• نوفمبر 24, 2024 - 1:30 مساءً

الكويتيون قالوا في استاد جابر: «نعم نستطيع»

لم تكن مجرد احتفالية بافتتاح إستاد رياضي ، تلك التي شاهدناها وشاهدها الملاين في الكويت والعالم ، ودول أخرى كثيرة ، عبر شاشات التلفزيون ، وإنما كانت تعبيرا حيا وصادقا عن جوهر الإنسان الكويتي ، وترجمة عملية لقدرته على البذل والعطاء ، وقدرته أيضا على الإبداع والإجادة ، وأنه جدير بالتعويل عليه في بناء وطنه ، وإقامة أركان مجده وتقدمه .
لقد جسد افتتاح إستاد جابر بحق «روح الأسرة الكويتية الواحدة» ، كما أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، وبرهن على مقدار الحب الذي يكنه الكويتيون لوطنهم ، واستعدادهم لخدمته والتضحية من أجله ، وولائهم لقيادتهم السياسية ، والارتباط الوثيق والحميم بين الحاكم والمحكوم ، وانصهار كل أطياف المجتمع في بوتقة واحدة اسمها الكويت .
وإذا بحثنا عن مفتاح لهذا النجاح الكبير الذي تحقق في افتتاح إستاد جابر ، فإننا سنجده في كلمات صاحب السمو الأمير ، عندما أشار إلى أن تضافر جهود الوزارات والإدارات المعنية كافة ، وعملها الدؤوب لإنجاح هذه الاحتفالية الوطنية المواكبة لحفل الافتتاح ، وما تميز به اداؤهم من حسن ترتيب وإعداد وتنظيم عال ، فضلا عن تفاعل المواطنين وحضورهم الحاشد لهذه الاحتفالية الوطنية وهذا العرس الرياضي ، واسهامهم في انجاحها .. كل ذلك كان هو الركيزة الأساسية لما تحقق من إنجاز شهد به الجميع.
ولا شك أن هذا التميز في حدث رياضي كبير ليس منفصلا عن ما نراه من إنجازات يحققها الكويتيون تباعا في كل مجال من مجالات الحياة ، فها نحن نرى أطباء كويتيين يجرون بنجاح كبير عمليات جراحية نادرة ومعقدة ، ويتم نقلها أحيانا مباشرة عبر دوائر إليكترونية ليتابعها أطباء متخصصون من كل أنحاء العالم ، كما نرى أدباء وفنانين كويتيين يحصلون على جوائز عربية ودولية ، عن إبداعاتهم الأدبية والفنية المتميزة ، وكذلك نتابع في الكثير من وسائل الإعلام العربية المحللين والخبراء السياسيين والاقتصاديين والأكاديميين الكويتيين ، يساهمون بعلمهم وخبرتهم وثقافتهم في برامج الفضائيات ، إلى حد أن كثيرين من أشقائنا العرب يتساءلون : كيف تسنى للكويت بحجم سكانها الصغير أن تفرز كل هذا الكم من الناجحين والمتميزين في ميادين مختلفة من ميادين الحياة ؟
وليس هناك من إجابة على هذا السؤال ، إلا بأنه الإنسان الكويتي عندما يأخذ فرصته ، فإنه يبدع ويتميز ، ويكون قادرا على منافسة الآخرين والتفوق عليهم أيضا .
أمر آخر من الضروري أن نلاحظه أيضا ، وهو الحرص على إنكار الذات ، فلم يكن أحد ممن شاركوا في هذا العمل الكبير والرائع ، يسعى إلى مجد شخصي ، أو بطولة فردية ، بل كان حرص الجميع من دون استثناء على المشاركة في إنجاز رياضي وحضاري يحسب للكويت ، ويكتب في تاريخها ، ويذكره لها العالم كله .
نعم كانت احتفالية إستاد جابر مناسبة للفرح ، لكنها كانت أيضا مناسبة لكي نستعيد الثقة بأنفسنا ، على المستويين الفردي والجماعي ، ونؤمن بأننا قادرون بالفعل على أن نحقق للكويت الكثير ، وإذا كانت الشرارة قد انطلقت من إستاد جابر في العارضية ، فإن ضياءها سيغمر الديرة كلها ، ويشيع فيها الجمال والبهجة، والرغبة في صناعة مستقبل أفضل لوطن نحبه ونأمل له الخير الكثير والدائم .

Read Previous

الحمود: واثقون بأننا في الكويت جديرون بالنجاح والتقدم

Read Next

نواب لـ الخليج: مجلس الأمة أعاد الانضباط إلى العمل النيابي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x