مع انتهاء المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب الجديد، في مصر تكون مصر على قد انتهت من الاستحقاق الثالث من استحقاقات «خارطة الطريق»، والتي بدأت بوضع دستور جديد، تلته الانتخابات الرئاسية، وها هو الاستحقاق الثالث قد اكتمل، بعد إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لبقية محافظات مصر.
وتابع العالم باهتمام بالغ، الانتخابات البرلمانية ليس فقط لأنها تشكل استكمالا لبنود «خارطة الطريق»، بل لأنها تعني كذلك استكمال مصر لمؤسساتها الدستورية، بكل ما يمثله ذلك من استقرار سياسي، سيدفع بالتأكيد إلى المزيد من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وسيكون أمام البرلمان الجديد الكثير من المهام العاجلة، في مقدمتها بالطبع إقرار القوانين التي صدرت في غياب الحياة البرلمانية،، وإصدار تشريعات أخرى جديدة تفتح أبواب الاستثمار في دولة لاتزال واعدة بالكثير من الفرص الاستثمارية للمصريين والعرب والأجانب.
وتعد الانتخابات فرصة لتحقيق ما تعهد به الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومة المهندس شريف إسماعيل، من تمكين المرأة والشباب، وإتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة من أبناء مصر، لكي تتحمل مسؤولية العمل السياسي، وهو ما تحدث عنه أيضا الرئيس السيسي في الكلمة التي وجهها إلى شعبه، لدعوتهم إلى المشاركة بقوة وإيجابية، وممارسة حقهم الانتخابي والديمقراطي، وهو ما يمكن ربطه كذلك بالدورات التي جرى البدء بتنظيمها خلال الفترة الأخيرة، بإشراف ومتابعة من رئاسة الجمهورية، بهدف «إعداد القادة» من الشباب، وتهيئتهم لخوض مجال العمل السياسي، وللأدوار القيادية بشكل عام في كل المجالات.
والمصادفات الجيدة أن تتزامن الانتخابات التشريعية، مع نجاح كبير حققته مصر على مستوى العمل الديبلوماسي الدولي، بحصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وباكتساح لأصوات الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ولم تكن هذه أيضا مجرد عضوية عادية في مؤسسة أممية، وإنما شكلت اعترافا عالميا بدور مصر وأهميتها، ونظرة العالم إليها باعتبارها دولة مهمة وفاعلة في منطقتها وعالمها، كما أنها إقرار بنجاح خطواتها نحو تأسيس ديمقراطية سليمة وبناء مؤسساتها الدستورية كاملة.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أدلى بصوته في الانتخابات البرلمانية بمدرسة مصر الجديدة النموذجية للبنات عقب فتح باب التصويت، وسط حراسات امنية مشدة من قوات الحرس الجمهوري وعدد من القيادات الأمنية بمديرية امن القاهرة.
كما ادلى المهندس شريف إسماعيل رئيس الحكومة المصرية بصوته خلال المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بمنطقة الشروق محل سكنه والتي تتبع دائرة مدن شرق القاهرة، كما ادلى بصوته في نفس الدائرة عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.
ومن جانبه، قال المستشار عدلى منصور، رئيس مصر السابق، إن مجلس النواب مهم جدا لأننا نستكمل به الاستحقاق الأخير من المرحلة الانتقالية.
وطالب رئيس مصر السابق البرلمان، خلال لقائه بفضائية «سي بي سي إكسترا»، بأن يكون على مستوى المسؤولية ويحقق آمال المصريين.
كان المستشار عدلى منصور أدلى بصوته بمدرسة مصر الجديدة النموذجية وسط تكثيف أمنى من رجال الجيش والشرطة.
أدلت السيدة انتصار السيسي، زوجة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بصوتها في انتخابات مجلس النواب 2015 بلجنة الإعدادية النموذجية بمصر الجديدة وسط تأمينات مشددة من قوات الحرس الجمهوري، حسبما ذكرت فضائية «صدى البلد».
وتحدى أهالي مدينة شرم الشيخ الإرهاب، وتوافدوا للمشاركة في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب بشكل قوي للتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان.
وشهدت اللجان الانتخابية بشرم الشيخ إقبالا ملحوظا من الناخبين وسط تكثيف أمني.
وادلى المصريون بأصواتهم في 139 سفارة وقنصلية وبعثة ديبلوماسية في جميع أنحاء العالم، وكالعادة تميزت الكويت بانها الاكثر تصويتا بين الجاليات المصرية في الخارج.
وفي الداخل جرت المرحلة الثانية من الانتخابات في 13 محافظة مصرية من بينها العاصمة القاهرة، وبلغ عدد الناخبين في هذه المرحلة أكثر من 28 مليون ناخب، كما شهدت تنافس أكثر من ألفي مرشح على 222 مقعدا.
واكدت القوات المسحلة المصرية أن أكثر من 160 ألف جندي شاركوا في تأمين المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في المحافظات.
وأضافت أن عملية التأمين شارك فيها الجيشان الثاني والثالث الميدانيان، بالإضافة إلى جنود من المنطقة الشمالية العسكرية بالتعاون مع القوات البحرية.