قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح اليوم الأحد إن عدم القدرة على التنبؤ بالعرض والطلب من أهم التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الغاز لاسيما في ضوء الانكماش الاقتصادي المحتمل والتوازنات الجيوسياسية سريعة التغير.
جاء ذلك في كلمة للشيخ نواف الصباح خلال افتتاح الدورة ال 28 لمؤتمر ومعرض جمعية مصنعي الغاز فرع دول مجلس التعاون الخليجي التي تأتي تحت عنوان (الفرص والتحديات في سلسلة قيمة الغاز الطبيعي).
وأضاف أنه على الرغم من نمو صناعة الغاز الطبيعي إلا أنها تواجه منافسة متزايدة من التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة “وهذا التحول هو تحد رئيسي آخر يجب التعامل معه بجدية”.
وذكر أن التحديات الأخرى المعروفة التي تواجه صناعة الغاز لا تزال موجودة من حيث استكشاف وتطوير حقول الغاز ووسائل نقل وتوزيع الغاز فضلا عن إجراءات ضمان سلامة وصلاحية البنية التحتية للغاز وهي تحديات ذات أهمية قصوى.
ولفت إلى أن قطاع النفط والغاز تأثر سلبا نتيجة للتقلبات التي سببتها جائحة فيروس كورونا وما صاحبها من إغلاقات وإجراءات حظر إذ وصلت أسعار النفط والغاز لأدنى مستوياتها التاريخية وهو ما دفع شركات النفط والغاز لاتخاذ قرارات مصيرية وتخفيض حاد للمصروفات الرأسمالية والتشغيلية بغية تحقيق نوع من الاستقرار المالي.
وأفاد بأن العالم يتعافى “ببطء” من الوباء وبدأ مستوى الطلب على الطاقة يرتفع بشكل تدريجي بالتزامن مع انقطاع إمدادات الغاز في أوروبا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية مشيرا إلى أن ردة فعل مستهلكي الغاز في أوروبا على نقص الإمدادات والارتفاع الهائل في أسعار الغاز أثبتت مدى اعتماد العالم على الغاز الطبيعي كمصدر نظيف لتوليد الطاقة والتدفئة.
وأشار الى أهمية الغاز الطبيعي كعنصر رئيسي في مزيج الوقود لتوليد الطاقة إضافة إلى أهميته كمادة أولية للصناعات البتروكيماوية مبينا أنه لتحقيق هذه الغاية تم اتخاذ المزيد من الخطوات لتحديث البنية التحتية للغاز بما في ذلك تطوير مرافق إنتاج الغاز المصاحب والحر ومرافق معالجة الغاز.
وقال انه تم إنشاء أحد أكبر مرافق استيراد للغاز الطبيعي المسال في العالم بسعة ثلاثة مليارات قدم مكعبة وبناء شبكة غاز وقود شاملة عبر البلاد للاستهلاك المحلي.
ونوه بدور القطاع النفطي في تحقيق (رؤية كويت جديدة 2035) الرامية إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عبر توفير الطاقة النظيفة اللازمة لنمو الاقتصاد الوطني والبنية التحتية.
من جهته قال الرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة نفط الكويت خالد العتيبي في كلمة مماثلة إن الطلب على النفط والغاز عاد لمستويات ما قبل جائحة كورونا (كوفيد-19) مشيرا إلى أن شركة (نفط الكويت) تعتزم زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي تماشيا مع استراتيجية مؤسسة البترول لتلبية الطلب المحلي على الطاقة.
وأضاف العتيبي أن زيادة الإنتاج ستتم بشكل أساسي عبر تطوير إنتاج الغاز الحر من الحقول الجوراسية لافتا الى توقيع الشركة عقدا للحفر البحري والتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الكويتية الذي يعد أحد أهم المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا في إطار استراتيجية مؤسسة البترول لعام 2040.
من جانبه قال رئيس جمعية مصنعي الغاز فرع دول مجلس التعاون الخليجي حمد الزوير في كلمته إن هذا المؤتمر كان مقررا عقده في مارس 2020 وهو الشهر ذاته الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية نتيجة لوباء (كوفيد-19) لذا لجأت الجمعية إلى منصات افتراضية وإلكترونية عبر الإنترنت لمواصلة أنشطتها.
وأضاف الزوير أن الاستضافات الدورية بالتناوب للمؤتمر والمعرض والندوات السنوية أثبتت أنها وسيلة فعالة لتعزيز المعرفة الفنية وجذب المشاركة الفعالة للعديد من الشركات في جميع أنحاء المنطقة كما ساعدت على تشجيع المشاركة بين أعضاء اللجنة التنفيذية والفنية في الجمعية لتعزيز أنشطتهم.
ويعقد المؤتمر تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة بالوكالة الدكتور محمد الفارس ويضم مجموعة من الجلسات المتخصصة وورش العمل بحضور أبرز المعنيين والخبراء في صناعة الغاز من المنطقة والعالم إضافة إلى مسؤولي الشركات النفطية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام إلى تبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات فيما يخص تطوير صناعة الغاز إقليميا وعالميا.
المصدر— كونا