• نوفمبر 27, 2024 - 5:37 مساءً

الحسينيات تحيي ذكرى عاشوراء بتكريس الوحدة الوطنية

وسط إجراءات أمنية مشددة، تواصل حسينيات الكويت إحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين. وواكب بدء المجالس العاشورائية انتشار أمني مكثف على مداخل ومخارج الطرق المؤدية للحسينيات، فضلا عن الحواجز الحديدية، التي تم وضعها خارج محيط الحسينيات، لمنع دخول أي شخص إلا بعد تفتيشه، سواء من قبل أفراد وزارة الداخلية أو من قبل أفراد اللجان التطوعية.
«الخليج» جالت داخل بعض الحسينيات، حيث شدد خطباء المنابر الحسينية في مجالسهم الحسينية على أهمية الدروس والعظات التي يجب ان يستفاد منها في الثورة الحسينية وإسقاطها على الواقع المعاصر، متذكرين الزيارة السريعة لسمو الامير لمسجد الامام الصادق، وعبارته الأشهر «هذولا عيالي» التي كرّست نهج الوحدة الوطنية.
ودعا خطيب الحسينية الكربلائية الشيخ محمد الجمعة إلى الاستفادة من دروس السيرة الحسينية، مثمنا للحضور إقدامهم وحضورهم وحرصهم على الاستفادة من تلك العظات.
وفي حسينية معرفي تحدث خطيب المنبر الحسيني سيد داخل حسن، عن الطرق الأخلاقية التي من خلالها يمكن توعية وتهذيب المجتمعات، خصوصا المجتمعات التي يوجد فيها فساد واختلال اجتماعي، مبينا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «كان يدعو دائما من على منبره إلى تقويم الانحراف وإصلاح الفساد بالطرق التربوية، التي كان ينتهجها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم».
وقال داخل ان «الدعوة إلى إصلاح المجتمعات وتقويمها هي في الأصل رسالة الأنبياء»، لافتا إلى ان «الإمام الحسين كان يهدف من وراء ثورته إلى تقويم المجتمع، وخير دليل على ذلك، تلك الخطب التي كان يوجهها لأتباعه خلال ثورته».
وتطرق إلى مسألة خلق الإنسان ورعاية المولى له، بدءا من مرحلة ظلمات الأرحام إلى مراحل الطفولة والشباب والكهولة، وتحدث عن مسألة الضوابط التي وضعها المولى عز وجل لخلقه، لكي يسيروا عليها، حتى لا يعيشوا الفوضى والقلق، مشيرا إلى ان هناك فئة متخصصة هي المكلفة بالتصدي لأحكام هذه الضوابط، ليوضحوا للمجتمع الحكم الشرعي في بعض المسائل الخاصة بهذه الضوابط، والأحكام بشكل جلي مستمد من أحكام التشريع.
وحول هذا الانتشار وحرص الداخلية على تأمين الحسينيات قال المحامي جليل الطباخ: كلمات سمو أمير البلاد حفظه الله دائما تحس على الوحدة الوطنية وعلى عدم التفرقة بين المواطنين، ولا شك أن وقوفه في الأزمات مع الشعب الكويتي تبين أن سموه «أمير للإنسانية والحكمة والبصيرة، ونحن في هذا الشهر « شهر المحرم» لا بد من الاستماع وتنفيذ وصايا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بأن نتعاون مع الوزارة ونقوم بتنفيذ تعليماتها، لأن الأمن في الوطن لا يستتب إلا بتعاون المواطن مع الوزارة والعكس».
وأضاف: لا يوجد أمن في أي بلد تستطيع الحكومات أن تنفذه ما لم يتعاون معها المواطنون، وخلال زيارتي للحسينيات لامست تعاون مطلقا بين الناس ووزارة الداخلية، خاصة أننا في هذه الأوقات، ومع مرور المنطقة بمرحلة حساسة بعد تفجير مسجد الإمام الصادق لا بد أن نكون يدا واحدة مع الحكومة في محاربة الفتنة والدفاع عن الوطن، والذود عنه.
وتابع: بعد تفجير مسجد الصادق بساعة قمت بزيارته، وشاهدت سمو الأمير وهو قادم إلى المسجد، وفي اعتقادي أن سمو الأمير بزيارته الفورية لموقع الحادث وأد فتنة كبرى، لذلك أكدت على أن سمو الأمير كما هو أمير للإنسانية، كما اختارته الأمم المتحدة، هو أيضا أمير للحكمة والبصيرة.
وأشار إلى أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، يمتلك بصيرة «يمتلك فكرا استراتيجيا» للأمام، فبتلك الزيارة الفورية للمسجد وأد سموه الفتن، ونادر ما نرى رئيس دولة بعد أن يحدث تفجير كبير مثل الذي حدث نجده يأتي إلى مكان الحادث، ولقد أشادت الوكالات العالمية بهذا الموقف لسمو الأمير، ويؤكد أن سموه لا ينسى شعبه في الأزمات.
وأضاف: عندما قال سموه «هذولا عيالي» وبكى أثر في نفوس الجميع، وفي نفوس الشعوب العالمية، وهذا الموقف أكد أن سموه أمير للإنسانية والشجاعة، وهذه الصفات لا نجدها في كثير من الحكام في العالم، لافتا إلى أن هذا الموقف جعل الشعب الكويتي يتمسك بقيادته السياسية إلى الأبد.
وتابع: الصلاة في المسجد الكبير وتقديم العزاء لأهالي الشهداء والحكومة والنواب الذين تواجدوا وفي مقدمتهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وهذه اللحمة الوطنية لا نجدها في الكثير من دول الخليج، مشيرا إلى أن الكويت دولة مؤسسات بها دستور ومؤسسات ومجتمع مدني، ولذا هناك بعض الأنظمة الخارجية تحسد الكويت على العلاقة الوطيدة في الكويت بين الحاكم والمحكوم.
وقال: الشيعة موجودون في الكويت منذ 350 سنة وأكثر، ونحن عبر التاريخ وقفنا مع أسرة الصباح وسنقف إلى الأبد، وهذا نهج أهل الكويت جميعا، ولا تفرقة بين السنة والشيعة في الكويت، لافتا إلى أن هناك أيادي خفية أسست الفكر التكفيري في الكويت، وهذا الفكر يجب أن نحاربه، قائلا «حبي لسمو الأمير وحبي للكويت لا يتجزأن، والكويت وسمو الأمير ولدا من رحم واحد.
بدوره قال الناشط السياسي محمد الهملان: الوحدة الوطنية في الكويت هي خط الدفاع الأول والسياج الأمين للمحافظة على أمن الوطن، وأول طريق الأمان، هو الوحدة الداخلية، وانسجام الناس في نسيج اجتماعي واحد يجمع الجميع تحت مظلة مصلحة الوطن وأمنه.
وأضاف: الوحدة الوطنية من أساسيات الأمن، لافتا إلى أن سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه حاكم وقائد شجاع وحكيم، حرص سموه على الحضور عندما وقع تفجير مسجد الصادق فور وقوع الحادث، وهو أمر يدل على لحمة الشعب الكويتي وحب أميره له، وهو موقف شجاع لسموه لا ينساه الناس له، ويعكس حرصه الشديد على أبنائه المواطنين، وعدم التفرقة بينهم مهما اختلفت مذهبهم، فالجميع أبناء الأمير.
وتابع: مواقف سمو الأمير تعكس حسه الأبوي المسؤول تجاه أبنائه عند تعرضهم لا قدر الله لخطر ما.
بدوره قال الناشط النقابي علي السكوني: الكويت منذ أن نشأت ديرة واحدة لا فرق فيها بين سني وشيعي وبين حضري وبدوي، فالكل فيها يعيشون تحت سقف أسرة واحدة، والدنا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، لافتا إلى أنه بعد أن وقع تفجير مسجد الأمام الصادق تلاحم أهل الكويت أكثر فأكثر.
وأضاف: أصبحنا اليوم نرى الشيعي يصلي في مسجد السنة، والسني يصلي في مسجد الشيعي، وعندما وقع تفجير مسجد الإمام الصادق حضر سمو أمير البلاد على الفور، وقال هذولا عيالي، وهذا خير دليل على أنه لا تفرقة بين سني وشيعي أو حضري وبدوي، فهذه الميزة في الكويت.
وتابع: الشيعي يعيش مع السني، والسني يعيش مع الشيعي، والبدوي يعيش مع الحضري والحضري مع البدوي، لافتا إلى أن حرص الأمن الكويتي خلال هذه الأيام لا يقتصر على الحسينيات فقط بمناسبة عاشوراء، بل هناك حرص من قبل الأمن على المساجد السنية كذلك، خصوصا مع استهداف الشيعة من أجل إشعال الفتن، لكن ولله الحمد المراقب لأهل الكويت يجد أننا أسرة واحدة ربانها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، ولا فرق فيها بين أبنائه، فكلنا عياله.

Read Previous

سياسيون لـ الخليج: تقديم السلطتين الذمة المالية تكريس للشفافية وسيادة القانون

Read Next

الخالد: الشعائر داخل الحسينيات ولن أسمح بأي تجاوزات

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x