أنهى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله زيارة بناءة ومثمرة وناجحة إلى مدينة (هانغتشو) الصينية اليوم الاحد شهد سموه خلالها والرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين للتعاون في تنفيذ مشروعات حيوية.
وتأتي زيارة سمو ولي العهد تلبية لدعوة من الرئيس الصيني لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية ال19 الى جانب إجراء محادثات قمة حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها سمو ولي العهد مع الرئيس الصيني منذ شهر ديسمبر الماضي في العاصمة السعودية الرياض.
ووصف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور سعد البراك الزيارة بأنها “مهمة للغاية” وسط سعي الحكومة الكويتية لتحديث رؤيتها (كويت 2035) لتصبح (2024 – 2040).
وقال البراك في تصريح سابق ادلى به لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن “سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله كان حريصا على تلبية دعوة الرئيس الصيني لزيارة الصين وهي دعوة تلقاها خلال القمة الخليجية – الصينية بالسعودية في ديسمبر الماضي”.
وأضاف “ومنذ ذلك التاريخ بدأنا بالتحضير للزيارة بتوجيهات من سمو ولي العهد استثمارا لهذا اللقاء المهم بين القائدين للعمل على تطوير الكويت بناء على الاساسيات الأولى في خطة 2035 التي نسعى لنطورها الآن لتصبح خطة (2024 – 2040)”.
وأوضح أن ذلك يأتي “امتدادا لنفس الروح لتطويرها بما يلائم مع ما حدث خلال الثلاث سنوات الماضية من أحداث في العالم وتطورات سواء صحية أو اقتصادية أو سياسية لكي تنعكس على الخطة بصورة أفضل وبصورة أوضح”.
وبين البراك انه “تم امس الاول الجمعة توقيع سبع اتفاقيات في مجالات التعاون مع الصين مرتبطة بمشروعات كبرى أولها استكمال مشروع ميناء (مبارك الكبير)” مبينا ان “نسبة الانجاز هي نحو 50 بالمئة من المرحلة الأولى ونريد أن نكمل المرحلة الأولى وندشن نشاط وتشغيل الميناء على وجه السرعة”.
واوضح ان “الصين بارزة جدا في مجال التشييد والبناء وغيرها من المجالات وكذلك في الإدارة وتشغيل الميناء لذا تم توقيع مذكرة التفاهم وسنشرع بعدها بالمشروعات والتفاوض على التفاصيل والتنفيذ”.
ووصف زيارة سمو ولي العهد الى الصين بأنها مهمة جدا لما يربط البلدين من تاريخ رائع منذ عام 1965 في اشارة الى زيارة الشيخ جابر الأحمد رحمه الله حينما كان وزيرا للمالية.
ولفت الى أن العلاقات الدبلوماسية تعود إلى عام 1971 إذ تعد الكويت أول دولة في الخليج العربي تقيم علاقات رسمية مع الصين.
وثمن البراك مواقف الصين الداعمة لدولة الكويت لا سيما إبان الغزو العراقي الغاشم وكذلك تأييدها لقضايا الكويت العادلة معربا عن الاعتزاز بالصداقة معها وبتوقيع الاتفاقيات التي تمثل قاعدة جديدة لتطوير العلاقات إلى آفاق أرحب.
من جانبه قال وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح ان الكويت والصين وقعتا أمس الاول الجمعة سبع مذكرات تفاهم تتعلق بمشروعات إنشائية كبيرة ستنفذها شركات صينية في الكويت ومنها مشروعات مدن إسكانية مؤكدا أن هذه الزيارة الرسمية “ستحدث نقلة نوعية في العلاقات الكويتية – الصينية .. وهذا شيء نأمله ونتمناه”.
واضاف لتلفزيون الكويت و(كونا) تعليقا على مساهمة مذكرات التفاهم في (رؤية الكويت) إن مذكرات التفاهم “تتعلق بمشروعات مهمة جدا منها الصرف الصحي والطاقة المتجددة وميناء مبارك الكبير إضافة إلى المدن الإسكانية.. فهذه كلها مشروعات تنموية ستسهم في نهضة الكويت”.
وذكر “لكن علينا ألا ننسى أن هذه المرحلة هي مرحلة توقيع مذكرات تفاهم يعني لها مراحل لاحقة لبحث التفاصيل بشكل أدق .. فالمشروعات كبيرة وهي أمانة وأنا أعتقد أنه سيكون لها مردود كبير جدا على الدولة وستحدث تأثيرا مباشرا وإيجابيا في حياة أهلنا في الكويت”.
وأوضح أن المحادثات التي أجراها سمو ولي العهد مع الرئيس الصيني كانت إيجابية ومثمرة وناجحة مشيرا إلى انه سيكون للاتفاقيات التي تم عقدها مردود كبير.
وبين أن المحادثات تطرقت إلى تاريخ ومستقبل العلاقات الكويتية والصينية مبينا أن الرئيس الصيني “تكلم كثيرا عن تاريخ العلاقات بين البلدين وكان مقدرا جدا أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع الصين في عام 1971”.
وأوضح أن الرئيس الصينس أشاد خلال اجتماعه مع سمو ولي العهد بدور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وتقديمه منذ ثمانينيات القرن الماضي قروضا للصين لإنجاز العديد من المشروعات.
وأكد وزير الخارجية أن “المحادثات تطرقت إلى مستقبل العلاقات بين الكويت والصين وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول أهمية تطويرها وتنميتها ودفعها إلى مواقع متقدمة.
من جهته أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتور جاسم الاستاد ل(كونا) أن “توجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله كانت واضحة بالعمل على إنشاء محطات في البلاد تعمل بالطاقة النظيفة”.
وقال الاستاد إن مذكرة التفاهم التي تم إبرامها مع الجانب الصيني لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية المتجددة في الكويت تأتي ترجمة لتوجيهات القيادة السياسية مشددا على ضرورة الاتجاه إلى الطاقة النظيفة من خلال مشروعات صديقة للبيئة.
وأشار إلى توجه الدولة “لأن تأتي شركات تؤسس محطات وفق ما يسمى مزود الطاقة المستقل (IPP) الذي يقوم على أن أي مؤسسة أو تحالف شركات يقوم بتشييد محطة تعمل بالطاقة الشمسية توفر طاقة نظيفة ورخيصة من جهة ومن جهة أخرى التأكيد على التزام دولة الكويت بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 بتوفير طاقة متجددة ونظيفة بيئيا من خلال تقليل الانبعاثات”.
ولفت الاستاد إلى إمكانية توفير الطاقة الشمسية من خلال ألواح يتم تركيبها فوق المنازل والمدارس وربطها بالشبكة الكهربائية قائلا إن هناك تجارب ومشروعات مماثلة ناجحة في دول الجوار.
وفي سياق متصل قال وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد العيبان إن اجتماع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله مع كبار الرؤساء في شركة هواوي الصينية كان “مثمرا للغاية”.
وأعرب العيبان في تصريح ل(كونا) عقب اللقاء عن تطلع دولة الكويت إلى التعامل مع شركة (هواوي) في المجالات التكنولوجية كونها شركة عملاقة لها مشروعات مهمة في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن سمو ولي العهد نوه خلال اللقاء بمشروعات هواوي السابقة في الكويت والتي أنجزتها بنجاح كبير داعيا اياهم إلى الاستمرار في تقديم خدماتهم وتقنياتهم لحكومة دولة الكويت التي ستعمل على تذليل أي عقبة قد تواجه الشركة.
وأشار إلى حرص سموه على موضوع التحول الرقمي وإنهاء الاستعمال الورقي والمعاملات الورقية لاسيما في الدوائر الحكومية.
بدوره أكد وزير العدل ووزير الدولة لشؤون الإسكان فالح الرقبة أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها أمس الاول الجمعة مع الجانب الصيني في مجال التطوير الإسكاني ستسهم في دعم توجهات البلاد نحو تطوير المدن الإسكانية المتكاملة بالاستفادة من الخبرات الصينية.
وقال الرقبة في تصريح سابق له ان المذكرة ستعزز أشكال التعاون من خلال تشكيل فرق عمل مشتركة وتنظيم زيارات متبادلة ومشاركة المعلومات الفنية.
وأوضح أن الهدف من المذكرة هو توسيع نطاق التعاون المتبادل وخلق تواصل استراتيجي طويل الأمد في مجال تطوير المشاريع الإسكانية.
وذكر أنه ومن خلال المذكرة سيتم تعزيز الامكانيات لتطوير مدن اسكانية متكاملة ومتطورة وتسريع وتيرة توفير الرعاية السكنية للمواطنين وفق اطار عملي مدعم بخطط تنفيذية واقعية بالتعاون مع الجهات الصينية المتخصصة في تنفيذ المدن المستقبلية ضمن خطط زمنية محددة.
وكان سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح قد وصل والوفد المرافق لسموه الخميس الماضي إلى مطار هانغتشو شياوشان الدولي بجمهورية الصين الشعبية الصديقة تلبية للدعوة الموجهة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ وذلك للقاء سموه مع الرئيس شي ولحضور حفل افتتاح الدورة ال19 للألعاب الأولمبية الآسيوية التي انطلقت فعالياتها في مدينة (هانغتشو) الصينية امس السبت.