ترأس ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وفد دولة الكويت المشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد في العاصمة العراقية اليوم السبت.
ويضم الوفد المرافق لسموه معالي وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير فهد أحمد العوضي وعددا من كبار المسؤولين في الدولة وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية وسفير دولة الكويت لدى العراق سالم غصاب الزمانان.
وألقى سموه كلمة دولة الكويت في هذه المناسبة وفيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم دولة الرئيس مصطفي الكاظمي رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيق أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم للمشاركة في هذا المؤتمر الهام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي يأتي وبدون شك في وقت دقيق وهام لمنطقتنا.
وأتقدم هنا بالشكر لدولة الرئيس مصطفى الكاظمي رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيق على الدعوة لعقد مؤتمرنا هذا ولكرم الضيافة التي لاقاها وفد دولة الكويت منذ الوصول والتي ليست بغريبة على العراق وشعبه الأصيل الكريم.
ان منطقتنا العربية والاقليم لن تنعم بالاستقرار طالما العراق الشقيق يفتقده فالعراق مهد الحضارات غني بموارده البشرية والطبيعية ومتميز بموقعه الجغرافي وأحد الركائز الأمنية والاقتصادية الهامة في منطقتنا وباستقراره يستتب أمن المنطقة وتتعزز فرص تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود ما بين دولها. فالعراق وعلى الرغم من المعاناة والأوضاع الصعبة التي مر بها خلال السنوات الماضية والتحديات الأمنية الكبيرة التي عاش في ظلها خلال محاربته للارهاب والتطرف الا انه استطاع وبإرادة شعبه وبدعم من المجتمع الدولي تجاوزها والتغلب على الجزء الأعظم منها والدليل على ذلك هو اجتماعنا اليوم في العاصمة بغداد والتي كان لها نصيب كبير من هجمات الجماعات الإرهابية.
ان العراق الشقيق مقبل على مرحلة محورية من مسيرته السياسية تتمثل في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد بتاريخ 10 أكتوبر 2021 والتي تتطلب منا كدول منطقة ومجتمع دولي دعمه ومساندته لعقدها ولتمكين الحكومة العراقية من تحقيق ذلك علينا ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تلبية لتطلعات وطموحات شعبه.
الحضور الكريم تعد دولة الكويت من أكثر دول المنطقة تلمسا وتفاعلا مع الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق الشقيق فلذلك لم تتوان عن الوقوف معه ومساندته في أشد الظروف والمراحل فبمبادرة سامية من قائد العمل الإنساني امير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه حشدت دولة الكويت الجهود الدولية واستضافت مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار المناطق المتضررة من داعش في شهر فبراير من عام 2018 والذي نتج عنه تعهدات بلغت 30 مليار دولار مما يجسد ايمان دولة الكويت والمجتمع الدولي بدعم العراق في مرحلة ما بعد تحقيق النصر على الإرهاب.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الكويتية العراقية فهي تسير بخطى ثابته مدفوعة بعزيمة جادة وإرادة مشتركة من قيادة البلدين نحو تعزيز أواصرها والدفع بها نحو أفق أرحب وأشمل وفي شتى المجالات ونتطلع الى مواصلة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين لما فيه مصلحة وخير لشعبي البلدين.
ونشيد هنا باستمرار وفاء العراق بالتزاماته الواردة في قرار مجلس الأمن 2107 الخاص بالمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية بما في ذلك الأرشيف الوطني ونشيد بتعاون العراق الشقيق ونرحب بما تحقق حتى الآن ونشجع على الاستمرار بتلك الجهود الحثيثة للعثور على ما تبقى من مفقودين كويتيين ورعايا دول ثالثة والبالغ عددهم 328 شخصا وإغلاق هذا الملف الإنساني والعثور كذلك على الممتلكات الكويتية وبالأخص الأرشيف الوطني نظرا لأهميته التاريخية.
وأود أن أتقدم هنا بالشكر الى الحكومة العراقية ولأعضاء اللجنتين الثلاثية والفنية الفرعية والى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على جهودهم المبذولة والتي ساهمت في تحديد مصير ما تم العثور عليه من رفات الى هذا الحين ونتطلع الى انتهاء هذه المأساة الإنسانية بأقرب وقت.
والشكر موصول كذلك لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي لدورها الهام والحيوي في متابعة ملفات المفقودين والممتلكات الكويتية وفقا لأحكام القرار 2107 ولتسهيلها نقل جثمان عدد من الرفات الى دولة الكويت بالتعاون مع السلطات العراقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونأمل بأن يستمر التعاون وبنفس الوتيرة للانتهاء من كافة المسائل الثنائية المتبقية لتعزيز تدابير بناء الثقة والانطلاق بالعلاقات الى أفق أوسع وأرحب بما يخدم مصالح البلدين.
في الختام نجدد التزام دولة الكويت بمساندة العراق الشقيق والوقوف الى جانبه حتى يتجاوز الصعاب التي تعترض طريق استتباب أمنه واستقراره وتمكنه من إعادة إعمار بلاده وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه وتتطلع لمشاركة فعالة للقطاع الخاص الكويتي في عملية إعادة إعمار العراق وما بعدها ولحين تبوء العراق بلاد الرافدين مكانه الطبيعي في محيطه الإقليمي والدولي بين أشقائه.
أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح والسداد وأن يحقق ما يصبوا اليه من نتائج وتطلعات وللعراق الشقيق الأمن والاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.