نحتفل الإمارات العربية المتحدى غدا بالذكرى الرابعة والأربعين لميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي رأت النور في الثاني من ديسمبر عام 1971.
ويتذكر الإماراتيون جهود الآباء المؤسسين الذين لم يتوانوا في بذل الغالي والنفيس، من أجل أن يُحولوا الحلم إلى حقيقة على هذه الأرض الطيبة، التي تشهد اليوم نهضة اقتصادية واستثمارية وسياحية وعلمية ومعرفية، تغطي مختلف مجالات الحياة، وعلى كافة الأصعدة، وينعم فيها أبناء دولة الإمارات بالرخاء والرفاهية، في حالة من التفاعل والتواصل مع أكثر من 200 جنسية في العالم. يتخذون من هذا البلد ملاذا آمنا، وينعمون بالاستقرار وينسجمون مع المجتمع الإماراتي الذي يشكل نموذجا فريدا في المنطقة، ولحمة جسدية واحدة، وارتباطا روحيا ومعنويا وعمليا.
وها هم الأبناء يجنون ثمار ما زرعه الآباء، ويواصلون المسيرة التنموية التي أصبحت عنوانا بارزا ليس على المستوى الخليجي والعربي فحسب، بل على المستوى العالمي، وهي بالفعل كذلك، ويشهد لها القاصي والداني، ويتابعون تلك السياسات الحكيمة التي ميزت مواقف دولة الإمارات منذ اليوم الأول لتأسيسها على يدي مؤسس دولة الاتحاد وباني نهضتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»،.
ويؤكد رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد إن الثاني من ديسمبر، محطة راسخة في الأذهان، فهي يوم لتعميق حب الوطن وتعزيز قيم الانتماء والولاء ويوم نستعيد فيه بالإكبار السيرة العطرة لآبائنا المؤسسين الذين صاغوا تطلعات الوطن والمواطن توافقا، فجعلوا من تعدده كيانا سياسيا واحدا موحدا هو دولة الإمارات العربية المتحدة التي نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسها.
وأوضح إن صون التجربة الاتحادية هدف وطني مستدام يتطلب من الجميع وعيا ووحدة وتلاحما.. إعلاء لقيم الاتحاد وترسيخا لثوابته وتمكينا لمواطني دولته وتأكيدا للتفاعل والتكامل القائم بين الدولة الاتحادية والحكومات المحلية بما يمكن أجهزتها من التصدي للمسؤوليات الوطنية بكل أمانة وشفافية، وذلك لبناء وطن قوي راسخ المكانة يفخر أبناؤه بالذود عنه والحفاظ على مكتسباته.
ونحن إذ نحتفل اليوم بذكرى تأسيس دولتنا نستشعر عظم العمل الوطني الذي تم خلال عشرة أعوام مرت على أداء قسم قطعناه على أنفسنا بأن نحمل الراية ونتحمل المسؤولية ونؤدي الأمانة رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة.. كما أداها الراحل الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتغمده وإخوانه المؤسسون بواسع رحمته.. فقد أنجزوا لدولتنا استقرارا وأمنا ورفاهية وتقدما فكانوا لأمتهم نموذجا في ترسيخ قيم العزة والشموخ.
وعلى ذات العهد نمضي إلى أن يكون إرث الآباء قدوة نستمد منها العزة والعزم والمقدرة، معتزين بما وجدنا من دعم شعبي مخلص وسند حكومي قوي ترجم الرؤى والمبادرات إلى استراتيجيات وسياسات وأنشطة غايتها تأمين الحياة الكريمة لأبناء الوطن ووضع الدولة على خريطة الدول الأكثر تطورا.
نحن سعداء بما أنجز الوطن من وثبة حضارية مشهودة فبفضل مثابرتكم وبذل القيادة الوطنية القديرة تقف دولتنا اليوم ضمن الفئة «المرتفعة جدا» في مؤشرات التنمية البشرية والأولى عربيا في مؤشرات «الابتكار» و«السعادة» و«جودة الحياة» و«ممارسة الأعمال» والأولى عالميا في «التماسك الاجتماعي» و«الكفاءة الحكومية» و«حسن إدارة الأموال العامة» و«الثقة في الحكومة» و«الثقة في متانة الاقتصاد».. وقد أصبحت «مركزا إقليميا رئيسا للتجارة الدولية»، ورائدا إقليميا كذلك في «تمكين المرأة»، وهي بين الأفضل عالميا في «مؤشرات الأمن والاستقرار»، وشبابنا الملتزم بالقيم الدينية والأخلاقية.. المتسلح بالعلم والمعرفة هم «الأكثر تفاؤلا بالمستقبل» عربيا، وهي إنجازات أيها الإخوة تعكس ما تنعم به بلادنا من استقرار سياسي ونمو اقتصادي وبنية تحتية متكاملة وقطاعات أعمال مزدهرة وخدمات صحية وتعليمية وإسكانية وبيئية عالية الجودة عالمية المستوى..