• مايو 17, 2024 - 6:22 مساءً

لا طبنا ولا غدا الشر!

سعدنا كثيرا لعدم نجاح عدد من مرشحي التأزيم واللا انجاز في انتخابات 5 ديسمبر، خصوصا من كان يعتقد نفسه من الفئة الناجية الوحيدة المرضي عنها يوم الحساب، لما يمثله شكله وملبسه وآراؤه المتشددة التكفيرية! ومنهم من ابتكر لنا فكرة انشاء لجنة ما أنزل الله بها من سلطان، لجنة صلب عملها عد الانفاس على المواطن والمقيم في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وتصرفاتهم في منازلهم والخارج، أسموها لجنة الظواهر السلبية، وهي لجنة تسميتها كما قلت في احد مقالاتي تعبر عن جوهر من ابتكرها، فهم من يمثل أوضح الظواهر السلبية في تاريخ حياتنا المعيشية والنيابية، وهي لجنة أخذت أدبياتها وأفكارها من هيئة مشابهة في دولة كبرى شقيقة، وهي ما سموه «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» والمعروف من أغلبهم براء، فمعظمهم جسدوا المنكر بآرائهم وتبنيهم لقاعدة تخالف شريعتنا السمحة قولا واحداً، وهي قاعدة «الأصل في الاشياء الاباحة»، فأحال هؤلاء بفكرهم التكفيري المتشدد الى «الأصل في الاشياء المنع»، ونتذكر كلنا منعهم للمرأة من قيادة السيارة ووجوب تغطية المرأة لكامل جسمها ما عدا العين، ومنع الحفلات وأماكن الاختلاط، لا بل ان أحد معارفي كان يعمل في وظيفة قيادية بهيئة اقليمية هناك بدرجة سفير، منع من دخول احد المجمعات التجارية هناك في عطلة نهاية الاسبوع لأنه كان يرتدي شورتا طويلا!.. فالعورة عندهم تشمل المرأة والرجل. ونحمد الله أن قيادة الشقيقة الكبرى ألغت هذه الهيئة وأعمالها وتدخلاتها في شؤون الناس، وهو الأمر الذي ينقص – أي الشجاعة – في مواجهة مثل هذه الاشكال حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة، بما فيها حكومتنا الجديدة التي ترقد في المهاد. لذلك لم يعترض أحد من حكومتنا في المهاد على انشاء تلك اللجنة البرلمانية، مع أن برلمان 5 ديسمبر 2020 رفض انشاء لجنة مختصة بالنفط، حتى يخلو الجو لأغلب أعضاء الاحزاب الاصولية في مجلس 5 ديسمبر ليعيثوا في صناعتنا ومرافقنا النفطية فساداً، بتعيين المنتمين لهم في المناصب القيادية وإغداق مئات الملايين على موظفي- او متفرجي – صناعتنا النفطية؟!

ولما كنا قد توسمنا من أعضاء مجلسنا الجديد خيرا لأننا اعتبرناهم أفضل من كثيرين غيرهم من أعضاء المجلس السابق، نرجع ونؤكد أسفنا على ما طرأ على خواطرنا لان بعض أعضاء مجلس 5 ديسمبر وبعض أعضاء مجلس 2016 هما وجهان لعملة كالحة واحدة ـ فنكون بذلك لا طبنا ولا غدا الشر عنا.. مع شديد الاسف!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هامش:

أحد مؤيدي بعض أعضاء مجلس 5 ديسمبر نصح جماعته بعدم الاختلاط أو سماع الرافضة والليبراليين والإخوان المسلمين، فلم يبق بذلك الا هو وفكره الداعشي ومن تبعه من نوابنا، الذين رأينا بعضهم يحاربون ويساعدون متشددي احد البلدان الشقيقة!

علي أحمد البغلي
)القبس)

27 ديسمبر 2020

Read Previous

خليفة بن زايد يصدر مرسوماً أميرياً بتشكيل مجلس إدارة المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية

Read Next

صورة مصر الآن!

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x