «هذا الاتفاق يوفر مجالا أوسع في العمل الإنساني والإغاثي للتخفيف من أعباء النزوح».
وقال: إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي ومنذ الأزمة السورية قدمت المساعدات للاجئين السوريين في دول جوار سورية ولم يكن لها دور في توزيع أي مساعدات داخل سورية بحسب الاتفاقيات الدولية التي تنص على «عدم الدخول إلى مناطق النزاع المسلحة».
وشدد على أن الجمعية تتميز «بكفاءة ميدانية عالية» وفعالية كبيرة في التعامل مع الأزمات والحالات الطارئة ولديها آليات فعالة لتقديم الخدمات الانسانية والاغاثية المطلوبة.
وقال الحساوي: إن الجمعية تعزز الصورة الإيجابية لدور الكويت الإنساني والإغاثي حول العالم وتعكس استشعار قيادة الكويت لواجباتها الإنسانية وما تمليه عليها مبادئها وقيمها الأخلاقية.
وحول حملة التبرعات تحت شعار (صرخة حلب) التي تنظمها الجمعية، أوضح الحساوي أن «التفاعل مع حملة التبرعات ممتازة وهناك إقبال كبير من المواطنين والمقيمين على التبرع لأشقائهم السوريين في مدينة حلب».
وقال: إن «الجمعية منذ بداية الأحداث في سورية حتى الآن بادرت بمد أيادي العون والمساعدة للأشقاء السوريين اللاجئين في كل من الاردن ولبنان ومازالت تواصل جهودها الإنسانية بهذا الخصوص».
ودعا المواطنين والمقيمين والشركات وجميع الجهات إلى المشاركة في حملة (صرخة حلب) للتخفيف من معاناة النازحين السوريين من مدينة حلب لاسيما وأنهم بأمس الحاجة إلى المساعدة والدعم في هذا الوقت بالذات.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد الزيد أن حملة التبرعات التي أطلقتها، لصالح النازحين من مدينة حلب السورية، تحت شعار «صرخة حلب» جمعت في اول ايامها نصف مليون دولار، أي ما يعادل 50 في المائة من المبلغ المتوقع جمعه خلال الأيام الخمسة للحملة.
وأضاف: أن هذا التفاعل يجسد ثقافة العطاء التي يتحلى بها المجتمع الكويتي قيادة وحكومة وشعبا تجاه الشعوب العربية وشعوب العالم كافة.
وأضاف: أن تفاعل أهل الكويت لإغاثة نازحي حلب يجسد معاني الأخوة والإنسانية والتكافل التي حث عليها الدين الإسلامي، مؤكدا أن الكويت ستظل واحة العطاء الإنساني، وأن مواطنيها والمقيمين على أرضها لا يألون جهدا في مساعدة وإغاثة المنكوبين.
وأوضح الزيد أن المبادرات المتواصلة التي تتبناها الجمعية تؤكد إيمانها التام بأن الوقوف إلى جانب النازحين السوريين في مدينة حلب ليس خيارا بل هو ضرورة لا غنى عنها نظرا للأوضاع المأسوية فيها.
ودعا أفراد المجتمع الكويتي ومؤسساته من القادرين على دعم هذه الحملة لسد الاحتياجات الأكثر إلحاحا للنازحين في حلب الذين يعانون من نزوح وافتقار إلى مختلف المستلزمات المعيشية، مؤكدا حرص الجمعية على التنسيق مع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات.
وأشار إلى أن هذه الحملة تمثل تفاعلا طبيعيا للمواقف النبيلة التي دائما ما تبادر بها الكويت لتقديم المساعدات الإنسانية لكل الدول في أوقات المحن والأزمات وتخفيف معاناة المنكوبين والمتضررين وما يحدث لهم.

Read Previous

وزير الداخلية: التصدي لأي خروج عن القانون

Read Next

«الإعلام»: حملة كبيرة لنصرة حلب والشعب السوري

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x