أكد مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون التنمية والتعاون الدولي الوزير المفوض حمد المشعان موقف دولة الكويت الواضح و”الحازم” في دعم (مجموعة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والمنبثقة من مجاميع التحالف الدولي ضد داعش) في تحقيق السلام الشامل في مناطق النزاع.
جاء ذلك في كلمة المشعان اليوم الثلاثاء في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدولي لمكافحة الإرهاب بشأن مجموعة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والمنبثقة من مجاميع التحالف الدولي ضد داعش الذي تستضيفه دولة الكويت.
وقال ان هذه المجموعة هامة في سبيل مساعدة المجتمع الدولي لتحقيق الهدف المنشود في الوصول إلى السلام الشامل في مناطق النزاع من خلال تجفيف منابع تمويل تلك التنظيمات وصد ومكافحة مخاطر المقاتلين “الإرهابيين” الأجانب.
وأضاف أن العناية اللاحقة والرعاية للعائدين من مناطق النزاع شيء مهم وأمر كبير لافتا الى انه لابد من مراعاة الجوانب النفسية وتقديم المساعدة المالية وإيجاد الحلول الاجتماعية وذلك للاندماج والانخراط في المجتمع.
وأكد أن دولة الكويت بذلت جهودا حثيثة ومشتركة مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتمويله وذلك التزاما في دورها الفعال كعضو في التحالف الدولي ضد (داعش) وترجمته على أرض الواقع من خلال ترأس دولة الكويت لهذه المجموعة بمشاركة تركية هولندية واستضافتها للعديد من الاجتماعات الدولية والحلقات النقاشية ذات الصلة.
وأشار إلى دور دولة الكويت الريادي في عمليات تسهيل نقل عائلات المقاتلين المتواجدين في مناطق النزاع وتأمين وصولهم إلى دولهم والذين بلغ عددهم 186 شخصا حتى اليوم.
وأوضح أن دولة الكويت تبنت إنشاء برنامج لإعادة التأهيل للمدرجين على قوائم مجلس الأمن والذي ساهم في خلق إتصال إيجابي وتفعيل دور الأجهزة القضائية وتقديم المساعدة القانونية اللازمة في سبيل جمع أكبر قدر من تبادل المعلومات بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الدولية ومكاتب اللجان المختصة لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ولفت إلى العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها دولة الكويت في مجال التعاون القضائي والقانوني الدولي وملاحقة المجرمين.
وقال المشعان انه “على الرغم من التطورات الإيجابية الجارية على أرض الواقع إلا أنه لايزال المجتمع الدولي يمر بأوقات صعبة وظروف قاهرة اثر الأوضاع المتردية التي يتعرض لها على يد الجماعات الإرهابية الفردية المسلحة”.
وأكد أهمية قيام المجتمع الدولي من خلال المجاميع المنبثقة عن التحالف الدولي بتنفيذ الخطط التي تم رسمها عبر الاجتماعات المستمرة لتحقيق والأهداف التي يسعى إليها المجتمع الدولي.
ورحب بالمشاركين في الاجتماع لمتابعتهم الجهود المشتركة والاستراتيجية التي تم العمل عليها في هذه المجموعة الهامة حيال جهود دول التحالف بشأن مواجهة الأضرار الناتجة عن تدفق المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاع والعمل على إيجاد آلية واضحة لسياسة العودة وأهمية تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع.
وأشار إلى النتائج الإيجابية التي تضمنها البيان الختامي للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد (داعش) والذي عقد مؤخرا في مدينة مراكش المغربية وتضمن أهمية تضافر جهود الدول الأعضاء في مواجهة التهديدات المتطورة ل(داعش) خاصة في القارة الافريقية وضرورة تعزيز القدرات في نقل الدروس المستفادة للقضاء على هزيمة (داعش) في كافة أنحاء العالم.
وبين ان تلك النتائج جاءت لما أحاط (داعش) بالعالم من حروب ونزاعات مسلحة أثرت على المجتمعات وتسببت بمعاناة مستمرة لشعوب منكوبة في المناطق الواقعة بها تلك المنازعات والأخرى الآمنة من مآسيها وآثارها السلبية على أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وذكر ان “المجتمع الدولي يتطلع إلى استمرار ترجمة مواقفنا المعارضة لعبثية الجماعات المسلحة الإرهابية في جميع أنحاء العالم الداعية إلى تجفيف منابع تمويل الإرهاب ونبذ التطرف ومنع تدفق المقاتلين إلى مناطق النزاع من خلال ترجمة وإعادة الأمن الدولي وإعادة الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية”.
وبين انه من الممكن تطويق أفعال وآثار مشاركة الأفراد في مناطق النزاعات وأضرارها من خلال سن قواعد واجراءات قانونية أكثر ملائمة مع طبيعة هذه الجريمة.
وجدد الترحيب بالدول المشاركة بالاجتماع في دولة الكويت معربا عن أمله بتحقيق نتائج إيجابية ملموسة في هذا الاجتماع تهدف إلى استكمال الأعمال التي قاموا بها من خلال اجتماعاتهم السابقة.
وأكد التزام دولة الكويت بقراري مجلس الأمن رقمي (2178) و(2253) ودعمها لدول التحالف الدولي والمجموعات المنبثقة منها ضد تنظيم (داعش).
ويناقش الاجتماع الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تستضيفه دولة الكويت إيجاد طرق جديدة وتشريعات حول كيفية إعادة تأهيل واستقبال المقاتلين في مناطق النزاع بعد اخضاعهم لمحاكمات عادلة إضافة إلى أهمية خلق برامج تساهم في تأهليهم وادماجهم في المجتمع.
كما يبحث الاجتماع كافة التحديات الرئيسية لإيجاد حلول للمرحلة المقبلة مشيرا إلى ضرورة التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش وكيفية الاستفادة من التجارب الوطنية وتعزيز بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب.
يذكر أن مجموعة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والتي تترأسها كل من دولة الكويت وتركيا وهولندا تعتبر أحد المجاميع المنبثقة من التحالف الدولي ضد داعش والذي يضم 85 دولة.