أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن خالص تعازيه في مصاب مصر الأليم من ضحايا حادثي كنيستي «مارجرجس» بطنطا و«المرقسية» بالإسكندرية، مؤكدا أن كافة أجهزة الدولة ستبذل أقصى ما في وسعها لملاحقة مرتكبي تلك الأفعال الآثمة، وتقديم كل من شارك فيها للعدالة في أسرع وقت، مقدما خالص مواساته لأسر الضحايا والمصابين، منوها بأنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من الدولة.
وأكد «السيسي»، خلال لقائه تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية، عزم الدولة على الاستمرار في التصدي للإرهاب والقضاء عليه، مشيرا إلى ثقته في وعي الشعب المصري بكافة طوائفه وإدراكه لحقيقة ودوافع من يدعمون الإرهاب الغاشم لبث الفرقة بين أبناء الوطن ومحاولة تقويض جهود البناء والتنمية واستعادة الأمن والاستقرار.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في بيان، إن الرئيس توجَّه إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتقديم العزاء في شهداء مصر من المواطنين الذين سقطوا ضحايا للحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا الكنيستين.
وأعرب البابا عن شكره لحرص الرئيس على زيارة الكاتدرائية، مؤكدا أن الإرهاب لن ينجح في شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم، وأن والوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هي السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب.
وقرر المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، تكليف المستشار عبدالهادي محروس، مساعده لهيئة أبنية دور المحاكم والشهر العقاري، بإعداد الدراسات الفورية والرسومات الهندسية اللازمة لزيادة عدد قاعات الدوائر الجنائية التي تنظر قضايا الإرهاب بالمحاكم في أقرب وقت ممكن.
وتلقى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خطاب شكر من الأنبا بولا أسقف طنطا، يشكره على جهوده، ومتابعته الدقيقة لكافة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لمصابي الحادث الإرهابي الآثم لكنيسة مارجرجس بطنطا، وما لاحظه من عناية فائقة من جانب العاملين بمستشفيات طنطا الجامعية.
وزار المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، مستشفى معهد ناصر للاطمئنان على حالة مصابي حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا.
وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، إن زيارة الرئيس إلى الكاتدرائية والتي استقبله خلالها البابا تواضروس، بالمقر البابوي، تأتي لتقديم العزاء في شهداء مصر والكنيسة من المواطنين الذين استشهدوا جراء الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة الشهيد مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
واحيت الكنائس، ذكرى «الجمعة العظيمة» التي تم صلب وموت المسيح خلالها، وفقا للاعتقاد المسيحي، وتبدأ صلوات تلك الجمعة في الكنائس من السادسة صباحا وحتى الخامسة مساء، ويستمر صوم الأقباط خلالها (بالامتناع عن الطعام والشراب)، في هذا اليوم، نحو 17 ساعة، من 12 مساء الخميس حتى 5 مساء الجمعة.
وتضامنت الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية مع الكنيسة الأرثوذكسية بالإعلان عن إلغاء احتفالات «عيد القيامة»، حيث تستقبل العزاء في شهداء طنطا والإسكندرية بدلا من تلقي التهاني بالعيد.
وقالت الكنيسة الكاثوليكية، إنه في ظل الظروف الراهنة، ومشاركة لأسر الشهداء والمتألمين، قررت الكنيسة قصر الاحتفالات بعيد القيامة على الصلوات الطقسية فقط وترحب بالمشاركة، وتستقبل الكنيسة من يرغب في تقديم واجب العزاء في جميع الإيبارشيات.
وقالت الكنيسة الإنجيلية، في بيان رسمي، إنه ستتم إقامة صلوات عيد القيامة في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، مؤكدة إلغاء كل المظاهر الاحتفالية بالعيد؛ تضامنا مع الكنائس الشقيقة، وجميع أُسر الشهداء والمصابين، وأن الكنيسة ترحب بالجميع للمشاركة في الصلوات من أجل الكنيسة والوطن، ووحدة أبنائه ضد قوى الإرهاب التي تحاول النيل من وحدتنا».
وكان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلن إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بعيد القيامة المجيد حدادا على أرواح شهداء كنيستي طنطا والإسكندرية، والاكتفاء بصلوات القداس ليلة العيد التي توافق مساء السبت الماضي، والاحتفال الطقسي في الكنائس والإيبارشيات على أن يخصص يوم عيد القيامة، الموافق الأحد (اول من امس)، لتلقي التعازي من أبناء الشعب المصري، نظرا للظروف الحاضرة ومشاركة مع المتألمين من أسر الشهداء والمصابين في حادثي كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية الكبرى بالإسكندرية.
وقررت إيبارشية طنطا وتوابعها تلقى العزاء في شهداء حادث تفجير طنطا الإرهابي، يوم عيد القيامة، وذلك بالساحة الملحقة بكاتدرائية مارجرجس بأبو النجا التي وقع بها الانفجار الإرهابي وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، والتي يوجد بها مدفن شهداء الحادث، وذلك اعتبارا من الحادية عشرة صباحا وحتى الثانية ظهرا.
وأعلن «مجمع كهنة الإسكندرية» عن عدم تلقيه التعازي في شهداء حادث انفجار الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية يوم العيد، حيث سيزور الكهنة في هذا اليوم أسر الشهداء والمصابين، بينما سيتم تخصيص «اليوم» الثلاثاء لتلقي العزاء بقاعة المقر البابوى بالإسكندرية.
وأعلنت بعض الإيبارشيات عن عدم تلقيها تهاني أو تعازي من المسئولين الرسميين عموما، مثل إيبارشية شبرا الخيمة وتوابعها، برئاسة الأنبا مرقس، بينما طالبت إيبارشية المحلة الكبرى بالغربية بإقامة صلاة في كل الكنائس يوم العيد، من الساعة الثانية عشر ظهرا وحتى الثانية عصرا، من أجل الشهداء والمصابين، مع التنبيه على الأقباط بمراعاة المظهر العام للملابس لجميع الفئات.
ومن المقرر أن يترأس البابا تواضروس الثاني، قداس عيد القيامة، مساء غد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتلقى التعازي من المسئولين صباح الأحد الماضي بالمقر البابوي.