اصدرت الدكتورة سهير عبد السلام عميدة كلية الآداب بجامعة حلوان الأسبق وعضو مجلس الشيوخ المصري كتابها الجديد ” التربية الإعلامية وتحديات الإعلام ”
وقالت د. سهير عبد السلام أن الكتاب يهدف الي أن المعرفة هي نور العقول والبصائر، والرؤية البانورامية للأمور، وهى بداية الحرية والمسؤولية، وإدراك الامتيازات والمخاطر تموجُ بك إلى أرض ثابتة مهما تلاطمت الأمواج، تدرك بها مكانتك وهويتك ومكانة الآخر وهويته ، تكون دائمًا نقطة الانطلاق إلى التميز والتسامي والعلو.
وفى عصر يعتمد المعلومات والمعارف في كل أرجائه، وتنفتح فيه كل الأبواب المغلقة، ويصبح فيه التواصل أقرب من الوجه في الوجه، عبر وسائل الاتصال والإعلام بالغة التطور وعالية التقنية، تديرها أو تعبث بها عقولٌ ومؤسسات وجماعات ودول، والفائز أو الضحية من دون شك هو الإنسان، فبإمكانه أن يبدع ويبتكر ويتعلم ويتواصل، وبإمكانه أن يصبح مجرد متلقٍ سلبى، بإمكانه أن يمارس الحرية في إطار من المسؤولية الاجتماعية، أو أن يعيش حرًا وإن أضر بحريات وحقوق الآخرين، وبإمكانه أن يصنع عالمه على أسس ثابتة وواثقة, أو ينساق وراء القطيع مغتربًا عن ذاته وهويته وكينونته، هنا تصبح المعرفة هي الأمل الوحيد في السلامة والأمان، وبواسطتها لن يكون الإنسان ضحية وإنما يصبح طوق نجاة لنفسه ومجتمعه ووطنه.
وأشارت د. سهير عبد القادر ، إلي أن المقدمة تعبر عن حال الإنسان المعاصر في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات، والعالم الافتراضي على شبكة الإنترنت، ووسائل الإعلام الجديد، بما توفره من مواقع التواصل الاجتماعي، فالإنسان في ظل هذا العالم – إن لم يكن يملك المعرفة به – لن يستطيع الولوج إليه، وإن ولج إليه من دون معرفة هلك وأهلك محيطه معه، وما بين الأمرين تبقى المعرفة بأساسيات المعلومات والإعلام، أمرًا بالغ الأهمية لاسيما بين أوساط الشباب وهم فئةٌ أكثر استخدامًا لذلك العالم ووسائله، وأكثر استهدافًا من قوى تستتر خلف هذه الوسائل وتستخدمها.
وأوضحت ، أن العالم أدرك بكل جنباته تلك الحقيقة، وتحركت الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية؛ لدراسة معطيات الواقع الجديد، وسبل الإفادة منه وتوفير وسائل الحماية من أضراره؛ إذ كيف ننفتح على العالم وننهل من معارفة ومعطياته؟ ونحتفظ فى ذات الوقت بهويتنا وسلامتنا وسلامة أوطاننا؟!
وأشارت، إلي أن تدريس مقرر التربية الإعلامية عن طريق مقرر يدرس للطلاب، أو دورات تدريبية لفئات المجتمع الأخرى، هو النتيجة الأكثر أهمية التي توصلتْ إليها الدراساتُ حول هذا الأمر، فلم يعد بإمكان الدول والحكومات أن تفرض على الشعوب الانغلاق أو الانعزال عن العالم، أو إهدار مكتسبات التطور التقني والرقمي والتخلف عن ركبه، كما لم يعد بإمكان أي حكومة في أي دولة مواجهة فيض المعلومات المتناقضة والمغلوطة والشائعات التي تصل إلى مواطنيها، أو محاربة مصادرها غير المعلومة؛ لذا أصبح إشراك المواطن في تحمل المسؤولية الاجتماعية في تعامله مع وسائل الاتصال والإعلام بتطوراتها المتسارعة، أمرًا بالغ الأهمية؛ إذ يتطلب نشر الوعى والمعرفة بتلك الوسائل وما توفره من امتيازات وما ينتج عنها من مخاطر، فضلا عن اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع ما تتضمنه من رسائل إعلامية
و نقدها وتحليلها، والتأكد من موثوقيتها وموضعيتها والسياق الذى جاءت فيه، واستنتاج الأهداف منها والدوافع خلفها، وتحديد أوجه الإفادة منها.
وشددت، علي أن الكتاب لم يكن هدفه التعرف إلى أهمية التربية الإعلامية وأهدافها فحسب ، وإنما للتدريب العملي على مهارات تقييم محتوى الرسائل الإعلامية ومضمونها ، وأيضًا محاولة إنتاجها وإبداعها، كما يعرض الكتاب أهم التحديات التي تطرحها حروب الجيل الرابع عبر وسائل الإعلام الجديد، التي قد لا يدركها كثيرٌ من المتفاعلين عبر تلك الوسائل، مما قد يؤدى إلى وقوعهم ضحايا للجرائم الإلكترونية، أو التورط من دون دراية في نشر معلومات وأخبار قد تضر بالوطن والمواطنين ، وهو ما يتطلب نشر الوعى بتلك التحديات ليكون المواطن هو خط الدفاع الأول عن نفسه ووطنه.