سعاد الصباح: جامعة الكويت إحدى إضاءات عبدالله المبارك
أقام قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة الكويت ندوة حول شعر د. سعاد الصباح وترجمته للغة الفرنسية وذلك في مسرح كلية الآداب المبنى الشمالي، بحضور الشاعرة د. سعاد الصباح، وتحت رعاية القائم بأعمال عميد كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبدالله الهاجري ورئيس قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها د. منصف الخميري.
وألقت د. سعاد الصباح كلمة في الندوة قالت فيها: يُسعدُني أنْ تكونَ هذهِ أوَّلَ زيارةٍ لي إلى هذا الحَرَمِ الجامعيِّ الحديثِ الجَميل، مضيفة: هذهِ الجامِعة التي كانتْ واحدةً مِنْ إضاءاتِ الشيخ عبدالله مبارك الصباح كما تُؤكِّدُ جلساتُ مجلسِ المعارفِ في نهايةِ الخَمسينيّاتِ الذي كان رئيساً لمجلس المعارف منذ 1947 إلى مطلع 1961.
ولفتت إلى الدور الذي قام به سمو الشيخ عبدالله المبارك في دعمه للثقافة والعلم قائلة: ومَا أنا -أيضاً- إلا إحدى إضاءاتِ ذلِك الرجُلِ الجبَل الذي علَّمَني وساندَني وأطْلَقَني في فَضاءِ المعرفة وكانَ داعِمي الأوَّلَ مُنذُ أوَّلِ ديوانٍ طبعتُهُ عامَ 1961.. وعلى مَدى أكثرَ مِنْ نِصفِ قرْنٍ مِنْ العَطاء الأدبيّ.. فإنَّ كُلَّ حرْفٍ كتبتُهُ يعودُ الفَضلُ فيهِ لعبدالله المبارك.. شريكِ العُمرِ وصديقِ الزَّمنِ الجميل.
وأشارت د. الصباح إلى دور كلية الآداب في خدمة العلم، ولا سيما الأقسام اللغوية فيها، قائلة: من هذا المكان تبدأ الحياة وإليه تؤوب وإن لكل باب مفتاحاً ومفاتيح العلم هي اللغات، وبلا لغة يصاب العالم بالصمت المطبق وبالجهل التام فباللغة تكون المعرفة، ومن واجبنا أن نسعى إلى تآلف اللغتين العربية والفرنسية، للاستفادة من التجربة الفرانكوفونية ومعطياتها الثقافية، معربة عن سعادتها بهذه الدعوة الكريمة التي وجهت إليها.
وختمت كلمتها بكلمة شكر شملت فيها كل من اسهم بهذه الندوة إعداداً وحضوراً، حيث قالت: أشكرُكُم لأنَّكم أخرجتُموني مِن وراءِ الجُدران.. فمنذُ أكثرَ مِن سنتينِ وأنا حَبيسةُ مكانين؛ الأوَّلُ كُرسي القِراءةِ والكِتابة، والثّاني كُرسي المرسَم. وبِحمدِ اللهِ وفضله لَمْ يُصِبْني الملَل ولا الاكتئاب، وكانَ الوقْتُ يمرُّ مثلَ فَراشاتِ الرَّبيع.. لولا قَلبيَ الذي يُكْثِرُ مِنْ أسئلتِه عَنْ غِيابِ الأحبَّةِ والأصْدقاء.. أشكرُكُم جميعاً.. يا منارات الروح.
بدوره، رحب القائم بأعمال عميد كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبدالله الهاجري بالحضور في هذه الندوة التي يقيمها قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها والتي أتت بعد أيام قليلة من الاحتفالية التي أقامها القسم باليوم الفرانكفوني، إذ يحتفي القسم في ندوته بالشيخة الشاعرة د. سعاد الصباح، مؤكداً أن المحتفى بها تمثل بشعرها ونثرها حالة إبداعية لا يمكن تجاوزها لما تتضمنه من رسائل إنسانية ووطنية تعكس روح الكويت، وما ترمز له الشخصية الكويتية من العطاء والخير حتى أصبحت معلماً أساساً في شعرها.
وأضاف د. الهاجري قائلاً: عرفت الشاعرة د. سعاد الصباح قارئاً قبل أن أعرفها مؤرخاً، وقد توجت مسيرتها بعدد من الأعمال التاريخية المهمة التي أصبحت مجالاً خصباً للباحثين والمؤرخين، ولاسيما الأحداث التي تناولتها وعرضتها وعالجتها، مشيراً إلى أن أعمالها ترجمت للفرنسية ونحن نراه واقعاً متجسداً يحتفي به القسم بالكلية، إضافة لترجمة أعمالها لعدد من اللغات الأخرى.
من جهته، أعرب رئيس قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها د. منصف الخميري عن سعادته بتقديم هذه الندوة التي يخصصها قسم اللغة الفرنسية وثقافاتها لدراسة أشعار د. سعاد الصباح وترجمتها إلى الفرنسية، وتوجه بالشكر الجزيل للقائم بأعمال عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور عبدالله الهاجري لدعمه هذه الندوة التي تقام تحت رعايته وللشاعرة د. سعاد الصباح لحضورها الكريم لهذه الندوة.
وذكر د. الخميري بأن الشاعرة سعاد الصباح تحتل مكانة مرموقة في الأدب العربي المعاصر بفضل تجديدها للخطاب الشعري من جهة، والتزامها بقضايا الإنسان والدفاع عن قضاياه العادلة من جهة أخرى، فبادر القسم بتنظيم هذه الندوة بالاشتراك مع بعض أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها.
وقدمت د. سعاد العنزي ورقة نقدية قارنت فيها بين تجربة د. سعاد الصباح والشاعرة الفارسية فروغ فرخ زاد متناولة تلك الإضاءات التي ركزت على جوانب الحرية والمطالبة بحقوق المرأة ومجابهة المجتمع بأخطائه.
وبينما قرأت مجموعة من طالبات قسم اللغة الفرنسية قصائد للدكتورة سعاد الصباح مترجمة إلى اللغة الفرنسية بمصاحبة قراءه بلغتها العربية قامت بها الأستاذة نجاح البطي، فيما ألقى د. تركي المغيض كلمة تناول فيها مواقف الشاعرة تجاه الرجل بكل تحولاته النفسية والأيديولوجية.