في قصر الصخير، اجرى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لرئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الرئيس عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق مراسم استقبال رسمية، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لمقدم الضيف الكريم.
وعقد جلالة الملك جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأعضاء الوفدين.
واستعرض الجانبان العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في كل المجالات الحيوية في ظل الحرص المشترك على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها، بما يخدم مصالحهما ويلبي تطلعات شعبيهما.
ورحب جلالة الملك بالرئيس المصري، معربا عن اعتزاز مملكة البحرين وشعبها بهذه الزيارة، تقديرا للرئيس ومواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها.
وأكد جلالة الملك أن مملكة البحرين لا تنسى مساهمات مصر ومشاركتها منذ القدم وإلى الوقت الحاضر في البناء والنهضة والاستقرار في مملكتنا وما وجدنا من أشقائنا المصريين الذين يعملون بصمت وبكفاءة وبنفس كريمة إلا كل الخير، وهذه هي الأخلاق المطلوبة، وإن أهل البحرين بما لهم من روابط وثيقة مع إخوانهم المصريين قد عززوا وأحبوا هذا الترابط كثيرا عبر تواصلهم الدائم معهم وأن هذا الشيء مبعث للسعادة.
وقال جلالته إن الظروف غير الطبيعية والأحداث التي جرت في العالم أخيرا والتي تعرضنا لبعض منها كانت أمورا مفتعلة كما حدث في مصر والتي اكتشف أنها تدار وتحاك من قبل قوى خارجية، وشكلت صدمة للشعبين المصري والبحريني والحمد لله فإنه وفي وقت قصير تمكن الإخوة المصريون من إعادة تنظيم أنفسهم وإعادة الأمور إلى طبيعتها وهذا في الحقيقة مفخرة تحسب لهم بعد انتهاء المخطط حيث كانت جرأة وشجاعة الأشقاء وإيمانهم بحب الوطن هو ما دفعهم للحفاظ على مصر من أن تسقط في أيدي جهلة ومجرمين الأمر الذي لا يرتضيه رب العزة والجلال، وأن تعود المسئولية إلى أهلها الطيبين وإلى أهل الحق وأهل العدل، ووجدنا أن من أركان هذا المخطط هو الحملة الإعلامية المضللة للشعوب في العالم بأن هذه الدول دول لا تطبق القانون.
وشدد جلالته على أهمية نشر ثقافة القانون، منوها إلى أن أكثر أعداد خريجي الجامعات هم من دارسي الحقوق والقانون في البلدين وأن مجتمعنا في المملكة ومجتمع مصر على مستوى عالٍ من الثقافة التي لا تسمح بأية وسيلة من وسائل التضليل الإعلامية أن تبسط وصايتها عليه، مقدرا العاهل دور الإعلام النزيه في تعرية الحقائق أمام الشعوب، مشيرا إلى أن ما تتمتع به مصر من مكانة مرموقة بين الدول وما تمثله من حصن منيع وسند للدول والشعوب العربية والإسلامية جعلتها موضع الاستهداف الأول لأنها أكبر دولنا وأعزها وهي السند للجميع في الخليج العربي.
وأكد جلالة الملك أن التنسيق والتشاور مستمر مع جمهورية مصر العربية بفضل قيادة الرئيس السيسي، وأشاد بدور مصر في حرصها الشديد على جوارها وخاصة الخليج العربي، وجمهورية مصر لها تاريخها ومؤسساتها وأن التشاور مستمر فيما بيننا واليوم يشرفنا الرئيس بهذه الزيارة، معبرين عن اعتزازنا بهذه الزيارة ولمواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها وأننا نعمل معا في جميع القضايا التي تهم البلدين، شاكرين ومقدرين هذه الزيارة التي تعزز من أمننا واستقرارنا.
من جانبه، عبر الرئيس المصري عن شكره وتقديره لجلالة الملك على الحفاوة والكرم التي هي سمة من سمات البحرين وأن هذا أسجله بكل الاحترام والتقدير والحب، وأكد شكره على كل ما عبر عنه جلالته وأننا نتعاون من أجل الاستقرار والأمن والأمان لبلادنا ونحن لا نتدخل في شئون الآخرين، ولن نسمح للآخرين أن يتدخلوا في شئوننا لأن الذي حدث خلال السبع سنين السابقة درس كبير لنا لأن نكون دائما مع بعضنا ودائما نتعاون ونتأخى في مواجهة التحديات التي تؤثر على شعوبنا، ونحن معكم في مصر ومع الاستقرار ومع الأمن ومع عدم التدخل، ومثل ما نحن ألزمنا أنفسنا بعدم التدخل في شئون الدول، نقول للدول لا تتدخلوا في شئوننا، وهذا أمر ثابت لأن الاستقرار والأمن أمر يهمنا كلنا، وأنا أطمئنكم على مصر، كما أنني مطمئن على البحرين والحمد لله رب العالمين، لأن الفترة التي مضت كلها استفدنا منها على رغم الصعوبات التي واجهناها وأصبح المصريون وأشقاؤهم في البحرين على وعي بالتهديد والتحدي وعرفوا أنه مهم أن يحافظوا على بلدهم ولا يسمحوا لأي أحد أن يتدخل في شئونهم، ومثل ما قال جلالة الملك نحن دائما مع بعضنا البعض وأنا لما أقول هذه الكلمة أقولها نحن لا نتعاون ضد بعضنا ولا نتعاون على العدوان نحن نتعاون من أجل الدفاع عن مصالح شعوبنا وهذا موقف مصر من أشقائها وليس البحرين فقط وقد أعلناه كثيرا جدا أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر ونحن قادرون معا على أن نحمي أمننا وأن نحمي مصالحنا وأنه تعاون دائم من أجل السلام والاستقرار وهذا هو أفضل التعاون في الدنيا وأن الناس تتعاون على الخير والحمد لله رب العالمين.
وأشاد جلالة الملك بمثل هذا التعاون الذي يهدف إلى السلام والمحبة وأن الحديث مع الرئيس ولله الحمد يجعلنا مطمئنين وأن شعبي البلدين البحريني والمصري تحت قيادتيهما كلهم أبناء البلدين ولا تفريق بين أبناء الوطن والفرق هو في مدى الالتزام بقوانين البلد وليس بسبب اللون أو الدين أو التاريخ تحت جسم واحد وأهل البحرين أثبتوا وحدتهم جميعا بما فيهم المقيمون الذين أيدوهم في كل الأهداف التي طرحت أمامهم سواء كانت عربية أو وطنية.
وقام ملك البحرين بمنح الرئيس السيسي فى ختام المباحثات وسام الشيخ عيسى آل خليفة، وهو أرفع وسام بحريني، وذلك امتنانا لمساندة مصر الدائمة للبحرين، وتقديرا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى الجهود التي قام بها الرئيس من أجل تعزيز التعاون بين البلدين وسعيه لتحقيق وحدة الصف العربي وتبنيه للقضايا المصيرية.