تقع ولاية وادي بني خالد في محافظة شمال الشرقية بسلطنة عمان وتبعد 220 كيلومترا عن محافظة مسقط وتتميز بطبيعتها الجبلية والرملية، ولها مدخل وحيد من جهة الغرب وذلك من الطريق العام بدبد ـ صور.
وتجاورها من جهة الغرب ولاية بدية، ومن الشرق ولاية صور، ومن الجنوب ولاية الكامل والوافي، وولاية دماء والطائيين شمالا، ويقطنها أكثر من 7 آلاف نسمة من السكان، متوزعين على مجموعة قرى.
يتم الوصول إلى مركز الولاية عبر طريق معبد يمر في بعض الأماكن بسلسلة جبلية، لكنها ليست بمسافة طويلة تتراوح بين خمسة وسبعة كيلو مترات فقط ومعروفة لدى الأهالي بطريق عقبة وادي بني خالد.
السياحة في وادي بني خالد
تشتهر ولاية وادي بني خالد بالسياحة سواء الطبيعية أو التاريخية وعندما يذكر اسم الولاية يتنامى لدى السامع المزارات السياحية الطبيعية بالولاية، وقد أصبحت أحد المزارات السياحية بالسلطنة ويوجد بها البرك المائية الجارية على مدار العام، والواحة الغناء بالخضرة والماء.
وتعتبر البرك أحد الأماكن المفضلة للسباحة، خاصة للذين يجيدون السباحة في المياه العميقة من هواة القفز من أعلى الصخور العالية.
ويمكن التوقف بقرية مقل السياحية من خلال البرك المائية التي اتخذ منها شعار الولاية، ويتفرع منها عدة أفلاج لتروي مساحات زراعية، وهي تمر عبر قنوات خاصة به معروفة بـ (الساقية). ويزيد هذا المكان جمالا الخضرة التي بين جنبات، حيث تحيط الأشجار بجانبي البرك التي يتخذ منها السائح ظلا للاسترخاء نظرا لهدوء المكان ونظافته.
وبخصوص الأفلاج فهي تأتي من الصخور لتتوزع عديدة ومنها فلج الحيلي والفرضه وأبو بعره، وهذه الافلاج ما زالت تستغل لري البساتين الخضراء ويستقبلها المواطن على مدار الساعة إلى اليوم.
قرية مقل السياحية
قرية مقل بها العديد من الأماكن التي تستحق الزيارة، ككهف مقل الذي يعتبر من الكهوف النادرة والمشهورة بالسلطنة ويبعد عن الموقع السياحي أو الواحات المائية حوالي كيلو مترا مشيا على الأقدام، مرورا عبر واحات مائية.
ومن شدة جمال الطبيعة في تلك الواحات سميت ببركة عرائس نظرا لانعكاس زرقة السماء بالماء، وهي تمتزج معا لتعطي منظرا رائعا من جمال الطبيعة الحسناء.
وهذه البركة تقع ما بين الواحات المائية، ويبلغ عمقها تقريبا ما بين أربعة إلى ستة أمتار بينما عرضها تقريبا اربعة أمتار وطولها تزيد على اثني عشر مترا تقريبا، وبعدها بقليل يصل السائح إلى السلم الذي يقود إلى الكهف.
والدخول للكهف يكون على ركبتي السائح نظرا لضيق الاتساع لمسافة مترين أو ثلاثة وبعدها يكون المدخل عاديا، لكن لا بدّ من استخدام المصابيح اليدوية لعدم وجود أي إضاءة داخل الكهف، الذي يحتوي على منحوتات صخرية طبيعة ذات أشكال مختلفة.
متنزه حاور السياحي
يقع بقرية بضعه حيث توجد الشلالات الطبيعية الخلابة ويبعد عن مواقف المركبات حوالي مائتي متر مشيا، وهو المسلك الوحيد إلى هذا المكان الذي يمتاز بهدوئه وجماله في نظافة وصفاء المياه. ويشكل متنزه حاور الطبيعي المكان الثاني بعد مقل للسياحة، ورواده أغلبهم من هواة القفز العالي، حيث توجد الصخور العالية التي تحتوي المياه بين جنباتها فيسهل القفز منها في المياه العميقة من الأعلى.
وقد قامت وزارة السياحة بتوفير فريق للانقاذ والاسعاف وذلك من خلال التعاقد مع شركة متخصصة في الانقاذ والاسعاف بالبرك المائية بقرية مقل السياحية حيث باشرت عملها مع نهاية نوفمبر من عام 2015، بهدف حماية الحركة السياحية وحفاظا على حياة الزوار اثناء قيامهم بالاستجمام والسباحة في البرك المائية.
ثمار النهضة
منذ مطلع النهضة المباركة نالت ولاية وادي بني خالد العديد من الخدمات الحكومية، حيث يوجد مكتب لسعادة الوالي وأيضا محكمة ابتدائية ودائرة الكاتب بالعدل للمتقاضين، وهناك دائرة التنمية الزراعية التي يوجد بها عيادة بيطرية بها طبيب بيطري متخصص لمعالجة الحيوانات والفحص والتحصين الدوري للثروة الحيوانية.
وفي جانب التعليم والصحة، توجد حاليا ثلاث مدارس حيث تم افتتاح مدرسة أبو مالك للتعليم الأساسي عام 1973 لتقديم خدمات التعليم بالولاية وأصبحت تضم بين جنباتها المئات من الطلبة والطالبات وأيضا مدرسة وادي بني خالد للتعليم الأساسي الحلقة الثانية وكذلك مدرسة بشائر الخير للتعليم الأساسي لتقدم التعليم لأكثر من ألفي طالب وطالبة موزعين على مختلف المراحل.
كذلك يوجد مركز صحي وادي بني خالد، الذي يحتوي على مرافق صحية ويتم العمل به الآن بجانب المستشفى الذي افتتح عام 1980 وهو مزود بالكوادر البشرية ويتضمن السجلات الطبية والأشعة والمختبر والصيدلية والعيادات الخارجية وغيرها من المرافق الطبية والعلاجية والوقائية.
البيئة والمناخ
تتميز وادي بني خالد بجوها البارد شتاء والمعتدل صيفا وتتأثر بموسم خريف صلالة من خلال وصول الضباب للجبل الذي يتمركز في جبال العقبة وذلك خلال أواخر شهر يوليو وبداية شهر أغسطس من كل عام متزامنا مع موسم الخريف.
وتنفرد وادي بني خالد عن غيرها من الولايات بسبب الطبيعة الجغرافية ذات المناخ البارد شتاء والمعتدل صيفا، ونظرا لتميزها بهذا الطقس فهي حاضنة لبعض المنتجات الزراعية التي تأتي بشكل موسمي مثل الموز الأحمر والبالنج والمعروف بـ (يوسف أفندي)، وغيرها من الثمار التي تحتضنها تربة وادي بني خالد الزراعية.
موروثات وتقاليد
تزخر الولاية بعدد من الموروثات والعادات والتقاليد التي توارثها الأهالي ومازالت تمارس إلى الآن ومنها ما اندثر، ونذكر منها الفنون التقليدية التي تمارس في المناسبات الدينية والوطنية كالأعياد وكذلك في الأفراح والأعراس، وهي فن الرزحة الذي تشتهر به الولاية وله محبيه وممارسيه وشعرائه المتخصصين في ذلك الفن بأنواعه القطافي والمثل والناحية وغيرها من أنواع الرزحة.
وكذلك فن العازي الذي تشتهر به الولاية وغالبا ما يرتبط بفن الرزحة ويمارس، خصوصا في الأعياد الدينية والوطنية أكثر من أي مناسبة أخرى، وكذلك له شعرائه ومحبيه ويتميز أدائه باللحن الجميل وصاحب الحنجرة الذهبية، مما يجعله أكثر استمتاعا وإعجابا من الحضور.
معالم شامخة
توجد بولاية وادي بني خالد معالم أثرية قديمة وهي دليل على العمق التاريخي للولاية ومازالت تلك الآثار شامخة باقية، ومنها حصن ومسجد العوينة الأثري الذي يقع في قرية العوينة شمال شرق الولاية وبجانبه قرية الشرجة الأثرية.
وهناك حصن العوينة الذي كان مركزا للوالي ويتم استقبال المواطنين فيه حيث التقاضي مع الوالي الذي يعمل وظيفتي الوالي والقاضي في الوقت نفسه.
وهناك مسجد العوينة الأثري وبه محراب شبيه بمحراب مسجد العقر بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وقد قامت وزارة التراث والثقافة بنقل محراب مسجد العوينة إلى المتحف الوطني والذي أنشأته وزارة التراث والثقافة ليكون أحد الأثار التاريخية الحاضرة في المتحف.
كذلك هناك حصن العدفين الأثري، حيث قامت وزارة التراث والثقافة بترميم هذه الحصن، ليكون معلما تاريخيا وسياحيا لأبناء الولاية وزائريها حيث يحتوي على عدد من الأجنحة والغرف، وكان يستخدم قديما مركزا للوالي بعد الانتقال من حصن العوينة، وظل إلى بداية النهضة المباركة حيث تم انشاء مركز للوالي مزود بكافة الوسائل الحديثة في قرية مزيرع.
يضاف لذلك وجود عدد من الأبراج بالولاية ما زالت شامخة إلى اليوم رغم عوامل التعرية والتضاريس التي مرت بها، كبرج الملقيح بقرية بضعه وبرج النصيلة بمرتفعات النصيلة وبرج الضاحية وغيرها من الحصون والأبراج التي تشتهر بها الولاية، منها اندثر بسبب عوامل التعرية ومنها ما زال شامخا.
ومن المعالم الدينية يوجد بالولاية جامع الإمام جابر بن زيد الذي يتسع لأكثر من ألف مصل حيث أصبح يشكل معلما دينيا وثقافيا وتقام به شعائر صلاة الجمعة، كما تم افتتاح جامع قريشعه وجامع الهدى في القرى الصحراوية وتقام بها شعائر صلاة الجمعة كذلك.