• نوفمبر 22, 2024 - 2:15 مساءً

أكاديميون لـ الخليج : العنف ضد المرأة يولد من رحم الخلافات الأسرية

خصصت الأمم المتحدة يوم 25 فبراير، الذي صادف الأربعاء الماضي، يوم اللون البرتقالي لإنهاء العنف ضد المرأة، فرغم ما يشهده العالم من تقدُّم علمي وتكنولوجي، فإن هناك الكثير من المظاهر السلبية لاتزال قائمة في معظم دول العالم، وأبرزها ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث أظهرت الإحصائيات أن 38 في المائة من النساء حول العالم يتعرضن للإيذاء.
وأكد أكاديميون التقتهم «الخليج» أن الخلافات الأسرية التي تقع داخل البيت الواحد، وعدم وضع حلول أولا فأولا لها تزيد من تفاقم العنف ضد المرأة.
وقالت الكاتبة الصحافية والأكاديمية رباح النجادة: إن المرأة في جميع المجتمعات عنصر ضعيف بسبب الثقافة المجتمعية، ولذلك نطالب بمزيد من القوانين التي تحمي المرأة من العنف، مؤكدة أنها تقف ضد العنف، سواء أكان ضد الطالب أو المرأة أو الفتاة، فالعنف مرفوض بكل أشكاله، مشيرة إلى أن هناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن هذا العنف على المستوى الأسري أو على مستوى المجتمع، مشيرة إلى أن نسبة 38 في المائة من النساء حول العالم يتعرضن للإيذاء الجسدي من أزواجهن وفق منظمة الصحة العالمية.
وبينت النجادة أن الاعتداء على المرأة يجب ان يتم علاجه من خلال قنوات قانونية وثقافية واجتماعية، مبينة أن العنف الممارس ضد المرأة هو الأكثر عالميا من العنف ضد الرجل، كونها الحلقة الأضعف، حيث انه وفق آخر إحصائية لوزارة العدل لعام 2010م أفادت الاحصائية بأن متوسط عدد قضايا العنف والاعتداء ضد المرأة في الكويت خلال السنوات العشر الماضية بلغ 368 قضية في كل عام، أي أنه لا يمضي يوم لا تتعرض فيه المرأة لاعتداء أو عنف وفق ما سجل، وما خفي كان أعظم لوجود حالات معرضة للعنف ترفض تسجيل بلاغ بذلك خوفا من عدة أمور لا نستطيع تحديدها، لكننا نرى أن الموروث الاجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا هي التي تمنعها من القيام بذلك.
وأضافت النجادة: لكي نوقف العنف نحتاج من المشرع إلى أن يقدم على تغيير بعض نصوص القانون، وإضافة تشريعات محاربة للعنف والتحرش الجنسي، وتغليط عقوبة من يمارس العنف ضد المرأة، وعلى الدولة أن تقوم بوضع سياسات وخطط وطنية لمحاربة العنف عامة وضد المرأة خاصة، من خلال إنشاء أجهزة حكومية مختصة ووضع تدابير حيز التنفيذ واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتصدي لظاهرة العنف.
ومن جانبه قال أستاذ علم النفس بجامعة الكويت د. خضر البارون: إن الخلافات الأسرية التي تقع داخل البيت الواحد، وعدم وضع حلول أولا فأولا تزيد من تفاقم العنف الأسري

بين أبناء الأسرة الواحدة، مما يولد عنفا من الزوج لزوجته أو العكس، وأيضا عنفا لدى الأبناء بسبب مشاهدتهم الدائمة للعنف بين آبائهم وأمهاتهم، وهناك أيضا حالات العنف ضد الخادمة من قبل بعض أفراد الأسرة، مشيرا إلى ان الخلافات قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية، وعادة إن لم يكن هناك تواؤم وتآلف وتكامل بين الأزواج فمما لا شك فيه انه سيكون هناك عنف أسري.
وأشار البارون إلى أهمية توعية أفراد الأسرة جميعا بكيفية تعاملهم مع بعضهم البعض، فمن المهم توعية الزوجة بكيفية التعامل مع زوجها وأبنائها، وأيضا توعية الزوج بكيفية تعامله مع زوجته وأبنائه. وأردف البارون: فمن المهم جدا ان يكون الإنسان ملما بالأساليب الحديثة في التعامل الاجتماعي، لافتا إلى ان المتاعب المالية والاجتماعية أحد أهم أسباب العنف الأسري، فأحيانا تكون الميزانية غير كافية لإدارة شؤون المنزل، او ان احد الزوجين مبذر في صرف المال، وقد يحدث أحيانا خلاف بين الزوجين في مسألة كيفية تربية الأولاد بما يؤدي إلى عنف أسري.
وأوضح البارون ان العنف الأسري يتولد أحيانا لدى الزوجين نتيجة انهما تعاملا معاملة قاسية من والديهما خلقت لديهما تلك الحالة من الشعور بالعنف تجاه الآخرين، فقد يكونا قد تربيا في بيئات تؤيد العنف ويؤمنان بفكرة أخذ الحقوق بالذراع.
وتابع: وقد يكون الإنسان فاشلا في حياته اليومية بما يجعله يصب غضبه على زوجته وأولاده أو على الخادمة، مؤكدا أهمية ان يكون الزوجان متحابين وبينهما ألفة واحترام متبادل، من اجل زرع تلك القيم في نفوس أبنائهما، وبالتالي يخلقان أجيالا قادرة على بناء أسر سعيدة في المستقبل. ولفت البارون إلى انه أحيانا، ونتيجة للعنف الأسري بين الزوجين، يعزف الأبناء عن الزواج في المستقبل، نظرا لأنه تولدت لديهما عقدة نفسية نظير ما كانا يريانه بين أبوهما وأمهما، وأيضا فإن الخلافات الأسرية بين الزوجين تؤثر على دراسة الأبناء الذين تنتابهم أحيانا أحلام مزعجة نتيجة الخوف من طلاق والديهم. وختم قائلا: إن الشخص غير المستقر هو شخص غير مطمئن في حياته.
فيما أكدت الأستاذة المساعدة في كلية الطب النفسي د. مريم العوضي وجود حالات كثيرة ومتنوعة من العنف ضد المرأة في المجتمع الكويتي، كونها ظاهرة عالمية، وليست مجرد حالات استثنائية تحدث في الكويت وفي أي دولة في العالم، مشيرة إلى أن العنف ضد المرأة في الكويت موجود ومستتر، لكن ليست له علاقة بالعرق أو الدين أو اللغة أو الموقع، مشيرة إلى أن اللجوء إلى المخفر من قبل عدد من النساء في الكويت يرجع سببه إلى تكرار العنف داخل محور الأسرة.
وبينت العوضي أن العنف قد يكون جسديا أو نفسيا أو ماديا، لافتة إلى أن نسبة العنف ضد المرأة في العالم تتراوح بين 15 و71 في المائة، وأن امرأة من كل 3 نساء تعرضت لنوع من أنواع العنف، وأن 35 في المائة من العنف ضد المرأة يأتي من شريك الحياة، أي الزوج، وأن 40 في المائة ممن تعرضن للعنف من الزوج متن بسبب هذا العنف، مبينة أن من تبلغ عن العنف لا تقوم بذلك إلا بعد تعرضها للعنف مرات متعددة ربما تصل لثلاثين مرة.
وشدّدت العوضي على أن العنف النفسي ضد المرأة أشد قسوة من العنف الجسدي، مبينة أن تحبيذ الولد على البنت في المجتمعات الذكورية، ومنها المجتمعات العربية، يمثل أحد اشكال العنف ضد المرأة، وكذلك إجبار الفتاة على الزواج المبكر، موضحة أن الضرب على الوجه من أكثر أنواع العنف الجسدي، أما التوبيخ فهو أكثر أنواع العنف النفسي انتشارا، وله آثار خطيرة ومدمرة إن حدث أمام الأطفال ويمحو شخصية الأم أمامهم، بينما يعتبر الاغتصاب أسوأ حالات العنف الجنسي}، وقد يقع الاغتصاب حتى بين الزوجين.

Read Previous

ناشطات لـ الخليج : المرأة الكويتية «مُنتقصة» الحقوق

Read Next

«الصحة»: إعادة تنظيم آلية عمل لجان الجودة في المستشفيات

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x