جدد البرلمان العربي موقفه الرافض لتصفية القضية الفلسطينية عبر “التهجير القسري” للشعب الفلسطيني في قطاع غزة خارج أراضيهم وتشريد مئات الآلاف بتدمير منازلهم مؤكدا أن “التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية لا بد من إيقافها ومحاسبة داعميها”.
جاء ذلك في بيان للبرلمان العربي امس الخميس في ختام اجتماع طارئ للجنة فلسطين التابعة له برئاسة رئيس البرلمان العربي عادل العسومي على إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى (المعمداني) في غزة ما أسفر عن سقوط المئات من الشهداء والمصابين.
وأكد البرلمان أن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي (القوة القائمة بالاحتلال) للمستشفيات والمؤسسات المدنية الفلسطينية “جريمة حرب وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف المتعلقة بمعاملة المدنيين وقت الحرب”.
وأضاف أن “هذه الجريمة البشعة هي مجزرة جديدة تضاف لقائمة مجازر قوة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني” واصفا قصف مستشفى (المعمداني) بأنه “وصمة عار على جبين المجتمع الدولي”.
وشدد على أن استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي “الممنهج” للأطفال والنساء والمدنيين يعتبر “جريمة حرب مكتملة الأركان” يجرمها ويحرمها ويحاسب عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكل مواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية مطالبا “بمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم”.
وحمل البرلمان العربي المجتمع الدولي المسؤولية “لصمته أمام جرائم القوة القائمة بالاحتلال الوحشية” مؤكدا أنه “أمر مرفوض وغير مقبول أخلاقيا وإنسانيا وقانونيا”.
ودعا إلى “ضرورة التحرك العاجل والحازم للوقف الفوري للعدوان الهمجي والتصعيد العسكري لقوة الاحتلال الغاشمة ووضع حد لإراقة الدماء وحماية المدنيين العزل”.
كما أكد أهمية رفع الحصار المفروض عن قطاع غزة والسماح بالوصول العاجل للمساعدات الإنسانية والإغاثية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
كما حمل البرلمان العربي الدول الكبرى الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي مسئولية إزهاق أرواح المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ خلال غارات الاحتلال الغادرة مطالبا بضرورة تحكيم صوت الضمير الإنساني والالتفات إلى أن ما يحدث في غزة هو “حرب إبادة جماعية وهي سبة في جبين المجتمع الدولي”.
واستنكر في هذا الإطار “تأييد الدول الكبرى للجرائم الوحشية” للاحتلال الإسرائيلي وازدواجية المعايير ومنح القوة القائمة بالاحتلال الضوء الأخضر لهذا العدوان الوحشي الذي وصل إلى حد استهداف المستشفيات القائمة على علاج المصابين من هذه الحرب الظالمة.
وأكد البرلمان العربي أن ارتكاب مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية سيسجلها التاريخ الإنساني في قائمة العار لتنضم إلى سلسلة المجازر التي ارتكبتها القوة القائمة بالاحتلال في السابق واستخدامها جميع الأسلحة والأساليب المحرمة دوليا.
وقال إنه “لولا صمت المجتمع الدولي على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم لتوقفت” مضيفا “ولكن مع هذا الصمت المخزي ومساندة الدول الكبرى ستظل قائمة العار مفتوحة لمجازر أخرى”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري ما أدى إلى سقوط أكثر من 3785 شهيد من بينهم حوالي 500 شهيد في استهداف مستشفى (المعمداني) يوم الأول من أمس الثلاثاء وإصابة ما يزيد على 13 ألفا آخرين.