نظمت سفارة دولة الكويت بالقاهرة، حفلًا بمناسبة العيد الوطني للكويت الثالث والستين، والذكري الثالثة والثلاثين ليوم التحرير، بحضور السفير غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت لدى جمهورية مصر العربية، والسفير طلال المطيري مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، ووزير الكهرباء د. محمد شاكر، نيابة عن رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء بالحكومة المصرية ، وسفراء الدول المعتمدين في مصر، وشخصيات سياسية وإعلامية وفنية وعامة مصرية.
ورحب السفير غانم صقر الغانم ، في بداية الاحتفال بالحضور ومشاركتهم في احتفال الكويت بأعيادها الوطنية قائلا: “يشرفني أن أنقل لكم تحيات وتقدير أشقائكم في دولة الكويت على هذه المشاعر الطيبة التي تتبادلونها معنا من خلال مشاركتم الكريمة في أفراحنا التي نعيشها بما تحملة من إنجازات تمتد على مدى 63 عامًا مثلت نهضة دولة الكويت الحديثة”.
وأضاف السفير الغانم ، خلال كلمته، أن ما يميز أعيادنا الوطنية هذا العام، أنها أتت مع انطلاقة العهد الجديد بقيادة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بما يملكه من حكمة وحنكة ورؤية لكويت المستقبل، مشيرًا إلى أن الكويت على أبواب مرحلة جديدة أشار لها أمير البلاد في خطاب وثيقة العهد الجديد.
وهنأ السفير الغانم مصر قيادة والحكومة وشعبها لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة، لمواصلة مشوار التقدم والنماء والاستقرار.
ولفت السفير الغانم إلى أن الوطن العربي يمر بظروف استثنائية وتطورات خطيرة، مشيرًا إلى تعرض الأشقاء في غزة إلى حرب إبادة جماعية وتهجير قسري، ويعيشون في ظروف مآساوية جراء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما يعرض الأمن والاستقرار في المنطقة لتداعيات خطيرة.
وتابع: “نحن نتابع بأسي العمليات العسكرية الهمجية التي تمارسها قوات جيش الاحتلال وسياسية العقاب الجماعى، واستهداف المدنيين العزل، والبنى التحتية والمستشفيات ضاربة بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية”.
وأكد السفير الغانم أن بلاده أعلنت منذ اندلاع الحرب الظالمة استنكارها لهذا العدوان الهمجي، وأعلنت وقوفها إلى جانب الحق الفلسطينى، مشيرا إلى أن أهل الكويت قاموا بتقديم المساعدات المختلفه لأشقائهم في فلسطين عبر إنشاء جسر جوي لنقل المواد الطبية و الإغاثية تنفيذا لأوامر أمير البلاد.
وأشاد السفير الغانم بالجهود الكبيرة التى تبذلها مصر في هذا المجال، والاتصالات التى تجريها لوقف هذا العدوان، واحتضانها لمؤتمر القاهرة للسلام، أو من خلال اللجنة الوزارية العربية، ومطالبتها إسرائيل بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة بشكل فوري مع زيادة حجمها واستمراريتها لإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد السفير الغانم أن المشاركة في الاحتفال بالأعياد الوطنية تجسد مكانة دولة الكويت في قلوب الأشقاء والأصدقاء، وتعكس متانة العلاقات الخاصة التي تربط قيادتي وشعبي بلدينا الشقيقين والحرص على مد جسور التعاون والتكامل وإرساء مبادئ العدالة والسلام بدعم من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، مما يجعلنا نحمل في ضمائرنا وعقولنا مشاعرالأخوة والود والاحترام الذي تنطلق من بلدكم الكويت لتصل إلى مصر الحبيبة.
وأضاف أن ما يجمع دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة من أواصر محبة متبادلة وعلاقات تاريخية متينة وشراكة إستراتيجية، لافتا إلى أن العلاقة ممتدة منذ بداية القرن الماضي، وشهدت خلالها محطات مضيئة سطرتها كتب التاريخ وذاكرة أبنائها.
وأشار إلى أن الكويت لا تنس مواقف مصر الشقيقة منذ عهد ما قبل الاستقلال وموقفها المشرف لتأكيد الاستقلال الكويت في بداية عهد الاستقلال، مرورًا بالمشاركة في النهضة التنموية التي شهدتها دولة الكويت خلال العقود الماضية، وصولا إلى الموقف البطولي للأشقاء في مصر إبان حرب تحرير الكويت من محنة الغزو، مستذكرا المواقف القومية لدولة الكويت ووقوفها إلى جانب الشقيقة مصر إبان حرب 67 وحرب أكتوبر المجيدة التى شاركت الكويت فيها عن طريق إرسال لقواتها المسلحة دفاعا عن أرض مصر، التي اختلطت على أرضها دماء الشهداء الكويتيين إلى جانب أشقائهم في مصر، واستخدامها لسلاح النفط مصدرها الوحيد للدخل كسلاح في تلك الحرب.
ولفت إلى أن العلاقات الكويتية ـ المصرية علاقة تاريخية فريدة ومتجذرة ومتينة رسخت على مر العصور، وأصبحت علاقة إستراتيحية ونموذجا يهتدي به في مسار العلاقات بين الدول، فهي شملت كل مجالات التعاون الثنائي، بل تعدتها إلى تقارب كبير بين قيادتي وشعبي البلدين، وتميزت بالخصوصية وبتطابق الرؤي حول مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن مصر كانت سباقة في المشاركة في نهضة الكويت التنموية وكانت أيضًا وجهة للتعاون الاقتصادي والاستثماري الكويتي.
وأشاد السفير الغانم بالإصلاحات الاقتصادية والانفتاح الاقتصادي الذي شهدته مصر خلال العقد الماضي الذي أدى لنقلة نوعية اقتصادية فيها، مما أوجد بيئة استثمارية جاذبة تتميز بالشفافية والاستقرار، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا وجهة للاستثمارات الكويتية التي بلغت أكثر من 20 مليار دولار موزعة بين القطاعين العام والخاص تركزت معظمها في مشاريع وقطاعات تنموية، مؤكدًا أن مصر كانت ولا زالت تفتح أبوابها للاستثمار الكويتى، متمنيًا أن تشهد المرحلة القادمة قفزة في حجم الاستثمارات الكويتية في مصر، وزيادة في حجم التجارة البينية بين البلدين الشقيقين.