اكد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت لورانس سيلفرمان أن العلاقات الأميركية ـ الكويتية غاية في القوة وفي أفضل حالاتها وخصوصا مع انطلاق «الحوار الاستراتيجي» في شهر أكتوبر الماضي الذي اتاح الفرصة أمام إحداث نمو ملموس وتطور في العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية تقر بأهمية العلاقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وبالعلاقات الثنائية مع الكويت، موضحا أن بلاده سيكون لها دور فعال ومؤثر في هذه المنطقة.
وأشار سيلفرمان ـ في كلمة القاها خلال الحفل الذي اقامته السفارة الأميركية بمناسبة الذكرى الـ 241 لعيد الاستقلال بحضور رسمي ودبلوماسي حاشد ـ إلى أن الولايات المتحدة تعمل على هزيمة تنظيم «داعش» وغيره من المتطرفين والإرهابيين وستساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مثمنا وبشدة تعاون الكويت الكامل في هذه الجهود المبذولة، مؤكدا على التزام بلاده وتمسكها بالدفاع عن الكويت.
ولفت إلى أن بلاده تواصل اثبات وإظهار تعهدها تجاه الكويت من خلال إمدادها بالأنظمة العسكرية التي تعزز من قدراتها الدفاعية لحماية أراضيها وتقديم التدريب اللازم لجعل هذه الأنظمة رادعة لمن يسعى إلى إلحاق الضرر بها، مضيفا أنه منذ وقت ليس بالبعيد، كان من دواعي فخري الوقوف بجانب زملائي الكويتيين على متن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس آيزنهاور» ومشاهدة طائرات «الإف ـ 18» المتطورة والتي سنقوم بتزويدها للكويت. كما ستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدة إلى الكويت لمنع الإرهابيين من تهديد أمنها.
وأوضح سيلفرمان أن بلاده ستواصل شراكتها التجارية والاقتصادية القوية مع الكويت، مبينا أنه في عام 2016، قامت الولايات المتحدة بتصدير بضائع إلى الكويت وصلت قيمتها حوالي 3 مليارات دولار واستيراد بضائع بنفس المبلغ من الكويت، كما سيتم تسليم الخطوط الكويتية طائرة أميركية جديدة كل شهر من هذا العام، بالإضافة إلى افتتاح فروع جديدة للعلامات الأميركية في الكويت، مشيرا إلى أن عام 2016 شهد طفرة في أعداد الكويتيين الذين زاروا الولايات المتحدة الأميركية للعمل والسياحة والتعليم والرعاية الصحية وحققت رقما قياسيا بلغ 87.000 زيارة.
وأضاف: نعلم أن الكويتيين هم بالفعل مستثمرون ذوو شأن في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الأميركي وسنسعى من خلال الحوار الاستراتيجي تعزيز الاستثمار والتجارة الثنائية بين البلدين. ومنذ أسبوع فقط كان لي شرف حضور إطلاق رؤية حكومة الكويت بعنوان «الكويت الجديدة» التي نود أن نساهم في تحقيقها من خلال علاقتنا الاستراتيجية.
وقال: إن فرص التدريب وتبادل الخبرات المتاحة من أهم أسس العلاقة بين البلدين، منذ عام 2011، قامت السفارة بتوفير تدريب لما يزيد على 500 شخص في مجالات متنوعة تشمل التكنولوجيا الحديثة وتدريس اللغة الإنجليزية والصحافة. كما قمنا بإرسال قرابة 1000 طالب عسكري لتلقي التدريب والتعليم في الولايات المتحدة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تلقى حوالي 1700 طالب تدريبا وتعليما متخصصا في الولايات المتحدة، مجددا التزامه والتزام السفارة بتوسيع الروابط التعليمية والبحثية بين البلدين، مشيرا إلى أن نحو 15500 طالب كويتي يدرسون في مؤسسات تعليمية أميركية، متطلعا إلى استقبال المزيد منهم، حيث لا توجد هناك أي تغييرات في السياسات الأميركية بهذا الشأن، مبينا أن بلاده ستتعاون مع الحكومة الكويتية وستسعى جاهدة إلى تقديم المساعدة في إعداد أجيال جديدة قادرة على التفوق في الدراسة الأكاديمية في أميركا.
وأشار سيلفرمان إلى أن الاحتفال بذكرى الاستقلال مناسبة لها أثر كبير عند مختلف شعوب العالم، مستذكرا ما قاله جون كينيدي ذات مرة: «تتشكل شخصية الأمة كشخصية الفرد، بشكل جزئي من أمور قمنا بفعلها وفي جزء آخر من أمور قام بها آخرون لنا» وينطبق ذلك على جميع الأمم، لافتا إلى أن الكويتيين لمسوا أهمية الاستقلال والسيادة بشكل مباشر قبل 26 عاما، وكانت الولايات المتحدة الأميركية حينها ملتزمة بالدفاع عن هذا الاستقلال، موضحا أن تاريخ الكويت بلا شك مليء بالأحداث المهمة، فلقد احتفلت الكويت مؤخرا بمرور 56 عاما على الاستقلال وتفصلنا أيام عن الاحتفال بذكرى مرور 26 عاما على التحرير.
وأوضح سيلفرمان أن الأميركيين لا يحتفلون باستقلال بلدهم فحسب، لكنهم يحتفلون أيضا بروح الاستقلال بينهم وبين الشعوب الأخرى، لأنهم ينظرون إلى الأمم على أنها كيانات حية تحتاج إلى النمو لتكون أفضل وتتقدم إلى ما هو أفضل، مبينا أن هذه الروح نفسها هي التي تحث وتحفز الشعب الكويتي على التقدم والإنجاز.
وأشار سيلفرمان إلى أنه خلال الأشهر الأربعة ونصف التي قضاها في الكويت لم يجد وأسرته إلا كل ترحاب وتقدير، موضحا أن أفراد أسرته معجبون بالكويت وثقافتها، خصوصا فكرة الديوانية كرابط اجتماعي مهم، مثمنا دور رعاة الحفل: متحف الكويت للسيارات التاريخية والقديمة والكلاسيكية وصناعات الغانم ومجموعة الملا وبهبهاني للسيارات ونوادي السيارات الكويتية التي سمحت لهم بعرض مجموعة من السيارات ذات التصميم والهندسة الأميركية، متوجها بالشكر إلى فرقة الجيش الأميركي «ثاندر سترك» التي أطربت الحضور بمقطوعات موسيقية نالت استحسان الحضور.