يطل التاريخ برأسه ليكرس دلالات لا تغيب يرشد خطانا لنمضي الى ما فيه خير البلاد والعباد ويعزز ايماننا بغد تستحقه اجيال العرب والمسلمين التي تأتي من بعدنا كان العرب والمسلمون قبل قرابة التسعة عقود على موعد مع بدايات تجاوز المنطقة اعياءاتها واعادة رسم ملامحها المترهلة من الانقسامات والفوضى وعبث العابثين استعادة الرياض والعودة اليها واعلان وحدة اراضي المملكة محطات فاصلة في كفاح المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود تلاها الكثير من المحطات التي مر بها وابناؤه وهم يسابقون الزمن لاعلاء كلمة الحق ورفعة الامة حمل الاعلان والمحطات التي سبقته بشارة ميلاد مملكة الخير التي تمكنت بفضله تعالى من تقديم النموذج الذي انتشل المسلمين والعرب من اسئلة القلق على المصير بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بهم اورقت البشارة واثمرت دولة عصرية جذورها ممتدة الى اعماق التاريخ وفروعها في السماء يستظل بظلها الباحث عن الامن والامان وتستعصي على ضلالات وحجارة العابرين بقيت المملكة بإذن واحد احد الرقم الاقليمي الصعب الذي امتلك البوصلة وضبط ايقاع تحولات المنطقة ليعيد بين حين وآخر تقويم مسارات احداثها المفتوحة على المجهول، زاوجت سياسة المملكة خلال مسيرتها المظفرة بعون الله ورعايته بين التخطيط الستراتيجي وثبات الموقف ومرونة التفكير السياسي وجرأة القرار لتجنيب شعوب المنطقة اهوال الكوارث التي تتربص بهم واستطاعت بفعل هذه المعادلة الدقيقة التي تنم عن حكمة اصحابها ودرايتهم كسب الاحترام وبناء الثقة مع الشرق والغرب وتمثيل مصالح دول وابناء الامتين العربية والاسلامية وخوض اصعب المعارك لتجنيبهم المخاطر والشرور من بحر هذه التجربة والارث السياسي المتراكم غرفت مملكة الخير وهي تواجه ريح الربيع العربي المسمومة التي هبت على المنطقة لتبعثر كياناتها وتقض مضاجع الامنين فيها وتشرد شعوبها في بقاع الارض وبخبرة متراكمة تستند الى ايمان راسخ بعدالة القضية تخوض المملكة معركتها مع فكر وممارسة التطرف والارهاب تحقق الانتصار تلو الانتصار على المرتدين والمغالين وترفع راية الفهم القويم لكتاب الباري عز وجل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مرضاة لرب العباد لا تترك سلالة آل سعود المباركة باذن الله فرصة للتأكيد على رسالتها تجاه المسلمين وقضاياهم ومعتقداتهم السمحة ومكانتهم وصورتهم امام انفسهم والعالم جزاها الباري خيرا على حسن افعالها نحتفل مع اشقائنا في المملكة وعموم العرب والمسلمين باليوم الوطني السعودي العزيز على قلوبنا ونتمنى من القادر ان يمن بنعمه ويمد السلالة الكريمة بالقوة ويثبت خطاها في نصرة دينه وعباده المؤمنين والسير على خطى رسوله الامين حتى يرث العزيز الكريم الارض وما عليها.