• نوفمبر 22, 2024 - 8:07 مساءً

شذى حسون: مللت من كلّ شيء وتعبت

كشفت الفنانة شذى حسون انها تبحث في كليبها الجديد عن شخصية تُشبهها بحيث تكون «أكثر تمرّدا بطريقة شبابية».
وعن فلسفتها في الحب، أوضحت حسون انها لا تحب العلاقات «المسطّرة»، أي الموضوعة في قالب محدّد «بالنقطة والفاصلة» بل تفضل أن يكون هناك شغف في الحب، وأن يكون هناك عذاب وهجران وفراق.
وحول سر غيابها عن الساحة قالت: مللتُ من كلّ شيء وتعبتُ، لذلك ابتعدتُ في الفترة الماضية ثم قرّرتُ أخيرا العودة، فهذا بالنسبة إليّ هو عملي، والناس تحب أن تعرف من أنت وكيف تمضي يومك وتعيش حياتك.
شذى تتحدّث في هذا الحوار الذي نشرته مجلة «لها»:

] بعد أكثر من عشرين فيديو كليب، عمَّ تبحث شذى حسون في جديد الأفكار؟
ـ أبحث عن شذى جديدة. لاحظ، حتى في جلسة التصوير الخاصة بالأغنية، أطللتُ بلوك جديد وشخصية مختلفة. أريد أن تكون شخصيتي في الكليب تُشبهني… أكثر تمرّدا بطريقة شبابية. وكما قلتَ، لقد قدّمت أكثر من عشرين أغنية مصوّرة بين الكوميديا، الرقص والتراجيديا. أبحث اليوم عن «ستايل» جديد في الأزياء والقصّة، لتكون شذى الجديدة أكثر شبابا.
] ومع من ستكون «العلقة الساخنة» هذه المرّة بعد الكليب؟
ـ (تضحك)… «ما بعلق مع حدا»… مشكلتي أنّني دائما أقول كلّ ما يجول في خاطري، ولا أظنّ أنّ من يريد أن «يعلق معي» يملك الجرأة نفسها في الأفكار وطريقة الظهور، أو حتى الانفتاح الموجود لديّ، لأنّ ثقافتي منفتحة ومختلفة عنهم، فأنا أتحدّر من أصول مغربية، تخرّجتُ فنّيا في لبنان، درستُ وعشتُ في الخارج، ولدي انفتاح كبير على غرار بعض فناني جيلي المعقّدين من بعض الأمور، لكنّني لا ألومهم لأنّ الإنسان ابن بيئته، وحتى في أغنيتي الجديدة هناك تمرّد في طريقة تحدّث المرأة إلى الرجل، وفكرة الكليب ستسير على هذا النحو أيضا.
] إذا، سنشهد حلبة ملاكمة في الكليب!
ـ «خلّينا نشوف»! قلتُ لكَ إنّني أتحضّر لعودة قويّة ومختلفة على كل الصعد.
] بكلّ صراحة، هل ترين أنّ «فرعون» حقّقت نجاح أغنياتكِ السابقة نفسه، أم أنّ نجاحها بدا خافتا بعض الشيء؟
ـ عندما أحييتُ مهرجان «إفران» في المغرب، كان الحاضرون يُردّدون الأغنية معي، وقد سررتُ لأنها حقّقت أصداء إيجابية ورائعة على «يوتيوب»، فكلماتها بسيطة ولكنّها قويّة وجريئة أيضا، كما أنّ الكليب ترك أثرا في نفوس الناس، وكان تعاملي مع المخرج الرائع علاء الأنصاري موفّقا في كليب حقق نجاحا فاق التوقعات. ليس من الضروري أنّ يُحب الجميع الأعمال التي نقدّمها، ولكنّني سعيدة بنجاح العمل.
] تريدين ألّا يلوّعكِ الحبيب ويعذّبك؟
ـ ومن قال إنّ العذاب في الحب أمر سيّئ؟ على العكس، فهو جميل أحيانا، وأنا من الذين لا يحبّون العلاقات «المسطّرة»، أي الموضوعة في قالب محدّد «بالنقطة والفاصلة». أُفضّل أن يكون هناك شغف في الحب، وأن يكون هناك عذاب وهجران وفراق، فهذا يجعل الحب أقوى… «البهارات» جميلة في العلاقة.
] صحيح أنّ بعض الفنانات يتأخرن في الزواج أو يعشن تجارب حب فاشلة، لأنّ الزوج يغار من نجاحهنّ؟َ!
ـ علاقة الفنان بامرأة عادية أمر سهل وطبيعي، ولكن علاقة رجل عادي بفنانة أمر في غاية الصعوبة والتعقيد. قد يكون في بداية العلاقة طيّبا، متعاونا وداعما، ولكن سيأتي الوقت الذي ينفجر فيه ويكشف عن وجهه الآخر، ويقوم بردود فعل عدة لأمور يضمرها. بالطبع هو يغار من كلّ شيء تقوم به، وهذا الرجل يكون فاقدا للثقة في نفسه. ولكن على العكس، هناك رجال واثقون في أنفسهم ويدعمون زوجاتهم ويرافقونهن في مسيرة الشهرة. ولكن لا تنسَ أنّ الشهرة هي حلم الكثيرين، وتعادل السلطة وأمورا كثيرة، وقد يكون هذا الزواج بمثابة مكيدة وانتقام، أي أنّ الزوج وصل إلى نجمة أو شخصية يصعب على عامة الشعب الوصول إليها، وهنا تكمن المشكلة.
] هل صحيح أنّك مللتِ من الظهور الدائم فأصبحتِ أكثر انتقائية وإطلالاتك نادرة؟ أم أن هذا دليل نضج ووعي؟
ـ بالفعل، مللتُ من كلّ شيء وتعبتُ، لذلك ابتعدتُ في الفترة الماضية. قرّرتُ أخيرا العودة، فهذا بالنسبة إليّ هو عملي، والناس تحب أن تعرف من أنت وكيف تمضي يومك وتعيش حياتك. ولا تنسَ أنّني خرّيجة برنامج تلفزيون الواقع، وهو الأول من نوعه في العالم العربي، وقد اعتادوا عليّ هكذا، ولكنّني لم أعد أحتمل هذا التدخّل فابتعدتُ طوال العام الفائت إذ شعرتُ أنّني أريد الهرب من هذه الأجواء.
] تضجّ السوشيال ميديا بالفنانين العراقيين والمغاربة الشباب؛ هل كسروا الأحادية في السوقَين العراقية والمغربية، والاستئثار بأسماء معيّنة في سوق الإنتاج والحفلات؟
ـ طبعا، عرفوا كيف يدخلون اللعبة ويخرجون منها رابحين. حصلوا على الأدوات، وباتت الصحافة تتحدّث اليوم عن معادلة الأرقام، وهذا ما ساعدهم كثيرا للبروز على الساحة الفنية، بقدر ما برز نجوم الأغنية «التقليدية» إذا صح التعبير، وأعني هنا النجوم الذين ينتجون أغنياتهم ويسوّقونها بالطرق المعروفة ولا يعتمدون على السوشيال ميديا.
] ما كانت آخر أغنية على اليوتيوب سمعتها ورسخت في ذهنك؟
ـ لا أخفي عليك بأنّني لا أذكر أبدا… ولكنّني أستغرب كيف أنّ أغنيات وائل كفوري «مكسّرة الأرض» وعلى «اليوتيوب» تحظى بمليونين وثلاث مشاهدة فقط، بينما هناك أغنيات حققت 15 مليون مشاهدة… هناك خطأ لا أعرف له تفسيرا.
] لننتقل إلى جانب آخر من النجومية الحديثة؛ حفلات الزفاف! كيف كان حفل صلالة… سمعتُ أنّه زفاف ضخم.
ـ كان حفلا رائعا. أهل العروسين أحبّوا الأجواء والأغنيات، وكانت سهرة لا تُنسى.
] هل تلمسين صدقا أكبر وأقرب عندما تغنّين في الأعراس؟
ـ لا، الأمر ليس كذلك…
] ما يعني أن المهرجانات أصدق؟
ـ في المهرجانات هناك من يشتري التذاكر ويقطع مسافات طويلة ليشاهدكَ ويتابعكَ في ظروف مختلفة، ولكن في حفل الزفاف وجود الجمهور هو تحصيل حاصل، وأنت فإمّا أن تكون من اختيار أهل العروسين أو من اختيار المتعهد. المسرح مكاني، وأحب الحفلات الكبيرة، وفي «إفران» تأثرتُ كثيرا عندما رأيت الحضور وقد فاق عددهم المئة ألف شخص.
] بعيدة أم مستبعدة من الحفلات في لبنان والخارج؟
ـ في ما يخص مهرجانات لبنان، لاحظتُ هذا العام أنّ الفنانين نفسهم تكرّروا في معظم الحفلات. وأنا كنتُ بعيدة من اللبنانيين والسوق اللبنانية. خلال السنوات الماضية كانت وطأة المهرجانات خفيفة، ولكن هذا لن يمنعني من المشاركة في الأعوام المقبلة في مهرجانات كثيرة، وعيني على بعلبك وبيت الدين.
] وماذا عن المهرجانات العربية؟ ألا تعرف شذى من أين تؤكل الكتف في المعادلات والمحسوبيات بين المتعهدين والفنانين؟
ـ أهم المهرجانات التي أحييتها خلال مسيرتي كانت في موازين وجرش وإفران، وهناك جدول زمني لتكرار دعوة الفنان إلى المهرجانات العربية، ناهيك عن أنّ هناك متعهدين يراهنون على فنانين يؤمّنون لهم النِسب من الأرباح، وأنا ليس لدي أي شخص يقف إلى جانبي ويدعمني في ذلك. نحن اليوم نحاول تصحيح هذه الأخطاء، وقد وعدتكَ بعودة قويّة جدّا.
] هذه العودة المنتظرة ستكون من خلال ألبومين؛ صحيح؟
ـ ألبوم منوّع يتضمّن حوالى 12 أغنية من إنتاج شركة «روتانا»، وألبوم آخر من إنتاجي الخاص، وهو عبارة عن جلسة غنائية «لايف» لإحياء التراث العراقي.
] هل بدأتِ العمل على الألبوم؟
ـ أعمل حاليا على «سينغل» باللهجة الخليجية سأصوّره قريبا على طريقة الفيديو كليب، ولكنّني أجّلتُ العمل على الألبوم قليلا، إلى شهر أكتوبر.
] اختارتكِ مجلة «فوربس» ضمن قائمة المشاهير العرب المئة…
ـ (تقاطعني) وهناك البعض ممن تركوا الأسماء الـ 99 وتوقّفوا عند شذى حسون ولماذا اسمها مدرج ضمن القائمة! لا أفهم أسلوب البعض في التعامل معي. «يا جماعة، هذه فوربس. وهي ليست كما تظنّون… تُشرى وتُباع». هناك من علّق على الأمر بطريقة سيئة، وهؤلاء مرتزقة يعملون عند بعض الفنانين ويُريدون إثارة الضجة، وقد قرّرت الرد عليهم على طريقتي… أنا طيبة ولكنني لستُ ضعيفة.
] تزورين لندن على الدوام… مما يطرح علامات استفهام كثيرة؛ ماذا تعني لكِ المدينة؟
ـ أحبها كثيرا، لأنها تُشعرني بالراحة. أزورها على الدوام، وعندما أحبّ بلدا معّينا، بطبعي «أُهنّك» فيه… ناهيك عن أنّني أشتاق إلى البط في الهايد بارك، وقد بات الجميع يعرف قصّتي مع هذه الحيوانات اللطيفة التي أحبّها… حتى أنّ بعض صديقاتي من الفنانات يسألنني عن علاقتي بالبط مثل لطيفة وفيفي عبده.
] هل قد تحرميننا من متعة مرافقتكِ في رحلاتكِ وتعتزلين السوشيال ميديا؟ لا سيما بعد كل الأخبار التي طالتك عقب حادثة السرقة في ميكونوس؟
ـ كلّ شيءٍ وارد… ولاحظ انني ابتعدت عن السناب شات والإنستغرام بعد الحادثة. شعرتُ بالإزعاج من كم التعليقات السلبية التي وصلتني.
] في الختام، وبعد هذه السنوات من الخبرة والعيش في دبي والغناء في عدد من دول الخليج؛ هل ترين أن وجود الفنانات المغربيات هناك ونجاحهنّ قد عوّضا عن الغياب والنقص في الوجوه النسائية الغنائية الخليجيّة؟
ـ المغربيّات مشهورات بجمالهنّ الطبيعي، ومعروفات بأنّهن ذوات أصوات أصيلة، والدليل أنّ مشاركة الأصوات المغربية كبيرة جدّا في برامج الهواة، ناهيك عن أنّنا في المغرب نعيش نوعا من الانفتاح الثقافي، وهذا يجعل من المغرب وجهة لتصدير الوجوه الفنية.
] ولكن هل شعرتِ أنّ وهج النجومية والنجاح قد خفّ بعد هذا الغياب؟
ـ بالتأكيد خفّ الوهج، فالفنّ خدّاع، وإن لم تعتنِ به وتُطعمه فهو حتما سيغدر بكَ، والناس بطبعهم ينسون كثيرا، واليوم قرّرت أن أغذّي هذا الفن لأعود إلى أذهان الناس وأحافظ على المستوى الذي عهدوني به.
] في رأيكِ، هل تطوّر ذوق الجمهور العام؟
ـ نعم، الناس باتوا يعرفون ما يسمعون ويُميّزون بين الفن الجيّد والهابط. باتوا يدركون ماذا يريدون وكيف ينظّمون حياتهم… أصبح الجميع «بلوغر» و«فاشونيستا»… «كلّو صار كلّ شي».
] هل أصبح الجميع نجوما؟
ـ من دون استثناء. ما رأيكَ بأنّ «فاشونيستا» عمر نجوميتها عام واحد، توازي بشهرتها فنانا مضى على انطلاقته أربعون عاما، والناس إن التقوا بهما في الشارع، يهرعون إليها لالتقاط الصور معها أكثر منه… الأمر قد يكون محزنا، فبعد كلّ هذا التعب، هناك من يقطف ثمار النجاح بسهولة.

Read Previous

حسن الرداد: «عقدة الخواجة» في إجازة منتصف العام

Read Next

نادين نجيم .. نجمة «الثلاثيات» بجدارة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x