أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أمس الأحد أن مسيرة المجلس الحافلة بالعمل الدؤوب المشترك والسجل القيم من الإنجازات على مدى 43 عاما تعد نموذجا يحتذى به للتكامل والترابط الناجح إقليميا ودوليا.
جاءت تصريحات البديوي خلال احتفال أقامته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بمناسبة الذكرى الــ 43 لتأسيس مجلس التعاون بحضور أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وعدد من الوزراء والسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي. وأضاف البديوي أن “هذا النجاح الذي حققته مسيرة المجلس تأتي بفضل من الله وإيمانا من قياداتنا بأهمية ودور المجلس في حماية الأمن وترسيخ الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة لأجل شعوبهم”.
وشدد على أن مجلس التعاون يعتبر أيقونة وتجسيدا للقيم والروابط المشتركة الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية التي يعززها الامتداد الجغرافي لدول المجلس. وذكر الأمين العام أن مجلس التعاون قد وضع منذ انشائه رؤية واضحة لمستوى التكامل المشترك بين دوله على حماية مجلس التعاون من كافة التهديدات من منطلق أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ ودعم وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته.
وتابع أن ذلك يأتي من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية والانتقال الى الاقتصاد المرتكز على المعرفة والابتكار والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية انطلاقا من القناعة الراسخة بأن الانسان هو هدف التنمية وتمكين مجلس التعاون من التعامل مع الأزمات بجميع أنواعها والتعافي منها بالإضافة إلى تعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليمية والدولية ونصرة القضايا العادلة وتقديم الدعم خلال الأزمات الدولية.
وأشار إلى أن المنطقة تمر اليوم بظروف استثنائية وصعبة وغير مسبوقة بسبب ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلية من قتل وتهجير وانتهاكات خطيرة ووحشية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية.
وأكد البديوي على موقف مجلس التعاون الثابت بشأن العدوان الإسرائيلي والمطالبة بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في كافة أنحاء غزة بما في ذلك مدينة رفح وضمان توفير وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية لسكانها.
وشدد على ضرورة تبني المجتمع الدولي لسياسات وتدابير فعالة لوقف التصعيد وأعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس والمقدسات الإسلامية ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وعمليات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وبين ان ما شهدته المسيرة المباركة من إنجازات عديدة طوال فترة مسيرتها ساهمت في تعزيز التكامل الخليجي المشترك في مختلف المجالات مستذكرا بعضا مما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية فعلى مستوى التنويع الاقتصادي من خلال فتح أسواق جديدة لدول مجلس التعاون والتي تنبع من الرؤية الاستراتيجية الشاملة التي وضعها قادة المجلس.
واشار الى انه تم توقيع عدة اتفاقيات تجارة حرة مع عدد من الدول وهو ما يعد شهادة على نهج مجلس التعاون وتطلعاته في تعزيز العلاقات الدولية والعلاقات التجارية تمثلت بالانتهاء من المفاوضات والتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون وباكستان في شهر سبتمبر 2023 كذلك تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون و كوريا في ديسمبر 2023 والإعلان عن انطلاق مفاوضات تجارة حرة مع اليابان وفق بيان مشترك في يوليو 2023 وكذلك الإعلان عن انطلاق مفاوضات تجارة حرة مع تركيا وفق بيان مشترك في مارس 2024.
وأفاد البديوي بأن التزامنا بتعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح أسواق جديدة لدول مجلس التعاون لا نهدف من خلاله لتنويع أنشطتنا الاقتصادية فحسب بل نعمل أيضا على وضع دول مجلس التعاون لاعبا استراتيجيا في ساحة التجارة العالمية. وتابع “نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة لمواصلة هذا البناء العظيم والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال المسيرة المباركة وثقة بسواعد شبابنا وبناتنا الذين نعدهم رهاننا الأقوى بقدراتهم وطاقاتهم لتحقيق النجاحات تعزيزا لدور ومكانة مجلس التعاون إقليميا ودوليا وهو ما نسعى إليه في الأمانة العامة من ترجمة وتنفيذ ومتابعة للبرامج والأهداف والمشاريع المناطة بنا لتحقيق منجزات أكبر وأعظم”.
وأعرب الامين العام عن الشكر والتقدير والثناء للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على ما تقدمه للأمانة العامة والمكاتب والهيئات التابعة لها في دولة المقر من تسهيلات ودعم لامحدود ولأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس أعضاء المجلس الوزاري الموقر على دعمهم ورعايتهم المستمرة للأمانة العامة لمجلس التعاون ومنسوبيها في سبيل القيام بالمهام المناطة بمجلس التعاون ولمنتسبي الأمانة العامة لمجلس التعاون والهيئات والمكاتب التابعة لها
المصدر: كونا