طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدم استباق الاحداث في قضية تحطم الطائرة الروسية، مشيرا إلى أنه توجه بالعزاء باسم مصر وشعبها وحكومتها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والشعب الروسي وأسر الضحايا.
وأضاف، في الندوة التثقيفية الـ 20 التي نظمتها القوات المسلحة أمس الأول الأحد بعنوان «أكتوبر الإرادة والتحدي» أنه تحدث في أثناء فترة ترشحه لرئاسة الجمهورية عن التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وأنه لم يخف شيئا عن الشعب، وقال: وقتها نحن قادرون معا على تجاوز تلك التحديات، والآن لا يوجد تحد واحد يقلقنا سوى الحفاظ على وحدة المصريين، فطالما كان الشعب المصري على قلب رجل واحد سنتصدى للمشاكل التى ستواجهنا مهما كان حجمها.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن أول تحد للدولة هو استتباب الأمن والاستقرار واستدعى الصورة خلال السنوات الخمس الماضية، موضحا ان جميع الشعب عايش تلك الفترة العصيبة وعانى الجميع منها، وأشار إلى الوضع في سيناء قائلا: انه كان خارج سيطرة وسلطة الدولة، موضحا أن الدولة لم تصدر القلق إلى الشعب المصري مما حدث، وواجهت القوات المسلحة الإرهاب وحققت نتائج إيجابية، وأوضح أن عملية حق الشهيد في سيناء التي انتهت المرحلة الأولى منها حققت أهدافها، إلا أن القوات المسلحة مستمرة في عملياتها حتى يتم القضاء نهائيا على الإرهاب في سيناء وداخل ربوع الدولة.
وأكد أن نقطة الدم المصري غالية جدا، لذا كان من الأولويات تحقيق الأمن والاستقرار حتى لا يتم ترويع المواطنين، وأكد نحن نحمي دولة ولا نحمي نظاما. وقال إنه قبل 5 سنوات كان لمصر ترتيب عالمي في الأمن الجنائي، وإننا الآن لن نرضى بهذا التصنيف الذي كان موضوعا.
وعن الاستثمارات تساءل الرئيس: هل كانت مصر جاهزة لمناخ استثماري في الفترة السابقة؟ وأجاب: بالطبع لا، مشيرا إلى أنه تم التحرك في التشريعات لتحريك الأوضاع وتسهيل الإجراءات وتقليل البيروقراطية والفساد. وقال: ان مشكلة الطاقة كانت تواجه جميع الاستثمارات وخصوصا الكهرباء، وذلك بالنسبة للمستثمرين الأجنبي أو المصري، والمشكلة الحقيقية كانت قبل 25 يناير بـ 4 سنوات، ولكننا في خلال سنة ونصف السنة فقط تم حل المشكلة نهائيا، عن طريق إنشاء بيئة كهربائية تكفي لأي استثمارات خارجية أو داخلية. وقال: أما بالنسبة للمشكلة الثانية فهي الغاز، حيث إن المصانع التي تعمل بالغاز كانت ستتوقف أو لا تعمل بكامل طاقاتها مما يعود بالضرر على أصحاب العمل، والعاملين، والحمد لله مع نهاية الشهر الحالى لن تكون هناك أي مشكلة للغاز في أي مصنع. وأضاف: إننا نبذل جهودا لا يعلمها إلا الله، ويجب أن يكون الجميع معنا ونتحمل جميعنا المسؤولية كاملة، من خلال الحكومة والإعلام، مشيرا إلى أن تلك المشاكل لا ينقلها للشعب لأن المصريين لم يجدوا من يحنو عليهم، ولكن في الوقت نفسه لن أخدعهم ولن أبيع الوهم لهم، فجميعنا شركاء في حماية مصر.
وعن أزمة ارتفاع الأسعار قال: لا يتخيل أحد أننى بعيد عن ارتفاع الأسعار في مصر، مشيرا إلى أنه واحد من أبناء الشعب، وأعلن صراحة أن نهاية الشهر الحالي ستنتهي الدولة من ضبط الأسعار بعد تدخلها، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن يأتى ضبط الأسعار من التجار أنفسهم، وستقوم الحكومة والقوات المسلحة بتوفير جميع السلع وطلبات المواطنين بأسعار مناسبة. وقال: لن نسمح بارتفاع الأسعار.
وجاءت جولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي شملت الامارات والبحرين والهند مهمة للغاية لتوطيد العلاقات الثنائية مع كل من الدول الثلاث، فضلا عن الشق الاقتصادي والتطرق إلى القضايا التي تخص المنطقة العربية والاوضاع في اسيا وعلى مستوى العالمي.
الإمارات
وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الذي أكد «أن مصر القوية هي سند لكل العرب، وأن العلاقات المصرية الإماراتية ليست علاقات ديبلوماسية اعتيادية بل هي علاقات محبة وأخوة وشراكة رسخها الشيخ زايد رحمه الله، ورفع بنيانها الشيخ خليفة حفظه الله وإخوانه، ويُعزز هذه الإخوة اليوم علاقة راسخة بين الحكومتين ومصالح متبادلة بين الشعبين الشقيقين».
كما رحب بن راشد بالرئيس السيسي، مشيرا إلى «أن مصر وشعبها وقيادتها كانوا ومازالوا شركاء لدولة الإمارات منذ تأسيسها في كل المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية والحكومية، وأن العلاقات النموذجية التي بنتها دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية تمثل العلاقات العربية بين الأشقاء، كما ينبغي وكما أرادها زايد رحمه الله وكما يحبها الشعبان الشقيقان».
وأعرب الرئيس السيسي عن امتنانه وتقديره للإمارات، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتميز بالخصوصية حيث تحتل الإمارات، قيادة وشعبا، منزلة خاصة في قلوب المصريين، كما توجد روابط متعددة الأبعاد تجمع بين البلدين والشعبين، لا سيما في ضوء تواجد الجالية المصرية بمختلف أنحاء دولة الإمارات حيث ساهمت بجهودها في نهضتها التنموية الشاملة التي تثير الإعجاب والتقدير. وأضاف الرئيس أن الشعب المصري لن ينسى مواقف دولة الإمارات المشرفة ودعمها المتواصل لمصر، لا سيما من خلال عمل المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية التي تنفذها دولة الإمارات في مصر، والتي تساهم في دفع عملية التنمية الشاملة في مصر. وتناول اللقاء أيضا أوجه التعاون بين الدولتين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، حيث أكد الجانبان أهمية تنويع وتوسيع التعاون في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بما يخدم مصالح البلدين ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين.
البحرين
وزار الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مملكة البحرين، حيث كان في استقباله بمطار المنامة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء.
وقد توجّه الرئيس المصري بصحبة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى قصر القضيبية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بأن السيسي عقد جلسة مباحثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رحب خلالها ملك البحرين بالرئيس المصري وعبّر عن سعادته بزيارة السيسي التي تعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين.
كما أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة على قوة ومتانة وأهمية العلاقات مع مصر، مشيرا إلى حرص البحرين على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات في هذه المرحلة الهامة من تاريخ المنطقة. وشدد الرئيس المصري على التزام مصر تجاه أمن واستقرار البحرين ودول الخليج العربية والوقوف معها ضد مختلف التحديات، حيث أكد على أن أمن البحرين واستقراره هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
كما أكد أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة كل التحديات الإقليمية التي تواجه المنطقة العربية، والعمل على صون مقدراتها، ومحاربة التطرف والعنف والتصدي للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة التي تهدف إلى تقويض ركائز أمن واستقرار الدول ومؤسساتها الوطنية.
وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منتدى «حوار المنامة» للأمن الدولي في البحرين بهجوم لاذع على الطائفية الدينية.وفي كلمة الافتتاح للمنتدى السنوي، قال السيسي إن الجماعات الدينية الطائفية مزقت النسيج الوطني في بعض الدول العربية. واتهم الرئيس المصري هذه الجماعات بتغذية النزاعات بهدف توسيع نفوذها. وقال السيسي: «وجدت بعض الأطراف ضالتها في الجماعات الإرهابية وقامت بإزكاء تلك النزعات الطائفية البغيضة لتحقيق أجنداتها ومصالحها في المنطقة».
وأضاف: «مع بالغ الأسف فقد تمت ترجمة ذلك عمليا في صراعات تُمزق النسيج الاجتماعي والوطني لدول عربية».
وانتقد السيسي: «التيارات التي توظف الدين لأهدافها السياسية». واستطرد قائلا: «كشف الواقع العملي أن هذا التيار لا يفهم تاريخ المجتمعات العربية ولا يسعى لتحقيق مقاصد ثوراتها»، وأن هذا التيار استخدم «أساليب نفت عنه قطعا صفات الاعتدال والانتماء الوطني».
نيودلهي
وفي الهند شارك الرئيس السيسي، في القمة الثالثة لمنتدى الهند – أفريقيا، وكان في استقباله بمطار نيوديلهي وزير الدولة الهندي للشؤون البرلمانية والأقليات. وتوجه الرئيس السيسي فور وصوله إلى القصر الجمهوي، حيث عقد اجتماعا ثنائيا مع رئيس الهند «برناب موخيرجي»، الذي أعرب عن سعادته وتقديره لزيارة الرئيس، مشيرا إلى أن مشاركته في القمة الثالثة لمنتدى الهند – أفريقيا تساهم في نجاحها وفي التوصل إلى نتائج تُحقق نقلة نوعية في علاقات التعاون القائمة بين بلاده والقارة الأفريقية.
ومن جانبه أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين، واستشراف آفاق جديدة للعلاقات تضمن تكثيف التعاون بين مصر والهند في جميع المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للشعبين، ويساعد على الارتقاء بالعلاقات بين الدولتين إلى مستويات تتناسب مع تاريخهما مشترك. ورحب الرئيس بزيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى نشاط الشركات الهندية بمصر، معربا عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات الهندية في ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات الجاري تنفيذها والتعديلات التي تم إدخالها على البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار، بما يوفر مناخا جاذبا للاستثمارات، فضلا الاستفادة من التكنولوجيا الهندية المتقدمة في العديد من المجالات.